تحتفل الأوساط الفنية والثقافية بالروائى والكاتب المسرحي البريطاني "هنري فيلدنج"، والذي تحل ذكرى وفاته اليوم الأحد، والذي اشتهر بمسرحيته الهزلية "إبهام طوم"، بالإضافة إلى كونه كاتبا سياسيا وقاضيا، جعلت موهبته تتميز بعرض الشخصيات وتصوير بيئة طبقات الدنيا.
ولد "هنرى" يوم 22 أبريل 1707 في إنجلترا، ودرس القانون في جامعة ليدن بهولندا، وبالرغم من شهرته كروائي فإنه كان في الأساس كاتبًا مسرحيًا من كُتّاب القرن الثامن عشر، حيث وصلت براعته في الكتابة المسرحية إلى درجة أن "فولتير" قارنه بالمسرحي الفرنسي الكبير "موليير"، وكان يراه "جورج برنارد شو" بأنه من أكثر المسرحيين الإنجليز أهمية بعد شكسبير.
بدأ "هنرى" حياته برواية "تاريخ مغامرات جوزيف أندروس وصديقه إبراهام آدامس"، والتي تعبر عن محاكاة ساخرة للرواية الوجدانية الأخلاقية الشهيرة "باميلا" عام 1741، والتي كتبها المؤلف البريطاني صمويل ريتشاردسون، واعتبر النقاد روايته "تاريخ توم جونز اللقيط" من أعظم الروايات الإنجليزية الذي قدمها، حتى تحولت هذه الرواية فى عام 1962 إلى فيلم بعنوان "توم جونز" والذى لاقى نجاحا كبيرا.
وكتب "هنري" العديد من الأشعار والمقالات السياسية، واكتسب من خلالها سمعة حسنة لشجاعته في محاربة الجريمة في مدينة لندن، حيث كتب أيضا العديد من المسرحيات التي لاقت استحسانا كبيرا من الجمهور والنقاد، وكانت من أبرز هذه المسرحيات "مهزلة الكاتب، اغتصاب على اغتصاب، مأساة المآسى، حياة وموت توم ثامب الكبير، ويلز رواية غنائية، الزوج المعاصر، مأساة حديقة كوفينت، البخيل، دون كي شوت في إنجلترا، باسكوين، السجل التاريخى للعام".
وتعتبر الرواية الكوميدية "توم جونز" من صنف الروايات التشردية، حيث نشرت لأول مرة في 1749، وهي تعد أول أعمال النثر الإنجليزية التي وصفت بأنها رواية، وذكرها الروائي والكاتب المسرحي "سومرست موم" من أفضل عشر روايات في العالم، في كتابه الشهير "الروائيين العظماء".
