الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

السيسي يفتتح المرحلة الأولى من مشروعات العاصمة الجديدة.. تستحوذ على آراء الكتاب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناول كتاب الصحف المصرية، اليوم الخميس، عددًا من الموضوعات المحلية جاء في مقدمتها الإنجازات التي تمت في إطار المرحلة الأولى من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، إلي جانب تطورات الأزمة السورية وأثر الدور السلبي الذي تلعبه إيران.
في رأي الأهرام - وتحت عنوان "مصر وعصر مشروعات المستقبل"، أوضحت صحيفة الأهرام، بافتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس المرحلة الأولى من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة العملاق، وتكون مصر قد دخلت مرحلة جديدة من تاريخها ربما لا تقل أهمية عن بناء القاهرة الفاطمية التى شيدها القائد جوهر الصقلى في عام 969 ميلادية نظرا للنقلة الحضارية والمعمارية والسكانية التى سوف يحققها هذا المشروع الضخم لأهل مصر، وهو بحق مشروع ـ كما وصفه الرئيس السيسي في الكلمة التي ألقاها خلال الافتتاح ـ يليق بمصر وأهلها وسوف يقف التاريخ أمامه كثيرًا. 
وأضافت " الواقع أن المشروع يحقق طفرة حضارية وجمالية، ويضع العاصمة الإدارية الجديدة في مقدمة المدن العالمية التي تتمتع بجمال التصميم ومراعاة الجوانب الجمالية والخضرة فضلا عن التخطيط العمراني المتميز، الذي لا يقل عن أي مدينة عالمية أخرى إن لم يتفوق عليها". 
وتابعت قائلة والحقيقة ـ كما قال الرئيس السيسي في كلمته - أن حكومات مصر المتعاقبة تأخرت كثيرًا في الخروج من نطاق القاهرة الفاطمية القديمة، وبالتالي فإن هذا التأخير كان ثمنه باهظا وقال نصًا "لو كان فيه رؤية مستقبلية لشكل القاهرة من 40 أو 50 سنة فاتت، وتم نقل القاهرة، وأتصور أن كل التكاليف الحالية التى نعملها للمعالجة، من صرف صحي وطرق وكباري وكهرباء - مكناش هنبقى محتاجين نعملها" بمعنى أن تكاليف المشروع كانت آنذاك ستكون أقل بكثير من الوضع الحالي. 
ويمكن القول إنه منذ تدشين المرحلة الأولى لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة، فقد دشنت مصر أيضًا فكرة التخطيط من أجل المستقبل، ومن أجل الأجيال الجديدة، وإن مصر لم تعد تنظر تحت قدميها لتجرى إصلاحات هنا وترميمات هناك لشبكات مياه أو صرف صحي متهالكة، وإنما أصبحت تخطط للمستقبل وتنظر إلى تطور الواقع السكاني والاجتماعي لـ20 أو 30 عامًا مقبلة، ولأول مرة يمكننا القول إن مصر دخلت عصر مشروع المستقبل من خلال المشروع العملاق للعاصمة الإدارية الجديدة. 
وفي صحيفة "الأخبار" وبمقاله - بدون تردد - تحت عنوان "صورة لما يجري في مصر الآن"، قال الكاتب محمد بركات: "لعلنا نتابع جميعا تلك الحركة المتسارعة في البناء والتعمير، وإقامة المشروعات الجديدة التي تجري بطول البلاد وعرضها، في إطار خطة شاملة تعبر دون جلبة أو ضوضاء عن حالة من اليقظة والتنبه الوطني، بضرورة السير بكل الجدية والإصرار على طريق النهضة والتنمية.
ورغم كل ما يروجه المغرضون والكارهون لمصر وشعبها، من دعاوى اليأس والتشكيك والإحباط، إلا أن عمليات البناء مستمرة بلا توقف في كل مكان، سعيا لإحداث طفرة حقيقية في التنمية تخرج بمصر من أزمتها الاقتصادية الحالية، وتنطلق بها علي طريق الحداثة والتقدم.
