الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

سامي نجيب عبدالملاك مسئول إعاشة بورسعيد في حواره لـ"البوابة نيوز": "الثغرة" لم تحقق أهدافها بسبب بسالة القوات.. و"مصّينا قصب" لخداع العدو.. واستعددنا للحرب بحرفية

النقيب مقاتل سامى
النقيب مقاتل سامى نجيب عبدالملاك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الجنود لم يبالوا بنوعية الطعام.. واكتفوا بالمياه القليلة لمدة طويلة
الكنيسة دعمت القوات المسلحة قبل الحرب وأثناءها وبعدها.. وكرمت بعد الحرب.. والجيش لا ينسى أبناءه

بين صفوف أبطال حرب أكتوبر، هناك جنود لعبوا أدوارا خطيرة ومهمة، ولم يسردها الإعلام أو تتناولها الصحف، رغم أن خطورته لا تقل أهمية عن القتال على الجبهة أو ممن أعدوا المدفع المائى لاختراق الحاجز المنيع. ومن هؤلاء الأبطال ضابط مجهول، ترجع جذوره لمحافظة أسيوط بصعيد مصر، والذى كان مسئولا عن إعاشة الجنود فى بورسعيد ليصبح شاهدا على مجريات الحرب والانتصار، إنه النقيب مقاتل سامى نجيب عبدالملاك، الذى تجرى معه «البوابة» حوارًا فى ذكرى انتصار مصر على إسرائيل... وإليكم نص الحوار.
■ فى البداية، حدثنا عن حياتك؟
- ولدت فى محافظة أسيوط عام ١٩٤٧ وحصلت على بكالوريوس الزراعة ١٩٦٧، وبعدها التحقت بصفوف الجيش فى يناير ١٩٦٨، وحينها درست الحقوق بجامعة أسيوط حتى تخرجت عام ١٩٧٧، وأتشرف بأننى محارب شاركت فى حرب أكتوبر المجيدة.
وبعدها شغلت منصب مستشار عسكري، ومنصب وكيل وزارة العدل بشئون الخبراء، وحاليًا أعمل بالمحاماة، ولم أترك مسقط رأسى سوى لخدمة البلاد.
■ ماذا عن دورك فى حرب أكتوبر ٧٣؟
- حينما بدأت الحرب، كنت على رتبة نقيب فى هيئة الإمداد والتموين بالقوات المسلحة، ودورها توفير الإعاشة وتدبيرها للجنود، ونقل الجرحى إلى المستشفيات، وإمداد المرضي، وتوفير البترول والوقود، والأدوية والتعيينات.
■ حدثنا عن كيفية استعداد الجيش للحرب؟
- كانت القوات المسلحة تستعد لخوض حرب أكتوبر بطريقة حرفية ومتميزة، وبخداع استراتيجى عالٍ ومرتب له، حيث سمح وزير الدفاع، المشير أحمد إسماعيل، بفتح باب الإجازات لبعض الجنود والضباط، وأيضا سمح للبعض من صفوف الجيش بخروجهم لمناسك الحج، وإجازات للطلبة المنتسبين، وذلك لخداع الجيش الإسرائيلى وطمأنته بالخمول والركود داخل صفوف الجيش المصري، وجاءت الأوامر بانتشار عدد من الجنود على بعض المناطق على القناة يأكلون البرتقال، ويمصّون القصب، ويشربون الشاى ويغني البعض منهم.
■ هل أثرت وفاة عبدالناصر على خطة عبور القناة؟
- بالطبع، وفاة عبدالناصر أدت لتأخر تنفيذ الحرب، ومن بينها فكرة إعداد «المدفع المائي»، وعقب استعداد مصر للعبور فى ٧٣ قام الضابط باقى زكى يوسف مع بعض زملائه بتصنيع طلمبات الضغط العالى التى سوف توضع على عائمات تحملها فى مياه القناة، ومنها تنطلق بواسطة المدافع المائية لهدم الساتر الترابي.
■ معروف عن الجيش المصرى البديهة والاستعداد الدائم بخطط بديلة، هل كان لديه خطة أخرى لتدمير «بارليف»؟
- بالطبع، حدث استعراض للعديد من الخطط لإزالة الجبل الترابي، ومنها القصف المدفعى والصواريخ وغيرها، وبعد مناقشات طويلة ومباحثات، استقر رأى الأغلبية من قيادات الجيش على تنفيذ اختراع الضابط باقى زكى يوسف.
■ بصفتك مسئولًا عن الإمداد، كيف كانت تغذية الجنود والضباط أثناء الحرب؟
- الجندى المصرى جسور، وحينما يقف بميدان القتال لا يكون هدفه سوى الفتك بالأعداء، ولم يبال الجنود بنوعية الطعام واكتفوا بالمياه القليلة لمدة طويلة ليس كنوع من الادخار، ولكن التركيز كان على تبديد قوى العدو.
■ هل حاول الإسرائيليون التسلل داخل البلاد من خلال الثغرة؟
- الجيش الإسرائيلى تمكن من فتح ثغرة فى الدفرسوار، وعبر للضفة الغربية حيث الجيش الثالث الميدانى ومدينة السويس، ولكن بفضل بسالة قواتنا، فشل فى تحقيق أى مكاسب استراتيجية، كان يهدف إليها، فلم يتمكن من احتلال مدينة الإسماعيلية، أو السويس، كما كان يتمنى، أو تدمير الجيش الثالث، أو محاولة رد القوات المصرية للضفة الغربية مرة أخرى مما اضطره إلى الموافقة على وقف إطلاق النار بعد أن كان يماطل فى ذلك.
■ هل قامت الكنيسة المصرية بدعم القوات المسلحة فى حرب ٧٣؟
- نعم، قامت الكنيسة المصرية بجميع طوائفها بزيارة جبهة الحرب أكثر من مرة قبل حرب أكتوبر المجيدة، وبعدها، وزيارة الجنود الجرحى فى المستشفيات ودعمت الكنيسة جيشنا فى الحرب معنويًا وماديًا.
■ هل تم تكريمك عن المشاركة فى حرب أكتوبر؟
- بالطبع، الجيش لا ينسى أبناءه، وتم تكريمى ومنحى نجمة سيناء فى عام ٧٣، وبعد تحقيق نصر أكتوبر، جاء إلّى المستشار العسكرى بمحافظة أسيوط وسلمني نجمة سيناء بتكليف من وزير الدفاع.