منذ بداية الستينيات، انطلق في أكبر دور الأوبرا في العالم "لا سكالا" بالعاصمة الثانية لإيطاليا "ميلانو"، صوت قوي طالما رج جدران المسارح، كان هذا عام 1961، هو الشاب حينئذٍ "لوتشانو بافاروتي".
ولد ببلدية "مودينا" الإيطالية في مثل هذا اليوم 12 أكتوبر عام 1935، لأسرة عاملة، كان أبوه يعمل خبازًا، شبَّ الطفل ضخم الجثة "لوتشانو" يحمل في خاطره حلمًا طالما سعى إلى تحقيقه، وهو أن يصبح حارس كرة قدم محترف، ولكنه فشل في تحقيقه، فاتجه إلى تهذيب صراخه العالي، عن طريق تدريب صوته، لم يصبح حارس كرة قدم، وإنما راوده شبح "كاروزو" المطرب الأوبرالي الأشهر في تاريخ الأوبرا العالمي.
جاب خلال مسيرته الطويلة العديد من البلدان، للغناء في دور الأوبرا، مثل هولندا وفيينا ولندن وأنقرة وبودابست وبرشلونة، وقد اكتسب التينور الشاب حينها الخبرة القيمة بالإضافة إلى التقدير الواضح، وقد ذاع صيته وثبت أقدامه على الساحة العالمية بين عامى 1966 و1972 حيث أدى في أكبر دور الأوبرا في العالم مثل لا سكالا في ميلان.
وبحلول منتصف السبعينيات، صار بافاروتي مشهورًا في جميع أنحاء العالم بتميز وروعة صوته خاصة الطبقات العليا، وبين عامي 1970 و1980 كان بافاروتي قد أثبت نفسه كأحد أعظم مطربي التينور بعروضه المتعددة في أكبر دور الأوبرا في العالم، كما ذاع صيته خارج نطاق جمهور الأوبرا كنجم غنائي في عام كأس العالم بإيطاليا خاصة بعد أدائه الرائعة لأريا نيسون دورما من أوبرا Turandot كأحد التينور الثلاثة في حفلهم الأول عشية نهائي كأس العالم، غنى فيها بافاروتي مع نجمي التينور بلاسيدو دومينجو وخوسيه كاريراس ومعًا حققوا شهرة طاغية ونجاحًا عظيمًا في جميع أنحاء العالم.
وفي الأوليمبيات الشتوية في تورينو تورينو عام 2006 شاهدته إيطاليا والعالم يغني للمرة الأخيرة حيث غنى بافاروتي نيسون دورما وأدت الجموع الكبيرة دور الكورال المصاحب، في أداء مهيب مؤثر.
وقد توفي في عام 2007، وكانت جنازته مؤثرة، حيث شهدت حشودًا كبيرة، وأهداه فيها التينور الأشهر في العقود التالية "أندريا بوتشيلي"، أغنية "وداعًا بافاروتي".
