الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

10 معارك بطولية للصاعقة من "الاستنزاف حتى النصر"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«رأس العش» كانت البداية.. وتدمير «إيلات» أعاد الثقة للقوات المسلحة.. منع إسرائيل من احتلال جزيرة شدوان.. ومهام خاصة فى يوم العبور.. الصاعقة تحول منطقة سدر إلى كتلة من الجحيم.. تحرق مدرعات وجنود العدو.. أسر ٣٧ ضابطًا وجنديًا وقتل ١٨وتدمير والاستيلاء على 27 طن معدات وذخيرة فى «لسان بورتوفيق»
خاضت القوات المسلحة المصرية حرب استنزاف بعد أيام من هزيمة 5 يونيو 1967، وسجلت سجلات الصاعقة المصرية بطولات الضباط والجنود، عبر 10 معارك خاضتها الصاعقة خلال الحرب، كانت البداية معركة رأس العش، ثم تدمير المدمرة إيلات لترفع الروح المعنوية للجيش المصرى، الذى بدأ فى عملية إعادة البناء والتخطيط لحرب السادس من أكتوبر 1973، مهام صعبة ومواجهات دامية مع العدو الإسرائيلى، وتضحيات من ضباط وجنود رجال الصاعقة، كبدت العدو خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات.

أولًا: معركة رأس العش
بدأت معركة رأس العش فى الساعة ٨.٠٥ مساء أول يوليو١٩٦٧، فى قرية صغيرة جنوب بورسعيد، وتعتبر المعركة انحسارا لنكسة المؤامرة، وتمكنت مجموعة من ضباط وجنود رجال الصاعقة على مدى أربعة أيام من صد هجوم العدو المدرع بسرية دبابات، ومنعه من التقدم ناحية منطقة الكرانتينا وبورفؤاد، وكبدته خسائر فادحة فى المعدات والأرواح. وعبر رجال الصاعقة قناة السويس لمنع تقدم العدو تجاه بورفؤاد ولمنع ارتداده تجاه القنطرة شرق، وبدأت المجموعة الأولى بقيادة الملازم أول جابر الجزار فى التعامل مع العدو المتقدم ناحية بورفؤاد، واستمرت المعركة ٣ ساعات، وتم تدمير ٣ دبابات و٣ عربات، وقتل معظم أفراد العدو، واستشهد الجزار ومعظم أفراد مجموعته، ودفع العدو بعربة ٥ جنزير محملة بالذخيرة، وتصدت لها المجموعة الثانية بقيادة الملازم عبدالوهاب الزهيرى، وتم قتل أفرادها والاستيلاء على المركبة والذخيرة وترحيلها غرب القناة. وفى اليوم التالى، حاول العدو التقدم لضرب بورفؤاد، وتصدى له الملازم أول الزهيرى وتم تدمير «٣ دبابات و٦ عربات ٥ جنزير» وإيقاف تقدمه تمامًا، وتم التعامل مع عربة للعدو، وتدميرها والحصول على المعدات والوثائق المهمة الموجودة بها. وفى اليوم الرابع، تم الاشتباك مع العدو ناحية بورفؤاد، وتدمير عربة ٥ جنزير، وانسحب العدو ناحية القنطرة شرق ولم يستطع العدو دخول بورفؤاد.

ثانيًا: إيلات والتبة المسحورة
وتواصلت أعمال القتال والاستنزاف، ونجح رجال البحرية المصرية فى تدمير أكبر مدمرة للعدو «إيلات»، مما دعا القيادة العامة للقوات المسلحة بتكليف رجال الصاعقة بعبور قناة السويس والإغارة على إحدى النقاط القوية بهدف خطف أسير إسرائيلى، وبالفعل تم تنفيذ العملية ليلة ٢١ إبريل ١٩٦٩ فى نطاق الجيش الثالث الميدانى، نقطة التبة المسحورة جنوبًا من البحيرات المرة الصغرى، وتحركت القوة نحو النقطة القوية للعدو لمهاجمتها من اتجاه الشرق، وتم التعامل مع كمين للعدو بجانب النقط القوية على الساتر الترابى، بقيادة الملازم أول عبده أحمد عرفة، واستطاع اقتحام الكمين وقتل جميع أفراده، وخطف أسيرا إسرائيليا هو «آدمون مراد أهارون» واستشهد العريف فتحى يونس عبدالعظيم من منيا القمح.

