الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

رفعت السعيد.. ساكن الأدوار العليا

الدكتور رفعت السعيد
الدكتور رفعت السعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الأربعاء ذكرى ميلاد المفكر والسياسي الراحل الدكتور رفعت السعيد، الذي رحل عن عالمنا منذ شهرين، مخلفًا وراءه فراغًا كبيرًا في الساحة السياسية والفكرية بل والأدبية، باعتباره مفكرا سياسيا، وأديبًا لا يقل أهمية عن معاصريه في الأدب رغم قلة إنتاجه الأدبي.
ولد رفعت السعيد عام 1932 لأسرة من الطبقة المتوسطة العليا، تعيش بمدينة المنصورة، وانضم إلى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني "حدتو" وهو في سن صغيرة، تأثرًا بقريب له كان من أعضاء المنظمة، واعتُقل لأول مرة في أواخر الأربعينيات وعمره 16 سنة.
كانت علاقته بخالد محيي الدين قائد جناح اليسار في تنظيم الضباط الأحرار دافعًا له للاقتراب أكثر وربما للاقتران بمشواره السياسي، حيث في فترة وجيزة أصبح الرجل الثاني في حزب التجمع الذي أسسه "خالد محيي الدين"؛ أو "الشيخ خالد" كما يطلق عليه تلاميذه ورفاقة من اليسار المصري، وكان تأسيسه عام 1976، والذي اكتسب شعبية كبيرة على صعيد العمال والفلاحين والموظفين أيضًا، وذلك لفكره الوحدوي الذي ضم شتات اليسار بكافة أفكاره ليصبح مظلة كبيرة تتسع للجميع، إضافة لمعارضة الحزب لسياسات السادات نحو التصالح مع إسرائيل، إلى أن تولى رفعت السعيد مسئولية إدارة الحزب عام 2002.
كان وظل حتى قبل وفاته بساعات يحاول أن يضيء شمعة التفكير والاستنارة، ضد الرجعية، وكان عداءه للتيارات المتشددة واضحًا منذ البداية، فكان من أوائل الذين حذروا من خطر الجماعة المحظورة والتي كانت تكتسب شعبية كبيرة في أوساط المصريين، وأول من وضع مصطلح "التأسلم" للتفرقة بين الإسلام المصري المعتدل وبين إسلام الصحراويين الغليظ.
وانصبت أغلب كتاباته على مناهضة الإسلاميين، ومن بينها كتابا "حسن البنا: متى؟.. كيف؟.. ولماذا؟"، و"ضد التأسلم"، وله بعض المقالات التي يهاجم فيها الإخوان ومقال "خيانة جماعة الإخوان في ملفات المخابرات"، ومقال "القرضاوي.. منافقًا"، إضافة لكتابه الأبرز "الشيخ المسلح.. حسن البنا".
وبالإضافة إلى مشواره العريض بين الفكر والفلسفة والسياسة، كان الراحل رفعت السعيد أديبًا لا يستهان به، رغم قلة إنتاجه، وتعد رواية "السكن في الأدوار العليا"، التي كتبها عام 1979، والتي أتبعها بروايته "البصقة"، نموذجين لنمط جديد في الأدب، هو نمط رفعت السعيد.