السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أنور مغيث يحل ضيفا على شاشة النيل الثقافية.. غدا

المترجم والمفكر أنور
المترجم والمفكر أنور مغيث
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يستضيف الإعلامي خالد منصور فى حلقة الخميس المقبل من برنامج الجسر الذي يعرض على شاشة النيل الثقافية المترجم والمفكر أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة للمناقشة حول ترجمته لكتاب عالم الاجتماع الفرنسي إيمانويل تود المثير للجدل "من هو شارلي؟ سوسيولوجيا أزمة دينية"؛ وذلك في تمام الثانية والنصف ظهرا.
"من هو شارلى" كتاب مثير للجدل، من تأليف عالم الاجتماع الفرنسى الشهير ايمانويل تود، الذي شكك في عفوية التظاهرات التي نُظمت في فرنسا بعد الهجمات التي استهدفت مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة. أراد المؤلف إيصال فكرة مفادها أن فرنسا التي خرجت إلى الشوارع في ذلك اليوم هي فرنسا المثقفين وأصحاب الدخل المرتفع والمتوسط وليس فرنسا الأحياء الفقيرة والأرياف والعمال البسطاء. مما أثار جدلا حادا في الأوساط الإعلامية والسياسية. فقد حاول المؤلف أن يسلط الضوء على التظاهرات الشعبية التي نُظمت في 11 يناير 2015 بفرنسا عامة وباريس خاصة للتنديد بالهجمات.
ففى حين سعت السلطات الفرنسية، وعلى رأسها الرئيس فرانسوا هولاند شخصيا ورئيس الحكومة مانويل فالس، إلى تسويق صورة هذه التظاهرات على أنها أكبر تظاهرات تشهدها فرنسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مؤكدة على مدى التفاف الشعب الفرنسي بمختلف أطيافه وأديانه حول مبادئ الجمهورية والعدالة ورفض الإرهاب، جاء كتاب إيمانويل تود ليخلق شرخا في هذه النظرة ويطرح أسئلة لم تطرح آنذاك. 
فالحقيقة –بحسب المؤلف-أن الطبقات المتوسطة تبدو اليوم بعيدة عن "حمل القيم الإيجابية للامة" فهي بالأساس طبقة أنانية ومنطوية على ذاتها وذات مزاج قمعى، بل انها تخلت عن مبدأ المساواة، وهى فى الغالب، قريبة من الأساس الكاثوليكى الفرنسى القديم أكثر من قربها من التراث العلمانى، ويبدو أن هذه الطبقات هي فرنسا اليوم وليست فرنسا ذات التراث الثورى.
بحسب المؤلف، فإنه فى كل مجتمع من المجتمعات الغربية هناك شارلى نائم، فهناك دائما كتلة مسيطرة، طبقة وسطى مستفيدة من العولمة تجمع بين المتعلمين تعليما عاليا وكبار السن، مستعدة للدفاع عن امتيازاتها، وقبل ذلك عن ضميرها المستريح ضد المستبعدين أو العمال المستقرين أو ابناء المهاجرين.فشارلى يحكم فى كل مكان دون أن يعرف أين يذهب،حيث تسللت كراهية الاجانب التى كانت بالأمس من سمات الأوساط الشعبية إلى النصف الأعلى من البناء الاجتماعى.
يتحدث المؤلف عن الهيستريا المفرطة التى عاشتها فرنسا فى يناير 2015، حيث أثارت مجزرة محرري الصحيفة الساخرة شارلى إبدو رد فعل جماعي غير مسبوق في فرنسا، وكانت وسائل الإعلام تنقل رسائل تتمثل فى إدانة الإرهاب والاحتفاء بالشخصية الرائعة للشعب الفرنسي وتقديس الحرية والجمهورية.
وأصبحت مجلة شارلى إبدو ورسومها الكاريكاتورية عن النبى محمد معبدًا مقدسًا، وأعلنت الحكومة عن دعم للمساعدة في إصدار المجلة الاسبوعية، وسارت الجماهير التى استدعتها الحكومة فى مسيرة فى كافة أنحاء فرنسا يحملون أقلام رصاص فى أيديهم رمزا لحرية الصحافة، يصفقون لقوات الأمن والقناصة الموجودين على أسطح المنازل، وشعار أنا شارلى اصبح مرسوما بأحرف بيضاء على خلفية سوداء قد غزا الشاشات والشوارع وقوائم الطعام بالمطاعم، ويوضح المؤلف كيف أن هذا الحادث قد تبعه التطاول بصورة منهجية ومتكررة على النبى محمد وهو الشخصية المركزية لدى جماعة ضعيفة هناك يمارس ضدها تمييز ينبغى له أن يُعد تحريضًا على الكراهية الدينية والعرقية والعنصرية.
ويوضح المؤلف موضوعيته فى تفسير هذه القضية، فالحقيقة أنه ليس على علم الاجتماع أن يزعم التمييز بين الخير والشر، ولكن يسعى الى مساعدة البشر على فهم المعنى العميق لاختياراتهم وافعالهم، واجبارهم على قبول القيم الخفية التى تقودهم لفعل هذا الاختيار الايديولوجى أو السياسى.
ويضيف: "ما يقلقني اليوم ليس حفنة من المتطرفين والمختلين عقليا الذين يرتكبون هجمات إرهابية باسم الإسلام، بل الهستيريا التي أصابت المجتمع الفرنسي إلى درجة أصبحت الشرطة تستدعي أطفالا لا تتعدى أعمارهم 8 سنوات إلى مراكز الأمن".
يختتم المؤلف كتابه بمنتهى الأسى(ظللت لوقت طويل مؤمنا ايمانا مطلقا بقدرة بلدى على استيعاب المهاجرين ذوى الأصول المختلفة،ولكن علىّ ان أعترف بان الشك قد بدأ يساورنى منذ فترة، فمن المؤكد أن جيلى لن يرى هذا اليوم).
ايمانويل تود، مؤرخ وعالم فى الانثروبولوجيا. كتاباته دائما ما تنحاز لقيم الديمقراطية والمساواة وتوجه نقدا حادا للاحكام المسبقة والخطاب الاعلامى الشائع فى الغرب، له مجموعة كبيرة من المؤلفات، نذكر منها (مصير المهاجرين)1994، (لقاء الحضارات)2007، (ما بعد الديمقراطية) 2008، و(السر الفرنسى) 2013.
د.أنور مغيث، أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة، المترجم الكبير ومدير المركز القومى للترجمة، صدرت له مجموعة كبيرة من الترجمات،نذكر منها: (نقد الحداثة)، (فى علم الكتابة)، (مسلمون ومسيحيون إخوة أمام الله)، (كيف يدمر الأثرياء الكوكب) و(كفى للطغمة ولتحيا الديمقراطية).