ثالثًا: معركة شدوان
بدأت معركة شدوان فى ٢٢ يناير ١٩٧٠، فى مدخل خليج السويس على بعد ٣٥كم من الغردقة.. عندما حاول العدو أن يحتل جزيرة شدوان، وصدرت الأوامر لرجال الصاعقة بمنع العدو، وبدأت المعركة بقصف جوى من العدو على الجزيرة، ثم بدأ الإبرار الجوى واشتبكت معه قواتنا، وفى اليوم التالى بدأت قواتنا الجوية فى قذف العدو والإبرار على الجزيرة، وبدأ العدو فى الانسحاب من الجزيرة، وتم تكبيد العدو الإسرائيلى ٣٠ قتيلًا واستشهد معظم أفراد السرية عدا قائد السرية و٣ أفراد. ومن أبطال هذه المعركة ملازم أول محمد شريف كامل النعمانى، قائد سرية الجزيرة من رجال الصاعقة.

رابعًا: معركة العبور
اشترك أبطال هذه السرية بقيادة النقيب أحمد حنفى أحمد جبر فى ثلاث معارك ضارية مع العدو، فى ٦ أكتوبر، وسجل هؤلاء الرجال أروع صور البطولة والتضحية والفداء واستحق قائدها نجمة سيناء أرفع وسام لأعظم الرجال وهذه المعارك الثلاث هى:
المعركة الأولى: اقتحام قناة السويس
يوم ٦ أكتوبر ٧٣، وفى الساعة ٢.٠٢ ظهرا، كانت المهمة اقتحام قناة السويس بواسطة القوارب الخفيفة، لتنظيم الكمائن الاحتياطى للعدو المدرع، وإحداث أكبر خسائر، وتعطيله ثم العودة للقوة الرئيسية، وسارت المعركة على ٣ مراحل: وهى مرحلة التحرك والاستعداد للهجوم، حيث صدرت الأوامر يوم ٤ أكتوبر ٧٣ لرجال الصاعقة بالتحرك تجاه شمال مدينة القنطرة وتم تجهيز القوارب واختبار نهائى لكل المعدات والأجهزة. وفى مرحلة العبور وفى العاشرة من صباح السادس من أكتوبر وصل المقدم سعد يونس والرائد محمد حشاد وسلما قائد سرية الصاعقة ظرفا مغلقا بأن اليوم.. يوم العبور والثأثر من العدو ورد الاعتبار. وفى الساعة ١٣٥٠ بدأ العبور من الضفة الغربية للضفة الشرقية، وتحركت السرية حتى وصلت إلى الكيلو ٧.٥ كم شرق القناة بدون خسائر، وبدأت معركة الدبابات مع العدو، واشتبك الرجال بالقواذف المضادة للدبابات وتم تدمير مدرعتين، بينما هرب باقى المدرعات، واستشهد بعض رجال السرية من الصاعقة.
المعركة الثانية: ثغرة الدفرسوار
تم تكليف رجال الصاعقة بالمعركة الثانية، وهى البحث عن العدو الذى قام بعمل ثغرة الدفرسوار للوصول إلى منطقة أبوسلطان، وبالفعل تم معرفة اتجاه العدو ناحية منطقة أبوسلطان وتمركز العدو فى منطقة «الجنية» وتم تكليف ٣ من رجال الصاعقة وهم: نقيب فتحى أبوبكر ونقيب فايز وم. أ نبيل الجيار بمجموعته لتنفيذ أهدافها، وكان أول الأهداف دبابة سنتوريون للعدو وتم تدميرها بطاقمها، كما تم تدمير عربة مدرعة أخرى للعدو وفتح العدو نيران المدفعية وانتهت المواجهة الثانية مع العدو.
المعركة الثالثة: فى منطقة أبوسلطان
يوم١٠/١٨/ ١٩٧٣ تم تكليف الصاعقة بمواصلة أعمال الكمائن للعدو فى منطقة أبوسلطان، وبدأت دبابات العدو تقترب ورجال الكوماندوز فى مواقعهم يرقبونهم وبوصول العدو لمنطقة الكمين من اتجاه الدفرسوار إلى أبوسلطان فتحت السرية نيرانها وتم تدمير دبابتين وثلاث عربات مجنزرة وأكثر من ٢٠ جنديا قتيلا بخلاف المصابين من جنود العدو واضطر العدو للانسحاب شمالًا.
المعركة الرابعة: لسان بورتوفيق:
بدأت من ٦ أكتوبر إلى ١٣ أكتوبر،٧٣ فقد رأت إسرائيل بأن موقع لسان بورتوفيق يحقق العزل والحصار والاستيلاء على موقع لسان بورتوفيق للقوات المصرية، كما أن الموقع يحقق السيطرة على المدخل الجنوبى لقناة السويس وتأمين مدن القناة والأهداف الجوية غرب القناة وتأمين الجانب الأيمن لقوات الجيش الثالث وكان موقع لسان بورتوفيق محتلا من العدو الإسرائيلى بواسطة سرية مظلات وفصيلة دبابات واحتياطى سرية دبابات ونقطة ملاحظة متقدمة لموقع مدفعية عيون موسى ومركز توجيه للقوات الجوية ومن أجل الاستيلاء على الموقع كان هناك ٣ مراحل:
المرحلة الأولى: تأكيد المهام واقتحام القناة وعزل الهدف واستمرت المرحلة ٣ أيام من ٥ إلى ٧ أكتوبر وبدأت المرحلة الأولى بعبور ٨ قوارب ومجموعتين بقيادة النقيب ممدوح عبدالغنى وم. أ عادل سعيد ووصلوا للساتر الترابى ودمروا دبابة للعدو وقطعوا الطريق «مدخل النقطة» بوضع الألغام عليه. وبدأت قوات الصاعقة فى العبور بقيادة النقيب جمال عزام، الذى استشهد بنيران العدو وهو فى الماء، وتسلقت مجموعة أخرى الساتر الترابى بقيادة الملازم أول مصطفى عبدالسلام وهاجموا النقطة وقتلوا ٣ جنود ودمروا مدفعا وثلاث دبابات واحتلوا الجزء الجنوبى من النقطة واستشهد الضابط مصطفى عبدالسلام.
المرحلة الثانية: تم خلالها تطوير أعمال القتال ودفع احتياطى لاستكمال حصار الموقع وظلت أعمال القتال من ٨ -١٢ أكتوبر ٧٣. والدفع بتعزيزات بقيادة النقيب طلبة محمود إسماعيل وقاموا بقتال العدو بكل ضراوة يومى ٨ و٩ أكتوبر وهم ينادون على العدو بالاستسلام، وفى ١٠ أكتوبر تم وضع خطة لمهاجمة الموقع من جهة «التبة المسحورة» ودارت المعركة وصمد الرجال ببسالة، وتم تدمير عدد من دبابات العدو، وتم احتلال جزء من النقطة، واستمر القتال حتى يوم١٢أكتوبر، وتم الاستيلاء على أجهزة وإشارة العدو وتكبيده خسائر فادحة.
المرحلة الثالثة: وتم خلالها استسلام الموقع صباح ١٣أكتوبر بعد إحكام الحصار حول الموقع وفشل العدو فى المساندة برًا وبحرًا وجوًا وقررت القيادة الإسرائيلية تسليم الموقع للقيادة المصرية بحضور مندوب من الصليب الأحمر لتنتهى معركة «لسان بورتوفيق» وتم أسر ٣٧ ضابطًا وجنديًا وقتل ١٨ جنديًا وتدمير عرباته ودباباته والاستيلاء على معدات وذخيرة تقدر بحوالى ٢٨ طنًا.

