وُلد في جو من الانتماء والوطنية الشديدة نظرًا لمهنة والده حيث كان يعمل نائبًا لمقاطعة زيلاند بالدنمارك وذلك في 2 يونيو من عام 1857م، ولكن ما لبث أن تحول هذا الاستقرار وهذه الوطنية برحيل والده وهو في الثالثة من عمره حيث انتقل ليعيش مع عمه، إنه الروائي والشاعر الدنماركي كارل جيلوروب.
عاش كارل منذ نعومه أظفاره في جو من الوطنية، وبانتقاله للعيش مع عمه احتضنه واستمر الإحساس بالرومانسية والاستقرار، ولكن ثمه تغييرات حدثت له وإنشق عن هذه الرومانسية والاحتضان وسار في مسار مختلف جذبه نحو كتابة روايات الحب والحرية والإلحاد ثم تبنيه لحركة أدبية جديدة عُرفت باسم "حركة الاختراق الحديث" وهي حركة تحاول توجيه الأدب نحو الواقعية والطبيعة بدلا من الرومانسية والحب إلى جانب محاولتها التأثير على المجتمع، ولكن سرعان ما توقف عن كتابته للطبيعة وعودته إلى الرومانسية من جديد في 1885م.
أثار انحيازه وموقفه المؤيد للثقافة والحضارة الألمانية بعض الأقاويل في وقته ولكن ربما كان يرجع ذلك بسبب تزوجه من فتاة ألمانية، حيث عاش وإستقر معها بألمانيا في 1892م، ولكن فلت الخيط من بين يديه حتى أظهر تأييده وإتجاهه لألمانيا في وقت الحرب العالمية الأولى بين 1914 وحتى 1918م.
أثرت الحياة الألمانية على كارل جيلوروب حتى في أعماله الروائية حيث صدرت أولى أعماله الأدبية باسم المُتعلم الألماني في 1882م، وكانت تُمثل هذه الرواية سيرة ذاتية عن نشأة رجل دين مُلتزم في بداية حياته ثم تحول إلى مُلحد ثم إلى مؤيد للفكر الألماني.
واصل كارل أعماله الروائية حيث صدرت رواية مينا في 1889م، وهي رواية تحكي عن قصة حب وتسلط الضوء نحو علم نفس المرأة، وذلك إلى جانب رواية مولن في 1896م والتي تمثل ميلودراما حول الحب والغيرة إلى جانب مجموعة من الروايات المُثمرة الأخرى.
للشاعر الدنماركي كارل مجموعة من المُقتبسات الشهيرة من بينها قال "تستولى عاطفة الحنين على الناس، تعود بهم إلى أيام الطفولة الهادئة البريئة، البهيجة المتدفقة دون القلق على المستقبل أو القلق على الحصول على عمل".
فارق الشاعر الدنماركي كارل جيلوروب الحياة في مثل هذا اليوم 13 أكتوبر من عام 1919م وذلك عن عمر يُناهز 62 عامًا.
