السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في عيد ميلادها الـ29.. تعرف على رؤساء دار الأوبرا

رؤساء دار الأوبرا
رؤساء دار الأوبرا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استعدادت مكثفة تجريها دار الأوبرا المصرية للخروج بمشهد يناسب جلال لحظة احتفالها بعيد افتتاحها الـ29.. تلك المؤسسة الفنية التي شهدت تقديم أرقى الفنون، واحتضنت أهم الفرق العالمية، وعلى خشبتها حلم أهم نجوم الطرب بتقديم حفلاتهم، بينما جابت فرقها محافظات مصر المختلفة، ومن هنا تجلى تأثيرها اللافت على الثقافة المصرية، بعد أن صار الشباب أكثر مرتاديها، على الرغم من فقدانهم الثقة في كثير من المؤسسات الثقافية الأخرى.
وقد توالى على دار الأوبرا المصرية، منذ وضع الخديو إسماعيل لبنتها الأولى، الكثير من المبدعين، عام 1869 بالتوازي مع احتفالات قناة السويس، وكان الفنان اليونانى بافلوس، أول من تولى الإشراف على بنائها وإدارتها وتقديم أوبرا عايدة، ومن بعده المؤلف الموسيقى بسكوالى كلمته من عام 1886 إلى عام 1910، وغيرهم العديد من المبدعين الأجانب، إلى أن ترأسها الفنان منصور غانم باعتباره أول مصرى يشرف بشغل هذا المنصب الهام وجاء من بعده سلسلة من المبدعين المصريين على رأسهم الفنان سليمان نجيب باشا، خلال الفترة من 1938 إلى عام 1954، ثم تولاها الشاعر عبد الرحمن صدقى، ثم المهندس محمود النحاس عام 1956.
وبعد بناء دار الأوبرا الجديدة، عام 1988، على إثر احتراق دار الأوبرا القديمة؛ توالى أيضا على إدارتها الكثير من الشخصيات الهامة، فيما يلي نرصد ملامح ما قدموا للأوبرا من أياد بيضاء.

رتيبة الحفني
كانت أول امرأة تتولى منصب مدير دار الأوبرا المصرية في القاهرة، باعتبارها فنانة مصرية، مغنية أوبرا عالمية، وعميدة معهد الموسيقى العربية في القاهرة، وخلال فترة رئاستها أنشأت مهرجان الموسيقى العربية.
وقد ولدت رتيبة الحفني عام 1931، ونشأت في أسرة موسيقية، فوالدها محمود أحمد الحفني لديه مايزيد على 45 كتابا عن الموسيقى، كما كان أول من أدخل دراسة الموسيقى في المدارس المصرية، كما أن جدتها لأمها الألمانية الأصل كانت مغنية أوبرا ألمانية، وأجادت عزف البيانو وهي في سن الخامسة، كما درست الموسيقى في برلين وميونخ.
ومن المناصب التي تولتها أيضا رئاسة المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية. ومن الجوائز التي حصلت عليها "الحفني" تتويجا لمجهوداتها وإنجازاتها الفنية، كانت "جائزة الدولة التقديرية في الفنون" من المجلس الأعلى للثقافة المصري عام 2004.

ناصر الأنصاري
يعد "الأنصاري" من أهم من تولوا رئاسة دار الأوبرا بعد أن شهدت في عهده نشاطا وتألقا كبيرين، في مجالات فنية كثيرة، حيث تولى رئاسة الأوبرا بداية من نوفمبر من عام 1991 وحتى نوفمبر 1997.
"الأنصارى" الذي تخرج في كلية الحقوق، عمل كنائب لرئيس تحرير مجلة الأمن العام التى كان عضو مجلس الإدارة بها من عام 1973 – 1980، وعمل بعدها رئيسا لمجلس إدارة لجنة النشاط الثقافى والدينى برئاسة الجمهورية 1986 - 1991، كما عمل بعد ذلك فى مجال التدريس حيث اشتغل كأستاذ غير متفرغ لمواد القانون "تاريخه وفلسفته" بكلية الحقوق جامعة حلوان من 1996 – 1999، كما عمل كأستاذ غير متفرغ ومحاضر لمواد العلاقات العامة والمراسم فى الكليات والمعاهد التابعة للقوات المسلحة وجهاز الشرطة فى مصر والعالم العربى.
وفى نفس الوقت كان للأنصارى العديد من الأنشطة الثقافية حيث ترأس لجنة القاهرة عاصمة ثقافية للعالم العربى سنة 1996، كما كان رئيسا لتحكيم جائزة اليونسكو للتسامح من عام 2002 حتى عام 2004، رئيس لجنة تحكيم مصلحة سك العملة الفرنسية لاختيار أفضل تصميم عربى إسلامى لعملة تذكارية فرنسية عام 2004.

سمير فرج
تعجب البعض عندما تولى اللواء سمير فرج رئاسة دار الأوبرا باعتباره رتبة عسكرية مرموقة، إلا أنه أبدع كثيرا في إدارتها، وكان له العديد من النشاطات والإنجازات من بينها افتتاح مسرح سيد درويش بالإسكندرية، كما قام بتطوير وإعادة افتتاح معهد الموسيقى العربية بعد عقود طويلة من إغلاقه، وقام بتطوير مسرح الجمهورية الذي شهد حفلات الموسيقى العربية، كما اكتشف العديد من المواهب والأصوات عن طريق فرقة النجوم التي أنشئت في عهده ومن بين هؤلاء الفنانين الفنانة آمال ماهر وغيرها الكثير من الموسيقيين، وقام بتطوير متحف دار الأوبرا المصرية الذي يحكى تاريخ الأوبرا منذ إنشائها في عهد الخديوي إسماعيل، بخلاف حفلات أوبرا عايدة التي جالت ربوع مصر.