خامسًا: معركة سدر
وبدأت يوم ٦ حتى ٢١ أكتوبر ١٩٧٣ عندما تم اختيار القيادة العامة للقوات المسلحة لموقع المضيق الجبلى بسدر، نظرًا لأهمية المحور الذى يتحكم فى مرور المدرعات مع اتجاه الجنوب ويتحتم على العدو المرور عليه لمنع تقدم اللواء الأول مشاة فى اتجاه الجنوب على الطريق الساحلى، وتم اختيار الموقع أيضًا لتنفيذ عدة كمائن لتعطيل اللواء المدرع الإسرائيلى أثناء مروره على الموقع، وكانت مهمة رجال الصاعقة الإبرار الجوى غرب المدخل الغربى لضيق صدر مسافة ١٠ كم والتقدم نحو المضيق لاحتلال أماكن الكمائن بالمدخل الغربى للمضيق، وإحداث أكبر خسائر ممكنة باللواء المدرع الإسرائيلى المحتمل تقدمه ساعة ٢٣٠٠، يوم السادس من أكتوبر وتعطيله لمدة ٤٨ ساعة وتقوم سرية أخرى من رجال الصاعقة بالإبرار الجوى لمنطقة «عين يتصار المالح» والتقدم تجاه الغرب واحتلال أماكن لكمائن فى المدخل الشرقى لمضيق سدر الجبلى وتعطيل العدو لأطول وقت ممكن وتولى قيادة العملية قائد كتيبة الصاعقة الرائد محمود عباس.
وكان من أهم نتائج معركة سدر: حرمان العدو من استخدام محور سدر طوال فترة العملية بالكاملة، وتدمير عدد ٥ عربات ٥ جنزير ودبابة وعربة جيب وإصابة عدد كبير من جنود العدو. وتدمير عدد كبير من دبابات اللواء المدرع للعدو أثناء القصف الجوى بالطائرات المصرية.

