رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أولياء أمور: قرارات دمج ذوي الإعاقة حبر على ورق.. طلاب متلازمة داون يشكون كثافة الفصول.. و"التربية الخاصة": دربنا 25 ألف معلم

آسيل طالبة مصابة
آسيل طالبة مصابة بمتلازمة داون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قالت نجلاء عادل، ولى أمر، إنها منذ ولادة ابنتها "أسيل" بمتلازمة داون، تعمل جاهدة علي تعليمها واكسابها مهارات عديدة لتواجه الحياة بإعاقتها دون خوف من المستقبل المجهول.
وعلي مدار 5 سنوات في التعليم الابتدائي عانت فيها "نجلاء" في محاولات تعليم "آسيل" مهارات مميزة ومناهج جيدة، بالإضافة الي البحث عن مدارس تقبل حالة ابنتها الصغيرة ذات الـ10 سنوات.
وأخيرا وجدت ضآلتها في ضمها بإحدى مدارس الزقازيق المعدة لاستقبال الدمج، وعلي الرغم من معاملة المدرسة الجيدة والمميزة للطالبة "اسيل"، لكنها غير معدة بشكل كامل لاستقبال حالات الدمج للحالات المشابهة علي حسب قول "نجلاء".
قرار دمج ذوي الإعاقة، الذى وصفه البعض بأنه حبر على ورق، جاء بعد محاولات مريرة علي مدار 7 سنوات حاولت فيها الجمعيات الأهلية اقتناص قرار رسمي من وزارة التربية والتعليم بحق ذوي الإعاقة بالدمج.
ونجحت بالفعل الجمعيات وصدر القرار في عام 2011 لكنه اختص به المدارس الابتدائية فقط، وبعد 4 سنوات في 2015 تم تفعيله في جميع المدارس والمراحل التعليمية.
وكان من ضمن قرار الدمج السماح لذوي الإعاقة الذهنية بالدمج في المدارس الحكومية، في حالات أطفال التوحد، متلازمة داون، الإعاقة الذهنية البسيطة، بطيء التعلم. 
لكنها اشترطت أن لا تقل درجة الذكاء عن 655 درجة باستخدام مقياس ستانفورد بينيه الصورة الرابعة أو الخامسة بالنسبة للطلاب المتقدمين للالتحاق بمدارس الدمج، وتختلف درجات المطلوبة وفقًا للعام الدراسي.
نجلاء التي تعمل مدرسة، تعلم حقوق طفلتها في الحصول علي تعليم جيد داخل مدارس الدمج، فكثافة الفصول الحكومية بأكثر من 60 طالبا ويصل في مدرسة اسيل الي 70 طالبا، يجعل فرصة أسيل للتعلم صعبة للغاية، بل يجعلها تواجه أيضًا صعوبة في إحضار أسيل يوميًا في فصل ممتلئ عن أخره بالطلاب خاصة في فصل الشتاء؛ نظرًا لضعف مناعة الأطفال ذوي متلازمة داون ويجعلهم عرضة للعدوى من أقل الأمراض.
تروى نجلاء عن خيبة آملها من وجود غرفة مصادر داخل المدرسة لكن لا يتوفر بها مدرس متخصص في تعليم ذوي الاعاقة من خلالها، وهي غرفة دراسية علاجية منفصلة في أي مدرسة حيث يتم إعطاء الطلاب الذين يعانون من إعاقات ذهنية وتعليمية، تعليمًا مباشرًا وخاصًا بالإضافة الي علاج أكاديمي ومساعدة في الواجب المدرسي والمهام ذات الصلة سواء كان هؤلاء الطلاب أفرادًا أو في مجموعات.
المنهج الدراسي أيضًا كان عبئا أكبر داخل مدارس الدمج، فحالات الإعاقة الذهنية لا تسمح بتقبل هذا الكم من الوحدات والدروس خلال الفصل الدراسي، هكذا أعربت والدة آسيل، مضيفة أن الامتحانات تتم بشكل منفرد لذوي الإعاقة الذهنية لكن لا نستطيع كأمهات وأولياء أمور من تدريس هذا الكم الهائج من المعلومات، مطالبة تقنين هذه الدروس بما يناسب أطفالهم.
وطالبت "نجلاء عادل" الإدارات التعليمية بتخصيص مدرسين متخصصين داخل مدارس الدمج لتعليم ذوي الاعاقة الذهنية فمشكلة آسيل ليست حالة فردية.
من جانبه قال د. احمد الشندويلي مستشار وزير التعليم للتربية الخاصة، إن الوزارة شددت تعليماتها لمديريات التعليم وإدارات التربية الخاصة للوقوف علي السلبيات قبل الايجابيات في مدارس الدمج، ومدى تقديم الخدمات التعليمية لذوي الإعاقة من الطلاب.
وعن شكاوى أولياء الامور حول كثافة الفصول وعدم وجود مدرسين متخصصين، كشف ان الوزارة قامت بتدريب ما يقرب من 25 ألف معلم علي طرق التعامل والتعليم لطلاب ذوي الاعاقة، حيث تم التدريب بالتعاون مع الأكاديمية المهنية للمعلمين ومن خلال مدربين معتمدين تدريب 23 الف معلم خلال الفترة 16/7/2017 الي 16/8/2017، بالإضافة الي تدريب 1500 معلم خلال عام 2016/2017، وأن ثمار التدريبات ستلقي بظلالها علي العملية التعليمية للمعاقين، خاصة أن وزارة التعليم العالي خصصت كليات متخصصة في دراسة ذوي الاعاقة في الزقازيق وبني سويف، بالإضافة الي وجود العديد من أقسام التربية الخاصة بكليات التربية في الجامعات.
وقال إن كثافة الطلاب بالمدارس جاءت في المناطق السكنية المرتفعة، وان هناك فكرة تم طرحها لتقليل كثافة الفصول لذوي الإعاقة تتم دراستها.
وأضاف مستشار التربية الخاصة، ان الوزارة تعد خطة لتدريب المعلمين ضمن دورات تدريبية متخصصة لتعليم ذوي الإعاقات المختلفة بالتعاون مع هيئة اليونيسيف وجامعة عين شمس وجهات أخرى متخصصة.