الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

معركة اليونسكو.. الكرة ما زالت في الملعب

جابر عصفور ومشيرة
جابر عصفور ومشيرة خطاب وفاروق حسني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتفاضة دولية ضد شراء قطر للمنظمة الثقافية.. وحملة مشيرة خطاب: انتظروا المفاجآت في الجولات المقبلة
توقعات بانسحاب مرشحة لبنان لصالح مصر.. و«أنقذوا اليونسكو من الإرهاب» يتصدر مواقع التواصل 

مثلما جاء هدف التعادل الكونغولي، فى مباراة تأهل المنتخب المصري مفاجئا وغير متوقع وفي وقت قاتل، ونجح الفراعنة الصغار في أن ينتزعوا الفوز من فم الأسد بضربة جزاء للاعب محمد صلاح.. يبدو أن انتخابات اليونسكو التي تخوضها السفيرة مشيرة خطاب سوف تسير على نفس الدرب.
فقد حصدت «خطاب» في الجولة الأولى من انتخابات اليونسكو المرتبة الثالثة بـ١١ صوتًا، في الوقت الذي حصد فيه المرشح القطري حمد الكواري ١٩ صوتًا ليتصدر الانتخابات، وهو مشهد يعيد للأذهان ما حدث في كواليس تنظيم كأس العالم الذي تواجه قطر اتهامات مباشرة ومتناثرة بتقديم رشاوى لمسئولين دوليين للحصول على حق تنظيمه، فهل ستكون المنظمة الأهم على المستوى الثقافي بمثابة الثمرة الجديدة التي ستسقط في أحضان رعاة الإرهاب الدولي؟ أم ستنجح الدول في إنقاذ ما يمكن إنقاذه ودعم المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب، التي تتمتع بتاريخ مشرف في دعم الحريات ورعاية الأسرة المصرية، هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة؟
تؤكد المؤشرات أن المجتمع الدولي ينتفض الآن لمنع قطر من استكمال مخططها في تقديم مزيد من الرشاوى لشراء أصوات المؤسسة الثقافية الدولية، خاصة أن تاريخها الثقافي لا شيء، ولم يكن لها منجز حضاري باعتبارها دولة حديثة الإنشاء، ومن هنا يؤكد المتابعون أن ما حصل عليه المرشح القطري يمثل السقف الأخير من الأصوات التي يمكن الحصول عليه من خلال عملية شراء الأصوات، ومن الصعب زيادة هذا العدد، بل تسير كل التوقعات في اتجاه أنه سيتناقص خلال الجولات اللاحقة.


تجربة فاروق حسني
وفي قراءة سريعة لمؤشرات الجولة الأولى يمكن أن نستنتج أن هناك تشابهًا واضحًا بين هذه الانتخابات، وتلك التي خاضها الفنان فاروق حسني عام ٢٠٠٩، وأبلى فيها بلاء حسنا، لولا تدخل الكيان الصهيوني الذي خاض ضده العديد من الحروب، واتهامه بمعاداة السامية، مستندين على واقعة أمام البرلمان المصري عام ٢٠٠٨، في الرد على نائب أصولي بحرق الكتب اليهودية في المكتبات المصرية، علاوة على رفضه التطبيع الثقافي طوال فترة ولايته ٢٢ عامًا لوزارة الثقافة المصرية، الأمر الذي قابله المرشح المصري بالاعتذار عبر رسالة نشرت في جريدة «الليموند» الفرنسية الذي وصفه معارضوه بأنه جاء متأخرًا.
ولعل نتيجة الجولة الأولى تثبت توحد الدول العربية والإسلامية كما توحدت في الانتخابات السابقة خلف فاروق حسني، أمام انقسام واضح في دول الاتحاد الأوروبي التي دخلت الانتخابات في بادئ الأمر دون تنسيق أو قاسم مشترك بينها حتى الجولة الثالثة، حيث توحد الاتحاد الأوروبي حول المرشحة البلغارية، إثر اجتماع طارئ لمجموعة الدول الأوروبية قرر انسحاب النمساوية «بينيتافيريرو»، ومن قبلها الليتوانية «أنا مارشيوليونيته» ذلك مع انسحاب باقي المرشحين الروسي والتنزاني والبنيني والأكوادورية وانحصار الأصوات بين «حسني» و«بوكوفا».
بينما تجرى في هذه الأثناء الكثير من التربيطات التي تتغير وتتبدل كل ساعة، لتحقيق صالح كل مرشح من المرشحين، فكل دولة تسعى إلى الفوز برئاسة المنظمة الدولية بطرقها، بينما استغلت بعض الدول تصدر مرشح الدولة الإرهابية قطر كفزاعة لإرهاب من لهم حق التصويت في منحها أصواتها، خوفًا من أن تعتلي قطر عرش اليونسكو، وهو ما سيكون وصمة عار في جبين الإنسانية.


