«الهاشا باشا تاكا والهاشا باشا سك» و«ورد عليك، فل عليك»، جمل كان يدوى صداها أرجاء المسرح، فبمجرد ظهور مطربها المونولوجست الراحل محمود شكوكو، على خشبة المسرح، كان الصمت يخيم على الجميع، فارضًا إيقاعه الخاص، والذى أطلق عليه اسم «شارلى شابلن» العرب، والتصق اسم شكوكو بشخصية الأراجوز التى أكسبته شهرة واسعة عقب أدائه لها.
محمود شكوكو، ولد فى ١ مايو ١٩١٢، حيث كشف فى حوار له من الذاكرة، عن الأسباب الحقيقية وراء تسميته بـ«شكوكو»، والتى ترجع لأن جده إسماعيل موسى، كان مولعا بتربية الديوك الرومي، وكانت تصدر صوتًا يتم تفسيره كأنه يقول «شكوكو»، فأحب جد الفنان محمود شكوكو هذا الاسم، وقام بتسمية الديك به، كما اختار هذا الاسم كدلع لنجله إبراهيم والد محمود.
وأكد أن والده سماه فى البداية «محمود»، إلا أن جده تدخل فى اللحظات الأخيرة وجعله اسما مركبا فى البطاقة «محمود شكوكو إبراهيم»، مشيرًا إلى أنه لم يترك مهنته ومهنة والده وأجداده مهنة النجارة وصناعة الموبيليا.
وأوضح «شكوكو»، فى حواره مع الفنان الكبير سمير صبرى على التليفزيون المصري، أنه لم يطلب أى شخص منه التخلى عن اسم شكوكو من قبل، مشيرًا إلى أن كروان الإذاعة «محمد فتحي» هو من ساهم فى إحدى حفلات أعياد الميلاد، والتى كان يغنى فيها.
وأشار، إلى أن بداياته كانت الغناء فى الأفراح مجاملة، حيث إنه كان يعمل لدى فاطمة الكسار، مطربًا فى الموالد والأفراح بروض الفرج، بجانب مهنته الأساسية «النجارة»، والتى كان يكسب منها ما يقرب من ٢٥ قرشًا يوميًا، وأنه لم يكن محترف الغناء حتى عام ١٩٤٠، فيما كان أول أجر قد تحصل عليه هو «قرشين صاغ».
وأكد «شكوكو»، أنه كان يعشق الغناء لأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب ومحمد العربى والحاجة زينب التى اشتهرت بالغناء البلدي، لافتًا إلي أنه قام بأعمال كثيرة خلال مسيرته الفنية مع الفنان الكبير على الكسار على خشبة المسرح، موضحًا أن بداياته الفنية كان يغنى ببدلة زرقاء، وأنه لبس الجلابية ابتداء من أغنية «ورد عليك فل عليك»، والتى عرفه الجمهور بها.
وتابع، أنه ارتبط بإسماعيل ياسين ارتباطًا وثيقًا منذ أن رآه ياسين فى أحد الأفراح، وأنه كان يغنى قبله، ولكنه شهرة ياسين جعلته ينضم له مكونًا ثنائى مونولوجست، وفرقة خاصة بهما.
وأردف شكوكو، أن الفترة التى بدأ فيها احتراف فن المونولوجست، كان هناك فنانون عظماء يحترفون هذا الفن، أشهرهم «سيد سليمان ومحمد البربرى وزكى الور وعبدالعزيز أحمد»، ولكنهم لم يحترفوا الفن البلدي، الذى قدمه شكوكو، مؤكدًا أن أول مونولوجست قدمه كان بالعصاية وكأنه فتوة ومنذ ذلك الحين عُرف بالجلابية والعصاية».
وأشار إلى أن أول فيلم عمل فيه كان باسم «أحب البلدي»، والذى كان بطولة أنور وجدى وتحية كاريوكا، وغنى فيه «الحارس الله على النبى صلى» وأغنية «ورد عليك فل عليك»، ثم جاء ثانى أفلامه هو «الصبر طيب» مع إبراهيم حمودة وتحية كاريوكا، وأن أول أفلامه كبطولة مطلقة كان فيلم «البنى آدم» مع الفنانة الكبيرة سامية جمال.
فيما قام «شكوكو»، برفع دعوى قضائية عام ١٩٦٤، بسبب استغلال البعض اسم «شكوكو»، وأكد فى الدعوى أنه اسمه الحقيقى «محمود شكوكو» وليس اسم شهرة، فيما ظلت الكثير من مونولوجاته باقية حتى وقتنا الحالي، لدرجة أن شركة مصر للطيران تخصص إحدى قنواتها الإذاعية على متن رحلاتها لمونولوجات محمود شكوكو.
فيما يعتبر محمود شكوكو هو الفنان المصرى الوحيد الذى صنعت له دمى صغيرة على شكله بالجلباب البلدى والقبعة المميزة التى كان يرتديها، وتوفى سنة ١٩٨٥.