عبدالمنعم كامل
بدأت رحلة الدكتور عبدالمنعم كامل مبشرة بالخير، بعد أن نجح في استقطاب الكثير من الفرق العالمية لدار الأوبرا، بينما اختلفت نهاية رحلته عن بدايتها بعد اتهامه في العديد من قضايا الفساد إبان ثورة 25 يناير، وصدور قرار من النائب العام بمنعه من السفر ورد مبلغ مالي ضخم، إلى خزينة الدولة، ومع ذلك لا يختلف اثنان على إمكانياته الفنية الهائلة، وسجله حافل بالكثير من الإنجازات التي يصعب حصرها.
فقد عمل عبدالمنعم كامل كعارض بالية محترف وفنان زائر على أكبر وأعرق مسارح العالم منها مسارح البولشوى "موسكو"، روسيا 1971، كيروف ليننجراد سان بيتربورج روسيا 1971 "طشقند" أوزباكستان 1972 وفنان زائر بمسرح نوفوسبرسيك روسيا 1972 صوفيا بلغاريا 1974 بلجراد يوغسلافيا 1974، وطوكيو 1975.
وتعددت خبرات الدكتور عبد المنعم كامل ما بين عمله كعارض بالية ومصمم رقصات ومخرج داخل مصر، فقد ظل السوليست الأول لمدة أربعة وعشرون عامًا من عام 1967 إلى 1991 حيث قام بالأدوار الأولى في باليهات نافورة باختشي سراي جيزيل كسارة البندق وهامليت دافنيس وكلويه شهرزاد ودون كيشوت وبحيرة البجع كارمن سويت والنيل وكارمينا بورانا كما قام بتقديم برنامج "فن البالية" من سنة 1975 حتى 1979 ويعد أول برنامج متخصص في فنون الأوبرا ثم قام بإعادة تقديم نفس البرنامج مرة أخرى بعد أن توقف لفترة ليعيد تقديمه عام 1999، وحتى عام 2004.

إيناس عبدالدايم
تعد الدكتورة إيناس عبدالدايم، آخر حبات اللؤلؤ اللاتي نجحن باقتدار في إدارة دفة دار الأوبرا المصرية والوصول بها إلى بر الأمان بعد أن تولت رئاستها في فترة عاتية من الأزمات والمشاكل بعد ثورة يناير فإذا بها تنجح في أن تجعل من فنون النخبة، وجبة أساسية لدى الكثير من شباب الطبقة المتوسطة، وتجبر رجل الشارع العادي على اقتناء تذاكر حفلات الأوبرا المختلفة، رغم الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها مصر، بعد أن وضعت برنامجا متوازنا متنوعا يجمع ما بين الطرب العربي الأصيل، وأشهر الأوركسرات الغربية، إلى فنون البالية وإعادة الكثير من عروض الفرق العالمية التي توقفت لعدم استقرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية وهو ما ساهم في أن يمنح الغرب صورة مغايرة عما يراه في الإعلام في فترات الاضطراب التي مرت بها الدولة.
وليس أدل على ذلك من البرنامج الذي وضعته "عبدالدايم" للاحتفال بالعيد الـ29 لافتتاح الأوبرا والذي يوافق يوم الثلاثاء المقبل ويشارك فيه أكثر من 500 فنان يمثلون مختلف الفرق الفنية حيث يشارك أوركسترا القاهرة السيمفونى بقيادة المايسترو ناير ناجي، كورال أوبرا القاهرة تدريب الدومانياتو، كورال أكابيلا تدريب مايا جيفينريا، فرقة بالية أوبرا القاهرة تدريب وتصميم رقصات ارمينيا كامل ونجوم الغناء الاوبرالي وكوال وصوليست الموسيقي العربية.
ومن المقرر أن يبدأ الاحتفال بافتتاحية موسيقية مارش رقم 1 للموسيقار الإنجليزي العالمي ادوارد الجار،بعدها يغني الكورال مع الاوركسترا جزء من كارمينا بورانا للموسيقار الالماني العالمي كارل اورف ثم يغني مطربو الموسيقي العربية (أحمد عفت،غادة أدم، نهاد فتحي، نهي حافظ، أحمد محسن، آيات فاروق) رائعة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب صوت الجماهير بتوزيع جديد للموسيقار جمال سلامه عقب ذلك تقدم فرقة بالية أوبرا القاهرة رقصة السيرتاكي من بالية زوربا، ويقدم نجوم الغناء الأوبرا (إيمان مصطفي – إنجي محسن – عمرو مدحت – مصطفي محمد – هشام الجندي) مقتطفات من الفاصل الأول من اوبرا التروفاتوري للموسيقار الإيطالي العالمي جوزبيه فيردي وأغنية (لا أحد ينام) من اوبرا توراندوت للموسيقار العالمي بوتشيني ويختتم الاحتفال بالسلام الوطني، كما يتخلل فقرات الاحتفال فيلم وثائقى وصور أرشيفية عن أهم الشخصيات والفرق الفنية التى زارت دار الأوبرا المصرية خلال 29 عاما أعده سامر ماضى وخالد منير.