الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

صاحبة "حائط غاندي": لا أكتب قصص قبل النوم!

د. عزة رشاد، الأديبة
د. عزة رشاد، الأديبة المصرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الفكاك من غاندي ليس سهلًا في فترة كهذه التي نعيشها منذ ثورة يناير 2011، الفترة التي بدأت مفعمة بالطموحات، ثم سرعان ما استحالت إلى تفاقم للعنف والذعر والانتهازية، أو دعونا نقول في لحظة تاريخية يختفي فيها بلدان بأكملها من الوجود بينما نهر الدم يأبى أن يتوقف.
هكذا تسرد لنا د. عزة رشاد، الأديبة المصرية، شهادتها عن علاقتها بالقصة القصيرة، بعد أن ترشحت مجموعتها الأخيرة "حائط غاندي" لجائزة الملتقى الكويتية الرفيعة للقصة ولاقت استحسانا واسعا من القراء والنقاد على السواء.
تقول "رشاد": الفكاك من غاندي ليس مبتغى أيضًا لأن عزل الأدب في ورقة وردية لم يعد سوى استخفاف بالمتلقي الذي لا يكف عقله ولا وجدانه عن العمل. لذا كانت لغاندي البطولة في القصة المعنون الكتاب باسمها "حائط غاندي"، وظل يطل برأسه في قصص أخرى، لكنه أبدا لم يستأثر بالمسرح، فبجواره وقفت حياواتنا.. الماضي والحاضر والمستقبل، ما بين تأمل في الحب والرقة وجمال لحظات لا تنسى، أو سخرية مرة وإحساس بعبثية كل شيء، أو حيرة وتساؤل لا يفضي إلا إلى تساؤل أكثر تعقيدًا.
يحضر غاندي بحفنة حب في راحة يدة تلتف حولها الحمائم، يحضر بِخُفه البسيط ومِخلاته الأليفة كي نريح أعيننا قليلًا من الشاشات الشرسة ونصغي إلى هديل الحمام ؛يأتي في قصص قصيرة أكتشف كل يوم ولعي بكتابتها أكثر من اليوم السابق. 
قديما قرأت عن كثير من المبدعين اللامعين "مبدعي الصف الأول عالميًا"، يشير أحدهم لكَونه يريح ذهنه بعد كل رواية "عظيمة وضخمة" بكتابة مجموعة قصصية. وفي كل يوم أكثر من سابقه تذهلني هذه العبارة التي تستدعي بذهني على الفور قارئا ممددًا في الفراش وفي يده القصة حتى يتثاءب ويأخذه النوم. 
أنا لا أكتب قصص قبل النوم، ولا للتسلية، ولا كإجازة من كتابة الرواية، فكل قصة عالم مستقل له شفرته وبصمته الخاصة وله أثره علىّ، كل قصة تأخذني إلى مكان أكثر وعورة من سابقتها. ربما جعلتني القصص أخسر روايات كثيرة كان من الممكن أن أكتبها بدلًا من إهدار وقت طويل في قصة لا تتجاوز الألف كلمة، خاصة مع اتفاق كثير من النقاد على ان لديّ نفس طويل في السرد يأخذ توقعاتهم نحو كتابتي للرواية أكثر من القصة.. ربما يكون هذا صحيحًا لكن عزاءي أنني أكتب ما أحب. دون خضوع لمعايير السوق أو البيست سيللر أو لفكرة أننا نعيش زمن الرواية. لا عفوًا إنه زمن القصة أيضًا. أهلًا بكل كتابة جميلة أيًا كان نوعها".
يذكر أن المجموعة تألفت من 22 قصة، تبحث عن التسامح والعدل وهي القيم التي رفعها الزعيم الهندي لمواجهة العدوان.. وعبر أبطال قصصها تنبش المؤلفة وجعنا الإنساني والمجتمعي، بدءًا من سكان العشوائيات، التحلل الأسري، ضحايا الثورة، الألغام بالعلمين، ووصولا لقضايا الخيانة الزوجية والعقوق، غياب الحب وقهر المرأة. وأصدرت المؤلفة من قبل عدة روايات ومجموعات قصصية لاقت ذيوعا كبيرا بينها "شجرة اللبخ" و"بنات أفكاري".