الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

توفيق الحكيم.. محام علّم المثقفين

 توفيق الحكيم
توفيق الحكيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عاش فترة شبابه في أجواء ثورة 1919م بقيادة الزعيم سعد زغلول، حيث شارك فيها مع أعمامه حتى تم القبض عليهم واعتقلوا بسجن القلعة، ولكن سرعان ما استطاع والده من نقله إلى المستشفى العسكري حتى تم الإفراج عنه، هو الكاتب والروائي توفيق الحكيم.
وُلد الحكيم في مثل هذا اليوم 9 أكتوبر من عام 1898م بإحدى قرى محافظة البحيرة وذلك لوالد من أصل ريفي ولأم تركية أرستقراطية من أبناء أحد الضباط الأتراك المتقاعدين، مر توفيق الحكيم خلال مراحل تعليمه على مجموعة من المدارس المختلفة حيث إلتحق بمدرسة دمنهور الإبتدائية ثم إنتقل إلى إحدى المدارس الحكومية بمحافظة البحيرة حتى أنهى مرحلة التعليم الأساسية.
سافر الحكيم إلى القاهرة برفقة أعمامه لاستكمال المرحلة الثانوية في مدرسة محمد علي الثانوية وذلك بسبب عدم وجود أي مدارس ثانوية بالقرب من منطقته، فكانت هذه النقلة بمثابة بداية لقصة الحب التي عاشها حيث وقع في غرام جارته ولكن لم يحالفه الحظ، حيث انتهت بنهاية غير مرغوب بها، ولكن على الجانب الفني والحسي كانت لها نتائج جيدة وذلك بسبب تردده على فرقة جورج أبيض ومن هنا بدأت اهتماماته الفنية في التمثيل وميوله الموسيقية في الظهور.
كانت لوالده رغبة مُلحة في أن يلتحق بكلية الحقوق، فلبى لوالده هذه الرغبة حتى تخرج منها في 1925م ثم بدأ تدريبه في المحاماه بأحد مكاتب المحامين المشهورين لمدة زمنية قصيرة حتى استطاع والده من توفير بعثة إلى باريس لمتابعة دراساته العليا ثم العودة للتدريس بإحدى الجامعات المصرية، ولكن لفتت المتاحف والسينما والمسرح نظر توفيق الحكيم أكثر من دراسته بالحقوق حتى اكتسب ثقافة أدبية وفنية ممتلئة بالعديد من التجارب التي مر بها ومن خلال إطلاعه على الأدب العالمي واليوناني والفرنسي. 
أحس والده أنه لا جدوى من سفره لدراسة الدكتوراه بفرنسا فاستدعاه بعد ثلاث سنوات حيث شغل بعض المناصب القانونية بالنيابات والمحاكم ثم انتقل إلى الوظائف التي يحبها ويجد نفسه بها في الأدب والفن مثل مديرا لإدارة المسرح والموسيقى في بالوزارة في 1937م، ومديرا لدار الكُتب المصرية في 1954م، إلى أن تم انتخابه عضوا عاملا بمجمع اللغة العربية في 1956م إلى جانب العديد من المناصب والوظائف الفنية والأدبية الأخرى. 
للكاتب والروائي توفيق الحكيم مجموعة من الكُتب والروايات التي تُرجمت إلى مجموعة من اللغات الأخرى مثل مسرحية شهرزاد، رواية عودة الروح، رواية يوميات نائب في الأرياف، مسرحية أهل الكهف، رواية حمار الحكيم، ومسرحية الملك أوديب إلى جانب مجموعة من الأعمال الأخرى.
فارق الكاتب توفيق الحكيم الحياة تاركا لنا موسوعة أدبية وروائية ضخمة تفتخر بها مصر والعالم العربي حتى يومنا هذا وذلك في 26 يوليو من عام 1987م عن عمر يناهز 89 عاما.