31 شهرًا فقط احتاجتها مصر لترى حلم
"العاصمة الادارية" واقعا ملموسا، اليوم الأربعاء، احتفلت البلاد
بتدشين عدد من المشروعات بالعاصمة الجديدة، في انتصار جديد للإرادة المصرية تزامن
مع الاحتفالات بالذكرى الـ44 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة.
ووضع الرئيس عبدالفتاح
السيسي اليوم حجر الأساس للعاصمة، بمشاركة شباب من مختلف الأعمار، بحضور رئيس
الوزراء المهندس شريف إسماعيل، والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة
وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة
وعدد من الوزراء.
وأكد الرئيس أن التاريخ سيتوقف كثيرا أمام حجم الإنجازات
التنموية الحالية، لأن ما يتم تنفيذه لا يخص العاصمة الإدارية الجديدة وحدها ولكنه
ضمن جيل من المدن الجديدة، مشددًا فى الوقت نفسه على أن ما يتم فى المدن الجديدة
ليس على حساب مشروعات التنمية المستدامة فى المدن الأخرى.
وقال السيسي، في مداخلة له
تعقيبا على كلمة وزير الإسكان الدكتور مصطفى مدبولي: "إن المساحات الخضراء
بالعاصمة الإدارية تأتي في إطار حرصنا على عدم إهدار أية قطرة ماء حيث سنستفيد من
مياه الصرف ونقوم بتدويرها أكثر من مرة".
وتابع: "لا أحد يتصور أن ما نتحدث عنه يتعلق بالعاصمة
الإدارية فقط، ولكن التخطيط يخص المدن الجديدة، ووزير الإسكان تحدث عن 850 ألف
مواطن يعيشون في أماكن صعبة أو خطرة ولابد لهم أن يعيشوا في أماكن تليق بهم وبمصر".
وأضاف السيسي: "نحن نتحدث عن دولة تضم 100 مليون مواطن في
حال توقف النمو فإن حركة النمو العشوائي ستسبق وتحدث مشاكل ضخمة في شبكة الطرق
والبنية الأساسية ومياه الشرب والكهرباء، وتضطر الحكومة لحل هذه المشاكل المترتبة
عن النمو العشوائي، والجيل الجديد من المدن يسعى إلى استدامة النمو الذي يتناسب مع
حجم سكان مصر".
وأوضح: "بعض الناس
تتحدث عن الأولويات وأؤكد هنا أننا لا نملك تأجيل أي مشروع، فالبلد تنبض بالحياة
ومن ثم فلابد أن تنبض أولوياتنا أيضا بالحياة ورغم أن كل المؤشرات توضح أننا نتحرك
بمعدل عال، ولكنني أرى أننا في أول خطوة لبناء دولة حديثة تحترم من الدول جميعا،
وهو أمر لا يتحقق إلا بالجهد والعرق والتخطيط".
وتساءل الرئيس "أليس من حقنا أن نحلم أليس من حقنا أن يكون
لدينا 13 مدينة بهذا المستوى؟"، مضيفا "حين يتحدث أحد عن الأولويات أقول
لا أستطيع أن أهتم بقطاع دون قطاع، فلا يمكن أن أهتم بقطاع الصناعة دون التجارة أو
أهتم بالمياه دون الكهرباء، ولا أستطيع أن أهتم بمدن دون الصرف الصحي، وأننا في
السنوات السبع الأخيرة تأخرنا كثيرا، علاوة على عوامل التأخير في السنين التي
سبقتها".
وأكد السيسي إن مشروع العاصمة الإدارية لم يكن على حساب تحرك
الحكومة في كل المشاريع والأولويات الأخرى، لافتا الى أنه يسعد بأي نقد من أى شخص
يتوافر لديه العلم والإلمام بالموضوع الذى يتحدث فيه وبالتحديات التى تواجهها
الدولة حاليا.
وأردف: "لا يجب أن يتصدى أحد لمواضيع كموازنة الدولة دون
أن يكون ملما بكل الأمور ذات الصلة حيث إن القضايا مترابطة مع بعضها البعض وتؤثر
كل قضية في الأخرى"، وإلا فإن تصديك لهذا الموضوع سيقلل من حجم الجهد المبذول
وسيعطي انطباعا غير جيد للشعب المصري.
واستطرد السيسي: "نحن
بفضل الله سبحانه وتعالى نبني دولة ذات شأن وسوف يتحدث المواطنون بعد سنين طويلة
عن حجم التخطيط وتنفيذ المشروعات التى تمت حتى تصبح بلدنا بهذا المستوى وليس فقط
من حيث الشكل ولكن أيضا من حيث المضمون".