سادسًا: معركة رمانة
بدأت المعركة يوم ٦ إلى ١٢ أكتوبر ٧٣، وتم اختيار موقع رمانة نظرًا لأهميته الاستراتيجية لتعطيل العدو المدرع من المرور على المحور الساحلى، ومنع تقدم قواتنا، وتمتاز هذه المنطقة بكثبانها الرملية التى تحد من سير الدبابات، ويمكن فى هذه المنطقة إفشال خطط العدو وتكبيده بخسائر جسيمة، وتم إسناد المهمة لرجال الصاعقة بقيادة النقيب حمدى شلبى. فى الساعة ٦ مساء السادس من أكتوبر تم الإقلاع برجال الصاعقة من المطار، وفجأة ظهرت طائرات معادية من طراز فانتوم، وقرر قائد السرب للطائرات نزول القوة العسكرية رغم اعتراض قائد السرية، لكنه وافق فورا، وبسرعة فائقة تم الانتهاء من النزول ودارت معركة جوية غير متكافئة شاهدها بالعين المجردة أبطال الصاعقة، عندما أسقط العدو طائرة هيل، وقامت طائراتنا بعدة مناورات واستطاعت إسقاط طائرة فانتوم للعدو الإسرائيلى بصواريخ جو أرض. وأثناء التحرك إلى منطقة رمانة تعرضت سرية الصاعقة لقذف جوى من الفانتوم، لكن لم تحدث أى خسائر. سارت السرية فى ٣ مجموعات خلال سهل الطيبة، واكتشفت السرية وجود ٦ دبابات معادية، وقد حددت مكان رجال الصاعقة، فأصدر القائد أوامره بتغيير خط السير لتفادى هجوم الدبابات، وفى الطريق «الفرود» الرملية فوجئ بوجود سلك شائك، فأيقن أنه حقل ألغام وأن دبابات العدو توقفت على أمل أن تقع السرية المصرية فى الحقل، وبخبرة القائد قرر فتح ثغرة فى هذا الحقل والهروب إلى الغرور الرملية للاختفاء من الدبابات واستكمال السير لتحقيق المأمورية، وأصر الملازم محمد الحناوى القيام بفتح الثغرة برغم رفض القائد إسناد المهمة للمهندسين العسكريين، ومع إصراره وافق القائد وقام بالمهمة ونفذها بنجاح وقامت السرية بعبور حقل الألغام بلا خسائر! وبحلول ظلام السادس من أكتوبر ٧٣ أرسل العدو طائراته لإضاءة المكان حتى مدافع الهاون سرية الكوماندوز، واختفت السرية خلف غرور رملى ضخم، وبعدها قرر القائد التحرك الفورى تجاه قرية رابعة بدلا من رمانة ثم من رابعة اتجهت إلى رمانة. فى هذه الأثناء فوجئ النقيب حمدى شلبى قائد السرية ببعض الدبابات تسير على الطريق الأسفلتى وتضىء المنطقة، وتضرب نيران المدفعية بشكل عشوائى، وأصدر أوامره بالاختفاء وعدم التعرض لهذه الدبابات لأن مهمته الأساسية تعطيل اللواء المدرع المنتظر أن يتحرك صباح ٧ أكتوبر. فى السادسة صباح ٧ أكتوبر تقدمت عربتان جيب حربية وعدد ٤ عربات ٥ جنزير محملة بالأفراد، وفطن القائد إلى أنها مجموعة استطلاع اللواء فأصدر تعليماته بعدم التعرض لها. وفى تمام السابعة تحرك اللواء المدرع الإسرائيلى من العريش متجهًا إلى القناة ووصلت مقدمة اللواء، وكانت عبارة عن كتيبة دبابات مدعمة بمركبات القتال أمام الكمين، ويظهر من الأبراج وجود ضباط للعدو الإسرائيلى بزيهم الزيتى وفى أعناقهم نظارات الميدان. وانتظر قائد سرية الكوماندوز حتى وصول جسم اللواء أمام مواجهة الكمية وأصدر أوامره بالاشتباك، وتم ضرب أول مركبة فى القوة وآخر مركبة بواسطة صواريخ فى المالوتيك، وتحول المكان إلى كتلة من الجحيم.
وخلال الاشتباك ظهر فجأة أتوبيس كبير مقبل من الاتجاه العكسى للتحرك من القناة للعريش ومحمل بأفراد يرتدون ملابس الطيارين، وقام أبطال الصاعقة بتدميره كاملا بمن فيه!.
وبعد وصول نبأ تدمير اللواء المدرع للعدو فى رمانة وعدم وصوله لقناة السويس بسبب رجال الصاعقة، قامت القيادة الإسرائيلية بإبرار سرية مشاة فى اليوم نفسه، واشتبكت معها رجال الصاعقة وكبدتها خسائر فادحة واضطرت للانسحاب.
وأصدرت القيادة الإسرائيلية بتجميع اللواء المدرع الإسرائيلى لإبادة رجال الكوماندوز المصريين، واحتل المشاة الميكانيك الإسرائيلى المرتفعات، وبدأوا فى إمطار السرية بوابل من النيران والرشاشات والهاونات، وأخذت دبابات العدو تتقدم نحو رجال الصاعقة وهم ثابتون.. صامدون.. يقاتلون ولا يخشون الشهادة، واستطاعت سرية الصاعقة أن تنجح فى تدمير معظم دبابات ومشاة العدو، وتعطيل العدو المدرع على المحور الشمالى لمدة ٢٤ ساعة بدلا من ٣ أو ٤ ساعات لمنح الفرصة لقواتنا الرئيسية فى إقامة المعابر والعبور بأمان فى نطاق الجيش الثانى الميدانى.

