الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

طلاب مصر فئران تجارب.. "التعليم" تلغي الثانوية القديمة وتقر النظام الاختياري.. وخبراء تربويون: الإصلاح يبدأ من تحسين أوضاع المعلم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثارت التصريحات الأخيرة للدكتور شوقي علام، وزير التربية والتعليم، الجدل حول مصير أكثر من 600 إلى 800 ألف طالب من المتقدمين للثانوية العامة وجعل مصيرهم فى مرمى التجارب، حيث أكد أن النظام التعليمي الجديد سيشمل أنواع التقييم المختلفة الاختيارية ما بين نظام التقييم التراكمي في سنوات التعليم الثانوي الثلاث سنوات مجتمعة في مرحلة واحدة أو نظام السنة الواحدة، مؤكدًا أن النظام الجديد يهدف فى الأساس للقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية. 

وأشار الوزير إلى أن النظام الجديد سيبدأ تطبيقه بداية من العام الدراسي 2018-2019 بعد إعداده من كل الجوانب، حيث يشمل أيضًا التقييم الكلى الجديد للثانوية العامة بتقييم كلى يقوم على أداء الطلاب.
المراقب لمشهد التعليم في مصر، يلاحظ أن النظام التعليمي يعانى من التخبط في الفترة الأخيرة بداية من إلغاء الشهادة الابتدائية واعتبار الصف السادس الابتدائي سنة نقل عادية على أن يكون التعليم الأساسي 9 سنوات ومرورًا بالثانوية العامة التي كل يوم يتغير نظامها عن اليوم الذي يسبقه، فالتقييم الجديد للثانوية العامة أصبح تراكميا يقوم على أداء الطلاب في سنوات التعليم الثانوي الثلاث سنوات مجتمعة.
علاوة عن ذلك فإن الحصول على شهادة الثانوية العامة لن يعتمد على اختبارات الفرصة الوحيدة في نهاية السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية، بل سيتم استخدام نوعين من التقييم في سنوات التعليم الثانوي هما أولا التقييم القائم على المشاريع على مستوى المدراس ثانيا التقييم القائم على أسئلة الاختيارات المتعددة، والتي سيتم تصحيحها إلكترونيا.

حول هذه النقطة يقول محمد مختار أب لطفلين أحدهما في المرحلة الابتدائية والآخر في المرحلة الثانوية أن نظام التعليم في مصر أصبح روتيني " لا بيقدم ولا بيأخر" وابني إلى في المرحلة الابتدائية لا يجيد القراءة ولا الكتابة حتى وصل إلى الصف الثالث الابتدائي وعندما وجدته لا يستفيد من المدرسة ولا يتعلم منها شيء فاتجهت علي الفور إلى الدروس الخصوصية في جميع المواد تقريبا وبعد أقل من 6 شهور من مجيء مدرس الدروس الخصوصية أصبح ابنى يجيد القراء والكتابة.
وتابع مختار قائلًا: أما بالنسبة للمرحلة الثانوية فلا يوجد طالب بالصف الثاني الثانوي يعتمد علي المدرسة في كل شيء وإنما كل اعتماده علي الدروس الخصوصية وأصبح الأمر مقلقًا جدا من تغيير نظام الثانوية العامة فتارةُ يقولون الثانوية العامة تعتمد على السنة الأخيرة فقط وتارة تعتمد عي السنة الثانية والثالثة وتارة تعمد على الثلاث سنوات الأمر أصبح مزعجًا وفكرت مرارا وتكرارا في عدم ذهاب نجلي إلى المدرسة لكن والدتهما رفضت الأمر بشدة.

في حين يرى الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي: أن التعلم يعانى من حالة ارتباك شديدة في مصر، وقد زاد الأمر عن حده، مضيفًا أن إصلاح منظومة التعليم في مصر تبدأ من القضاء على الدروس الخصوصية لأن الدروس الخصوصية تعد من أهم المشكلات القائمة من قديم الأزل في التعليم لأن جميع الطلبة حاليا لا يعتمدون على المدرسة ويعتمدون فقط على الدروس الخصوصية، لذا لا بد أن يحتفظ الطالب بثقته في المدرسين بالمدارس كمؤسسة تعليمية تهدف إلى تأدية رسالتها على أكمل وجه.
وأضاف مغيث: ايضا من أهم العوامل التي تساعد على نجاح المؤسسة التعليمية في مصر ليس تغيير نظام الدراسة او نظام الثانوية العامة وإنما أولا لا بد من تحسين الوضع المالي للمدرس بأن يكون المرتب الذي يوضع له كاف بحيث لا يلجأ إلى الدروس الخصوصية.
وفي نفس السياق قال الدكتور سعيد صادق الخبير الاجتماعي: إن مسألة جعل الطلاب فئران تجارب فى غاية الخطورة، خاصة أن الأسر المصرية لا تملك من الرفاهية ما يسمح لها أن نضيف أعباء جديدة على كاهلها.
وتابع: أن لا سبيل لنجاح منظومة التعليم فى مصر إلا من خلال النهوض بالمدرس ووضعه الاقتصادى وهو الحل السحرى للقضاء على الدروس الخصوصية بدلًا مما يتم من التجريب على آلاف الطلاب.