السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"الأسيزي".. القديس المؤسس لرهبنة "الفرنسيسكان"

القديس فرانسيس الأسيزى
القديس فرانسيس الأسيزى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
زار مصر خلال الحروب الصليبية.. وأبناؤه يحمون «المقدسات المسيحية» فى الأرض المحتلة
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية فى مصر بمرور ٧٠٠ عام على زيارة القديس فرنسيس الأسيزى إلى مصر ولقائه بالسلطان الكامل، فى زمن الحروب الصليبية التى يطلق عليها أحيانا «حروب الفرنجة» حيث التقى وقتذاك السلطان الكامل، فى مبادرة من أجل الحوار مع المسلمين.
مثال فى صنع الخير 
القديس الذى يتخذ منه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان مثالًا له فى صنع الخير، ولد فى أكتوبر ١١٨١ بمدينة أسيزى فى إيطاليا لأب إيطالى وأمّ فرنسية، وكان والده من كبار تجار الأقمشة الأثرياء فى أسيزي، وقد أثرت والدته فى تكوينه، ففى الوقت الذى اهتم والده بأن يخلفه ابنه فرنسيس فى تجارته، كانت والدته تزرع فى نفسه بذور التقوى والورع ومحبة المسيح والكنيسة والفقراء والمعوزين.
مشاركة « الأسيزى» فى الحرب التى جرت بين مدينة القديس أى «أسيزى» ومدينة «بيروجيا» ووقوعه كأسير حرب فى سجون «بيروجيا»، كانت نقطة فاصلة فى حياته، حيث اختبر فرنسيس الألم بعيدًا عن حياة الترف والبذخ التى كان يعيشها، وفى ١٢٠٧ عقب خروجه من الأسر تغيرت حياة «الأسيزى» فأصبح ينفق أمواله على الفقراء، وهو الأمر الذى أثار حفيظة والده الذى قام برفع شكوى ضده أمام أسقف المدينة، فما كان من قديس الكنيسة إلا أن خلع ثيابه وأعطاها لوالده معلنًا اتخاذه «الفقر والتقشّف» أسلوبًا لحياته، وتخلّيه عن حقوقه البنوية وتكريس حياته للخدمة.
طاعة كلمات الإنجيل 
«هذا ما كنتُ أريد، هذا ما كنتُ أبتغى بكل قلبي»، هكذا أعلن «الأسيزى» ‏فانطلق‏ مستجيبًا لدعوته، واتخذ من الآية التاسعة من الفصل العاشر فى إنجيل متّى قانونًا لرهبنته فيما بعد: «لا تَحمِلوا نُقودًا مِنْ ذَهَبٍ ولا مِنْ فِضَّةٍ ولا مِنْ نُحاسٍ فى جُيوبِكُم..» وطاعةً لكلام الإنجيل، قرر الرّحيل دون أى ممتلكات.
وفى عام ١٢٠٨ أسس الفرنسيسكانية الأولى أو الرهبان الأصاغر، ومعه ١٢ شابًا أعلنوا إيمانهم بمبادئ الرهبنة، وفى عام ١٢١٠ وافق الحبر الأعظم أنوشينسيوس الثالث على طلبهم بإنشاء رهبنة وثبَّتها، فيما بعد تفرّع من الرهبنة الفرنسيسكانيّة «راهبات القديسة كلارا» ثمّ تفرّع من الرهبنة الفرنسيسكانيّة «الكبوشيّون». 
وأغنت الرهبنة الفرنسسكانية بفضله الكنيسة بأعظم القديسين، بدءًا بالقديس فرنسيس الأسيزى ولاحقًا القديسين أنطونيوس البادوانى وبونفنتورا وغيرهم كثير، كما أسّس القديس فرنسيس الرهبنة فى الأراضى المقدّسة للمحافظة على الأماكن المقدسة ورعاية الجاليات الأجنبية وبعثات الحجّ، فالقدس كانت تستقطب الحجاج من كلّ حدب وصوب.
رسالة تاريخية 
ومنذ ٧ قرون تقريبًا يقوم أبناء القديس فرنسيس أى الآباء الفرنسيسكان برسالتهم التاريخيّة فى حراسة الأراضى المقدّسة بشكل عام، ومعظم المقدّسات المسيحيّة بشكل خاص، والاعتناء بالجماعات المسيحيّة المحليّة والدوليّة، خصوصًا التى نشأت وترعرعت حول المدن المقدّسة، حيث تم إنشاء أول مدارس مسيحيّة كاثوليكيّة فى فلسطين منذ القرن السادس عشر، وكان لرهبنة الفرنسيسكان دور فى جزيرة قبرص، حيث لهم الباع الطويل فى حفظ الوجود المسيحي، وكانت لهم المبادرات الأولى فى التربية والتعليم فى الجزيرة.