سابعًآ: معركة وادى النيران
بدأت من ٦ إلى ١٠ أكتوبر ٧٣، وتمت هذه المعركة فى جنوب سيناء بمنطقة وادى فيران وأبو رديس، ويعتبر وادى فيران محورًا مهمًا لجنوب سيناء يستخدمه العدو فى الدفع بقواته خاصة المدرعات فى اتجاه الجنوب وإلى أبورديس شمالا لعيون موسى ثم القناة.
وكانت مهمة كتيبة الصاعقة المدعمة بالإبرار الجوى والبحرى فى منطقة جنوب سيناء عرقلة تقدم العدو على المحور الساحلى بالجنوب لمنعه من الوصول إلى قناة السويس والتأثير على أعمال القتال بالجيش الثالث الميدانى، وأيضا تكبيد العدو أكبر الخسائر فى هذه المنطقة.
وأسفرت المعركة عن تعطيل تقدم العدو على محور فيران طوال المعركة وحرمانه من التدخل فى معارك الجيش الثالث الميدانى من الجنوب، وتدمير عدد ٢ أتوبيس وقتل أكثر من ٥٠ فردًا من المحتمل أن يكونوا طيارين وفنيى طائرات.


ثامنًا- معركة بالوظة
صدرت تعليمات القيادة العليا بتنفيذ إغارة على المنطقة الإدارية للعدو ببالوظة. وتم تكليف ك ٢٥٦ صاعقة بتنفيذ الإغارة ليلة ١٠، ١١ أكتوبر ٧٣. وتم التنفيذ بنجاح بعد ١٥ دقيقة ولم يصدر أى رد فعل من العدو من هول المفاجأة. وبعد انسحاب السرية تم حصارها بالدبابات وطائرة هيل وعربات مدرعة فى الشمال الغربى وسقوط ٥ ضباط شهداء و٤٨ صف ضابط وجندى وأصيب قائد الكتيبة.


تاسعًا: عملية سقوط القنطرة وتأمين قطاع بورسعيد
لموقع مدينة القنطرة عبر العصور أهمية خاصة لكل الجيوش، وتشكل بوابة مصر الشرقية، وكان سقوطها فى أكتوبر ٧٣ عاملا كبيرا فى رفع الروح المعنوية لقواتنا المسلحة، تم إسناد مهمة الاستيلاء على القنطرة إلى رجال الصاعقة فى الكتيبة.

عاشرًا- الإبرار البحرى لرجال كتيبة صاعقة
الإبرار البحرى شرق بورفؤاد وعمل كمائن لاحتياطيات العدو، ومنها من التدخل فى هجوم قوات قطاع بورسعيد، والانضمام لقوات لواء مشاة، وكانت قوة العدو سرية دبابات وثلاث عربات مدرعة.