السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"مشيرة خطاب".. حفيدة الفراعنة

مشيرة خطاب
مشيرة خطاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحن لا نقف خلف شخص، لكننا وقفنا خلف وطن، خلف تاريخ، خلف حضارة تمتد لآلاف السنوات، خلف أول دولة عرفتها البشرية، هي لا تمثل ذاتها فقط، رغم أنها تمتلك العديد من الأدوات والميزات، لديها تاريخ حافل بالنجاح والمناصب والمهارات والتحديات التي خاضتها بشرف وانتصرت، حصدت عشرات الجوائز في تكريمات محلية وإقليمية ودولية.
ثراء ثقافي تتمتع به دون غيرها، أرادت الدولة المصرية استغلاله، فدفعت بها للمنافسة على رئاسة واحدة من المنظمات التابعة لهيئة الأمم المتحدة، تلك التي اتخذت من العاصمة الفرنسية "باريس" مقرًا لها، لتشع من خلاله النور الذي يستطيع مواجهة التطرف ونشر ثقافات السلام والحب والعمل والتعاون والإخاء فضلًا عن دورها في الحفاظ على التراث العالمي، وهي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".
السفيرة مشيرة خطاب، الحائزة على عدة القاب في مهام مختلفة، آخرهم "مرشحة مصر والقارة الأفريقية" للتنافس على رئاسة "اليونسكو" خرجت من الجولة الأخيرة، بفارق 6 أصوات لصالح المرشحة الفرنسية، في صراع ومنافسه وصفها العالم بأنها بـ"المريبة" حيث اتهام طالت بعض المرشحين لاستخدام "المال السياسي" بغرض كسب تأييد أصوات أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة.
شغلت السفيرة مشيرة خطاب، عدة مناصب منها، وزيرة الدولة للأسرة والسكان، وهي حاصلة على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1967، وعملت في وزارة الخارجية المصرية عام 1968 بعدما تمكنت من اجتياز المسابقة السنوية لاختيار أصلح العناصر للعمل الدبلوماسي، ثم تولت منصب سفيرة مصر لدى تشيكو سلوفاكيا بين 1990 و1995.
مثلت "خطاب" مصر لدى جنوب أفريقيا ما بين 1995 كأول سفيرة لمصر لدى جنوب وكانت سببًا في تقوية العلاقات بين مصر والدول الأفريقية بشكل عام وجنوب أفريقيا بشكل خاص، من خلال الحوار ومحاولة تحقيق مصالح ناجحة للطرفين، كما شغلت منصب مساعد وزير الخارجية لمدة عام، تولت بعده منصب الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة ثم منصب رئيس لجنة برامج الطفل بمجلس اتحاد الإذاعة والتلفزيون.
حققت السفيرة مشيرة خطاب، نجاحات كبيرة خلال رحلة عملها الدبلوماسي الطويلة، ويعزى إليها الفضل في توطيد علاقات بلادها مع مختلف بلدان الجنوب الأفريقي وخاصة جنوب أفريقيا التي طالما دعت إلى تعزيز العلاقات معها وإقامة حوار مفتوح قائم على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بعيدا عن أجواء التنافس.
تصدت "خطاب" لعدة قضايا بينها (ختان الإناث، والزواج العرفي، وزواج القاصرات من أجانب مقابل مبلغ من المال وظهور سماسرة الزواج العرفي وزواج الإنترنت).
وأخيرًا، خاضت السفيرة مشيرة خطاب، منافسة قوية استطاعت تحقيقًا نجاحات حتى الجولة الأخيرة، إلا أن الصراع وعلى ما يبدوا أن الفساد كان أقوى، فخرجت، لكنها ما خرجت ما حسابات الشعب المصري الذي تابع الانتخابات عن كثب وبذل كل ما في وسعه لدعم المرشحة المصرية، وقال البعض على وسائل التواصل الاجتماعي "هي لعبة، لكنها الأصعب، استطعنا أن نحقق نجاحًا كبيرًا رغم التحديات، أرهقنا الفاسدين خلالها، في النهاية خسرنا، لكننا استطاعت أن نوجد لأنفسنا مساحة تحرك كبيرة، وذلك بفضل تحركات الدولة المصرية، بفضل وزير الخارجية السفير سامح شكري الذي يستحق لقب –أسد الدبلوماسية المصرية- وذلك لأنها تحمل الكثير من الضغوط منذ أن تحمل هذا الملف في أعقب ثورة الثلاثين من يونيو، واستطاع أن يعيد للشخصية المصرية مكانتها في المحافل الدولية بعد أن أهانتها الجماعة التي حكمت البلاد لعدة شهور، كادت تحولنا خلالها إلى دولة تابعة، تحيا مصر، وشكرًا مشيرة خطاب وكل أعضاء حملتها الانتخابية، وعلى رأسهم السفير محمد العرابي".
انتخابات اليونسكو، كانت فصلا في مسيرة بنت الحضارة المصرية الذي يمتد لآلاف السنوات، ولا يزال قادرًا على العطاء للبشرية.