واحسب أن أحدا لا يستطيع أن ينكر ما تشهده البلاد حاليًا من حركة دائمة على هذا الطريق، وخير دليل على ذلك ما تم ويتم من مشروعات عملاقة وقومية أو مشروعات متوسطة أو صغيرة في كل مكان سواء في العاصمة الإدارية الجديدة، أو العديد من المدن الأخرى، بالصعيد والوجه البحري والصحراء الغربية والواحات وسيناء والبحر الأحمر والساحل الشمالي ومطروح، وغيرها.
كما يجذب الانتباه كذلك تلك الطفرة الهائلة الجارية في إنشاء محطات الطاقة الكهربائية الضخمة، وحل مشاكل المياه والصرف الصحي، والقفزة الكبيرة في الإسكان، وما جرى ويجري من مشروعات ضخمة لإنتاج الغذاء باستصلاح وزراعة المليون ونصف المليون فدان، وإقامة آلاف الصوب الزراعية، ومزارع الإنتاج الحيواني والسمكي وغيرها.
فضلا عما يجري انشاؤه من شبكات طرق جديدة ومتطورة، وعمليات تحديث وتطوير لمنظومة النقل والمواصلات ومحطات السكك الحديدية.
وقبل ذلك كله ما تم من انجاز ضخم في ازدواج المجرى الملاحي لقناة السويس، وما يجرى الآن من إنشاء لأكبر منطقة استثمارية في منطقة القناة، وخطة التعمير الضخمة الجارية في سيناء، وما يتم فيها من مناطق ومجتمعات عمرانية متكاملة زراعية وصناعية.
كل ذلك يتم في ذات الوقت الذي تقوم فيه قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة في التصدي القوي والحاسم لفلول الإرهاب وعصابات الإفك والضلال الساعية للنيل من الوطن وأمنه واستقراره).
وفي نفس السياق، وفي صحيفة (الجمهورية ) كتب عبد الرازق توفيق بمقاله - طاب صباحكم -تحت عنوان " العاصمة الإدارية.. درة المشروعات القومية"، وتابع:" تعرض مشروع العاصمة الإدارية الجديدة لحملات هجوم ضارية على مدى الأشهر الماضية لم تكن من قبيل النقد البناء القائم على العلم والمعلومات الشاملة والمتكاملة كما قال الرئيس السيسي أمس خلال تدشينه المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية ولكن كان الهجوم يتم بنوايا وأهداف خبيثة وشيطانية في إطار مسلسل تشويه كل إنجاز ونجاح". 
وأضاف "كان الهجوم غير موضوعي ويطالبنا بالاستسلام لأزماتنا ومشاكلنا والرضوخ لحالة الفشل التي كانت في الماضي وارتكزت حملات الهجوم والنقد غير البناء على أن مصر تضع أموالها القليلة في المياه وأنه لا عائد ولا طائل ولا فائدة من العاصمة الإدارية الجديدة رغم أن الوقائع والأرقام والإحصائيات ومؤشرات الربح تفرض علينا أن نبادر بتنفيذ مثل هذه المشروعات العملاقة سواء للتوسع في إقامة وإنشاء المجتمعات العمرانية الجديدة لزيادة مساحة مصر واستيعاب الزيادة السكانية التي تقدر بـ 2.2 مليون نسمة سنويًا وأيضًا حالة الزحام والاختناق التي يعاني منها المواطن في القاهرة وأيضًا لمواكبة التطور العالمي في إنشاء المدن الجديدة وتشييد الصروح التي تبرز وجه مصر الحضاري في دولتها الحديثة بقيادة الرئيس السيسي وأيضًا تحفيزًا للاستثمار والبناء فالحسابات والأرقام تشير إلى أن الدولة رابحة على كل المحاور والمستويات والمجالات". 
وتابع قائلا: "العاصمة الإدارية قضية محورية لمصر في ظل التحديات التي تواجهها خاصة الزيادة السكانية وأن نسبة المساحة المعمورة في أرض مصر تمثل 7% من إجمالي مساحتها ونحتاج زيادتها حتى تصل إلى 14% لاستيعاب الزيادة السكانية. 