مفاجآت في الطريق
حملة السفيرة مشيرة خطاب أكدت في تصريحات صحفية أن هناك العديد من المفاجآت سوف تشهدها المعركة خلال الأيام المقبلة، وأن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات ليست مقياسًا على فوز أحد المرشحين، ولا ترجح بالضرورة كل صاحب الأعلى أصواتًا، خاصة أن الدبلوسية بقيادة وزير الخارجية سامح شكري، بالإضافة إلى السفير محمد العرابي، رئيس حملة السفيرة مشيرة خطاب، يقومان بدور مهم في ترجيح كل المرشحة المصرية، من خلال المفاوضات مع أعضاء الدول صاحبة التصويت في الانتخابات.


الجولات المقبلة 
من جانبه، أيد الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، هذا الرأي، مشيرًا إلى أن نتائج الجولة الأولى لانتخابات اليونسكو، التى حصدت خلالها السفيرة مشيرة خطاب على ١١ صوتًا، مجرد اختبار للقوة فقط، ولا يترتب عليها شيء، لأن الفيصل هو الجولة الخامسة والنهائية، وهو ما يعني أن الجولات الثلاث المقبلة أيضًا لا تؤثر ولا تغير من الوضع شيئًا. 
وأضاف، لا ننسى أن فاروق حسني كان مكتسحًا بـ٢٢ صوتًا فى الجولة الأولى، وجاءت «إيرينا بوكوفا» مديرة اليونسكو الحالية في المرتبة الثانية بـ٨ أصوات، ولكن أمريكا تدخلت، وقلبت الأمور رأسا على عقب فى الجولات التالية، ولذا فإن الجولة الأولى دائمًا لا تحتسب. 


دبلوماسية المال
وأكد الدكتور مصطفى الفقي، رئيس مجلس إدارة مكتبة الإسكندرية، أن نتائج الجولة الأولى من انتخابات اليونسكو تدل دلالة قاطعة أن المرشح القطرى أغدق من الأموال الكثيرة لشراء الأصوات ما لم ينفقه غيره.
وأضاف، أتمنى أن تتغير هذه النتائج خلال الجولة الثانية، متسائلا؛ كيف تأتي قطر في المقدمة وتتفوق على فرنسا، دولة مقر المنظمة الدولية، إلا إذا كانت قد عمدت إلى شراء الأصوات؟
كما قال الشاعر علي عمران، مدير مركز رامتان الثقافي: «عندما يتقدم مرشح دولة غنية لا تملك تاريخا ولا حضارة على دولة بحجم مصر، مصر مهد الثقافة في كل العصور منذ فجر التاريخ وحتى العصر الحديث، مصر التي حفظت التراث الإنساني في كل مراحلها، وقدمته هدية للبشرية، عندما يتقدم مرشح دولة فقيرة إبداعيا وثقافيا وحضاريا وعمرها لم يصل إلى خمسين عامًا على مرشح مصر، فإن العقل البشري يمر بأزمة كبيرة، ويجب أن يعاد تركيبه من جديد، لأن كل شيء يشترى بالمال إلا الثقافة والعلم، وعندما يصل الأمر إلى هذه الحالة، فسوف تتراجع قيم بشرية كبرى في مقابل تقدم صاحب رأس المال، الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة ستترك أثرها السلبي على الإنسانية كلها، وسيكون أثرها أخطر من الفيروسات والأمراض الوبائية التي تهدد البقاء البشري».


التواصل الاجتماعي
على جانب آخر، دشن عدد من الشباب حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان «أنقذوا اليونسكو من الإرهاب»، لحث دول العالم على عدم دعم المرشح القطري في المنافسة على لقب مدير عام اليونسكو، وقال النشطاء: «علينا مواجهة التحركات القطرية الداعمة لمرشحها، وذلك لأنها تريد أن تستخدم هذا الترشح لمواءمات مع الجميع لا سيما بعد أن استطاع عدد من دول العالم إيجاد دلائل وقرائن تثبت إدانتها وتورطها في دعم الجماعات الإرهابية.