وقال الرئيس، في مداخلة له خلال كلمة اللواء كامل الوزير، رئيس
الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، إن تصدينا للارهاب في سيناء لن يمنعنا من تحقيق
تنمية فيها، ومواجهة الإرهاب والتطرف لابد أن يكون بالإعمار والتنمية، كما لابد من
إعمار المناطق الجنوبية والغربية وشلاتين وشرق العوينات، وزيادة الجهود في إعمار
تلك المناطق تأتي بسبب أهميتها الاستراتيجية".
وأوضح السيسي: "البعض لا يدرك حجم الجهد والتكلفة المالية
لتحقيق التنمية في خمس محافظات وهي: الإسماعيلية وبورسعيد والسويس وشمال وجنوب
سيناء، نحن نتحدث عن 150 مليار جنيه لتحقيق ذلك، لابد أن ننتبه وان يكون هذا
الكلام حاضرا عند المصريين، اننا نحافظ على بلدنا ومحدش هيقدر يأخذها منا".
ولفت الى أنه سيتم نقل مقار الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة
بفهم وقدرات وعمل ونظام جديد في المكان الذي تم تجهيزه لذلك.
وعقب الرئيس على كلمة وزيرة
التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري الدكتورة هالة السعيد، بالقول "الحكومة
تحاول إزالة جميع المعوقات في المقار الجديدة، ووزارة التخطيط بالتعاون مع
الوزارات المختلفة تعمل على تجهيز وتأهيل أعضاء الحكومة الذين سيتم نقلهم بالشكل
الجديد الذي نريده".
وأفاد بأنه تم إنفاق أموال ضخمة للتغلب على المشاكل التي واجهت
العاصمة خاصة فيما يتعلق بالصرف الصحي والكباري والطرق، مشيرا إلى أنه تم إنفاق 50
مليار جنيه لكي يتم تسهيل حركة المواطنين داخل القاهرة ومعالجة الواقع الصعب
الموجود بها.
وأضاف: "لو كنا أنجزنا هذه المشروعات من 40 أو 50 سنة مضت
كنا نقلنا القاهرة، استنادا لرؤية مستقبلية لشكلها وحجم السكان الموجود بها،
وبالتالي كنا وفرنا جميع هذه الأموال".
ووجه السيسي المهندس إبراهيم محلب مساعد
رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، بالتعاون مع وزراء الكهرباء والبترول والنقل
للنظر في الملاحظات التي عرضها اللواء أحمد عابدين رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة
الادارية الجديدة، على أن يتم حساب التكلفة المالية والمدى الزمني الذي ستنتهي فيه.
وأكد الرئيس أن فلسفة العمل في العاصمة الإدارية الجديدة هو
إحداث واقع على الأرض.
وقال السيسي - خلال مداخلة في نهاية كلمة أحمد عبدين رئيس مجلس
إدارة شركة العاصمة الإدارية الجديدة: "إن فلسفة عملنا في العاصمة لم تكن
مبنية على أن يتم طرح مشروع للمجتمع لكي نأخذ أموالا، لكن أن نبذل جهدا كبيرا
لإحداث واقع على الأرض مثل ما نشهده اليوم ثم يتم طرحه للمجتمع".
وأردف: "وافقنا على طرح 10 آلاف فدان للمستثمرين في إطار
الجزء الأول، ثم 40 ألف فدان وهما القاطرة لـ 170 ألف فدان ".
وتابع السيسي: إن تخطيط وتنفيذ مثل هذه المشروعات يحتاج من 20
إلى 25 عاما للانتهاء منه، ولكننا نتحدث عن عام أو 18 شهرا.
وعقب عرض المسئولين المعنيين سواء وزير الإسكان أو رئيس الهيئة
الهندسية أو رئيس شركة العاصمة الادارية، ما تم انجازه، علق السيسي بالقول "
نؤكد للجميع أن ما تم تنفيذه لن يخص العاصمة فقط، ولكن سيتم تنفيذه على سبيل
المثال بمدينة ناصر في أسيوط ونعمل على ذلك في 12 مدينة".
وكان الرئيس، قد تفقد فندق الماسة الذي تم انشاؤه بالعاصمة
الإدارية الجديدة، ويمتد مجمع الماسة على مساحة تقدر بـ 40 فدانا، ويشتمل بالإضافة
إلى الفندق على قاعة مؤتمرات ومسجد ومول تجاري ومنطقة بحيرات، وتمت مراعاة اتباع
طراز وشكل معماري مميز لفندق الماسة ليصبح علامة مميزة بالعاصمة الإدارية.