العاصمة الإدارية تتوافر فيها كل الخدمات والتنمية المتكاملة لخدمة جميع المواطنين بدءًا من الشباب محدودي الدخل مرورًا بكل المستويات تحقيقًا لهدف الدولة ألا يكون مستوى جودة الحياة حكرًا على فئة معينة فقط من المواطنين بالإضافة إلى أن موقع العاصمة الإدارية هو نقطة ارتكاز بين القاهرة القديمة والمشروعات التنموية التي تنفذها في منطقة قناة السويس. 
والعاصمة الإدارية تمثل ضرورة لإنشاء مدينة عصرية حديثة تقدم للعالم نموذجًا حضاريًا وإنسانيًا لبنية تحتية ومفهومًا مبتكرًا عن جودة الحياة لكل المصريين وتحقيقًا للعدالة الاجتماعية وهي أكبر من مساحة القاهرة التي لا تتجاوز 95 ألف فدان. 
وهناك 7 أهداف سيتم تحقيقها في العاصمة الجديدة وهي أن تكون مدينة خضراء ومستدامة ومدينة للمشاة ومدينة للإسكان ومدينة متصلة ومدينة ذكية ومدينة أعمال لافتًا إلى أن هذه المعايير وضعت من قبل المؤسسات العالمية لتحقيق جودة لحياة أفضل في أي مدينة. 
وأكد الكاتب أن حملات الهجوم الضارية والمسمومة لم تفلح في النيل من عزم الدولة ورؤيتها في رسم المستقبل المشرق.. وبالتأكيد فإن انتقادات النخبة المشبوهة كانت مفضوحة، وقال "لقد قلت من قبل إن الكارهين لمصر سوف يصابون بالجنون من هول المفاجآت السارة والإنجازات والنجاحات المصرية ومشروعاتها القومية وثقلها الدولي والإقليمي ووصولها قريبًا إلى القمة وما هي إلا سنوات قليلة وتعلن مصر عن نفسها وتتحدث بلغة الكبار والعظماء فهذا شأنها وقدرها". 
الرئيس السيسي رد بأدب واحترام كعادته علي الهجوم الضاري على مشروع العاصمة الإدارية العملاق قائلًا: لا يجب أن يتصدي أحد لمواضيع كموازنة الدولة دون أن يكون ملمًا بكل الأمور ذات الصلة حيث إن القضايا مترابطة مع بعضها البعض وتؤثر كل قضية في الأخرى. 
واختتم الكاتب مقاله قائلا: "الرئيس السيسي أطلق عبارة قوية "إننا نبني دولة ذات شأن وسوف يتحدث المواطنون بعد سنين طويلة عن حجم التخطيط وتنفيذ المشروعات التي تمت حتي تصبح بلدنا بهذا المستوي وليس فقط من حيث الشكل ولكن أيضًا من حيث المضمون". 
أما على الصعيد الإقليمي، خاصة ما يتعلق بتطورات الأزمة السورية والدور الإيراني المعطل لحلها، ففي صحيفة "الأهرام" وبعموده" نقطة نور"، تحت عنوان "إيران تعطل تسوية الأزمة السورية"، قال الكاتب مكرم محمد أحمد "رغم الانحسار الشديد في أعمال العنف بين قوات الحكم السورى وقوات المعارضة، ورغم التوسع الكبير في مناطق التهدئة وعدم التصعيد التى تشمل الآن معظم مناطق سوريا الجنوبية المجاورة للأردن، وأغلب محافظات دمشق والوسط ومحافظة حلب في أقصى الشمال التى خرجت منها قوات جبهة النصرة مهزومة على أعقابها وباستثناء محافظة إدلب التى تتركز فيها قوات النصرة التى خرجت من مناطق القتال في معظم أرجاء سوريا باتفاق مع القوات السورية على تسليم أسلحتها الثقيلة واللجوء إلى إدلب التى تؤوى في الأغلب كل المتمردين السوريين الذين غادروا محافظاتهم تحت ضغوط القوات السورية.
