السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الحرب الفكرية.. السلاح الأخير للقضاء على المتطرفين "ملف"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«العراقى»: لا يمكن القضاء على «داعش» حتى تنتهى الطائفية والعشائرية
حظر جامعة بغداد كتب ابن تيمية وابن القيم خطوة تنويرية


تعج الساحة العراقية باحتفالات متواصلة على مدار الأشهر الأخيرة، احتفالا بالضربات التى تسددها القوات النظامية لتنظيم «داعش» الإرهابى وإجباره على الخروج من آخر معاقله «الحويجة» (شمالى العراق ويخسر بمقتضاه ٥٤٠٠ كم من دولته المزعومة).
هذه الاحتفالات تتناسب مع حجم المكاسب التى تحققها الدولة العراقية على حساب التنظيم الإرهابى الذى مثل الخطر الأول للدولة العراقية منذ الإعلان عن دولته المزعومة، إلا إنها تشير إلى اكتفاء عراقى بما تحقق، هل معنى ذلك أن «داعش» أخيرًا إلى الزوال؟!
حين بدأت القوات العراقية فى توجيه ضرباتها لتنظيم «داعش» قبل ٣ أعوام كان الحديث وقتها عن ضرورة المواجهة الفكرية إلى جانب العسكرية، واستمرت المناوشات وتوسعت المعارك حتى ابتلعت ساحة الأخبار وبات الحديث عن المواجهات الفكرية من المسائل الثانوية.
اليوم وبعدما لم يعد التنظيم يملك موطئ قدم واحد يستقر فيه داخل الجغرافيا العراقية، يُعاد الحديث عن المواجهات الفكرية، التى تشير التقارير إلى حتمية خوضها حتى يكتمل أى انتصار والتى يبدو من احتفالات العراقيين أنهم لم يلتفتوا إلى أنهم لم يخوضوها بعد.
الباحث العراقى، قاسم العراقى، قال إن الحديث عن زوال «داعش» أمر لا يمكن الركون إليه، مشددًا على أن الحديث عن زوال «داعش» يجب أن يسبقه الحديث عن أسباب وجوده وهل ما زالت هذه الأسباب قائمة أم لا، وأشار فى تصريحات لـ«البوابة» إلى أن الحالة العراقية تحديدًا لها خصوصيتها إذ لا يمكن التأكد من زوال داعش طالما لم تزل الطائفية والعشائرية. وتابع: «داعش يتغذى على الدعم العشائرى السنى وبعض السياسيين»، مشيرًا إلى أن هذا الوضع المذهبى يترك الباب مفتوحا أمام عودة «داعش» فى أى لحظة.

وشدد على أن الوضع العراقى فيما يخص المواجهة الفكرية يختلف عن أى وضع عربى، مشيرًا إلى أن الحاجة فى أى دولة عربية تحتم البدء بتنقيح التراث لإتمام المواجهة الفكرية، أما فى العراق فالمؤسسات الدينية نفسها منقسمة على نفسها إلى سنية وشيعية ما يعنى أن تنقيح التراث أمر يصعب إجراؤه. وفيما يخص التأثير على «داعش» من خلال المؤسسة الدينية السنية فأوضح أنها على المذهب الشافعى فيما يتبنى «داعش» المذهب الحنبلى، ما يعنى أن إرجاعه عن فكره أمر غير وارد. ورجح أن يستمر الوضع المتوتر فى المجتمع العراقى، وإبقاؤه بيئة خصبة لأى تطرف دينى ومجتمعى طالما بقيت هذه الانقسامات وعدم التعايش السائد بين الطوائف، مشددًا على أن الطريق مفتوح لأى كيان متشدد بما فيه «داعش»، «ولن تُسد الطرق إلا بمصالحة وطنية ومجتمعية». ولفت إلى أن هذا الوضع الانقسامى يغرى أى طرف يحمل خلافا مع الدولة العراقية بدعم «داعش» من باب إزعاج الحكم العراقى.
هذا المشهد السوداوى يبدو أنه سيستمر إذ لم تصب أول قرارات العراق فى مرحلة ما يسمونها «ما بعد داعش»، إذ قررت جامعة بغداد حظر كتب ابن تيمية وابن القيم فيما اعتبرته خطوة تنويرية للتخلص من أفكارهم «المتشددة». وتضمن القرار حذف الاستشهاد فى الرسائل البحثية والمناهج الدراسية من كتب ابن تيمية وابن قيم.
وطالبت الكلية فى قرارها الموقع من رئيسها محمد جواد محمد سعيد الطريحى، باعتماد الكتب الرصينة والعلمية التى تحث على الوحدة الوطنية.
وتسبب القرار فى تجدد الانشقاقات بين السنة والشيعة، إذ قال الناطق الرسمى للحراك الشعبى السنى فى العراق، فاروق الظفيرى، فى تصريح صحفى ساخرًا: «إن ابن تيمية وابن القيم يدعوان للتفرقة وكتب الشيعة تدعو إلى الوحدة الوطنية. تبا لكم هذا عميد كلية الشريعة السنية رافضى».
واعتبر مراقبون أن سياسة الحظر لا تبشر بخير لأنها مرة أخرى لا تعنى المواجهة الفكرية الصحيحة ولكنها ستبرز كتب المتشددين وتغرى الشباب بالذهاب إليها، وهو ما أكده الباحث العراقى، هشام الهاشمى، الذى قال لـ«البوابة»، إن الحظر سياسة خاطئة وأى حماية للمجتمع العراقى يجب أن تبدأ من معالجة أصل المشاكل وليس بالحظر. وحذر من الوضع الانقسامى، مقرًا بأن حله سيحتاج لعقود طويلة.