وبرغم اتفاق روسيا والولايات المتحدة على ضرورة هزيمة داعش، لا تزال هيمنة إيران على سوريا تشكل العقبة الكؤود التى تحول دون اتفاق الطرفين على تفاصيل التسوية السياسية للأزمة السورية، ولا تزال محادثات جنيف التى تجمع المعارضة والحكم للاتفاق على مرحلة انتقالية جديدة وتسوية سياسية للأزمة تقوم على كتابة دستور جديد للبلاد وانتخابات برلمانية ورئاسية جديدة تقف محلك سر دون تقدم يذكر، لأن المعارضة مفتتة ومحطمة أخفقت حتى الآن في إحداث توازن في القوى مع الحكم ليساعد على إنجاز تسوية سياسية تقلل سطوة إيران على مصير سوريا، وتتوافق على مصير سلطة الرئيس الأسد بعد المرحلة الانتقالية، وما يحدث بالفعل على أرض الواقع أن سلطة الرئيس الأسد تزداد قوة بنجاح قواته في هزيمة قوات المعارضة وتجمعات المتمردين التي تقلصت كثيرًا، ومع ذلك لا تزال قوى الغرب تعتقد أن توقفها عن دعم عملية إعمار سوريا بعد هذا الخراب الذي استمر سبع سنوات يشكل ورقة تفاوض قوية ربما تدفع الرئيس الأسد وحلفاءه الروس إلى مزيد من التنازلات، لأنه دون اتفاق سياسي للتسوية السلمية يتوصل إليه الروس والأمريكيون يصعب إنجاح مؤتمر جنيف، ويصعب أن يكون هناك اتفاق سياسي يجمع الروس والأمريكيين على مبادئ التسوية. 
وقال الكاتب "ثمة من يعتقدون أن التسوية السياسية للحرب السورية لا تزال هدفًا بعيد المنال رغم توقف المدافع في كثير من مناطق سوريا، وأن جمود الموقف السوري يمكن أن يؤدي إلى تفكيك الدولة السورية واندثار وحدتها ما لم يتم تقليل حجم هيمنة إيران على سوريا، ويصبح حزب الله مجرد حزب لبناني يتقلص نفوذه خارج لبنان، وهذا ما تهدف إليه على وجه التحديد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ويزيد الوضع تعقيدًا وسوءًا محاولات إسرائيل تعويق عودة سوريا الموحدة وسعيها المتزايد إلى توسيع فرص الصدام العسكري مع سوريا وقطعها الطريق على أي محاولات للتهدئة تشكل بدايات جديدة لعودة الدولة السورية الواحدة بدلًا من أن تتحول سوريا إلى دويلات طائفية صغيرة تتوافق مع قيام دولة مستقلة صغيرة في كردستان العراق تمزق قلب الشرق الأوسط وتزيده ضعفًا بدلًا من دولة سورية موحدة يصون وحدتها جيش عربى قوي يحمي سوريا من مخاطر التفتت".
وأضاف "لا تزال مصر تعتقد أن الحفاظ على الدولة السورية الواحدة وبقاء العراق دولة موحدة هو الهدف الذي ينبغي أن يسانده كل العرب، لأن تمزيق الدولة السورية، وضياع وحدة العراق يعني إضعاف قلب الشرق الأوسط بسبب هيمنة إسرائيل على كل المنطقة العربية مصداقًا للحكمة القديمة التي تقول «أكلت يوم أكل الثور الأبيض».
واختتم الكاتب مقاله، قائلا "ما من شك أن اختفاء دولتين وطنيتين هما سوريا والعراق ليحل مكانهما كيانات عرقية وطائفية صغيرة تفتقد الهوية العربية الواحدة سوف تؤدي إلى تغيير صورة الشرق الأوسط ويزيد من هيمنة إسرائيل على كل المنطقة، وأظن أن الخاسر الأكبر ربما يكون المشرق العربي كله بما في ذلك مصر والسعودية والخليج وفي هذا الإطار مطلوب من سوريا ــ الحكم ــ المزيد من المرونة لتقليل هيمنة إيران على المصير السوري، ومطلوب من المعارضة السورية المزيد من التوحد، ورفض جماعات الإرهاب، ومطلوب من مصر والعرب مساندة الشعب السوري بإعادة الاستقرار إلى سوريا".