الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

عززت نفوذها بعد سقوط القذافي.. السلفية الجهادية تهدد بنشر الفوضى في ليبيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اتسع نفوذ التنظيمات الجهادية المسلحة في شرق وجنوب غرب ليبيا، والتي ترتبط بصلات وطيدة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والصحراء الكبري، وأبرز هذه التنظيمات وأخطرها جماعة أنصار الشريعة، والتي دخلت في مواجهات عسكرية مع الجيش الوطني الليبي بقيادة الخليفة حفتر للحد من نفوذها وتغولها داخل الأراضي الليبية، ولكن عجزت هذه المواجهات من الحد من قدرات هذه الجماعة وتحديدًا في مدينة درنة، حيث تطبق أحكام الشريعة الإسلامية تطبيقًا حرفيًا في هذه المنطقة، ويقدر عدد العناصر التابعة للجماعات الجهادية في ليبيا بين 8 آلاف و14 ألف شخص.
ويعود حضور السلفية الجهادية في ليبيا إلي عدة عوامل تاريخية كان لها أثر في تصاعد نفوذ هذه الحركات، منها انحدار مستوي المعيشة والتهميش التاريخي للأقليات، وشعور معظم الليبيين أنهم ضحايا، وقد مثلت الأراضي الليبية بيئة خصبة للعديد من الحركات السلفية الجهادية، حيث استغلت الأوضاع المتردية في البلاد بعد الاضطربات التي أعقب سقوط العقيد الليبي معمر القذافي، وعززت نفوذها عن طريق مساعدة الأسر الفقيرة بالأموال. 
وتوقعت دراسة صدرت عن المركز الأوروبي لرصد الجريمة المنظمة ''أم.سي.أو.سي'' المقرب من مؤسسة ''راند'' للدراسات الدفاعية الأمريكية الكائن مقره في العاصمة البريطانية لندن، إن تزداد تحديات الدولة الليبية جراء تزايد نفوذ الجماعات الجهادية والمتربطة بتنظيم القاعدة، كما توقعت الدراسة أن عدد المقاتلين المتشبعين بالفكر السلفي الجهادي سيتضاعف بشكل مخيف مع حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا. 
ومن أبرز الجماعات الجهادية الناشطة حاليًا في ليبيا: 
الجماعة الإسلامية الليبية 
تأسست رسميًا عام 1995، وتعود نشأتها إلي سنة 1982 بقيادة عوض الزواوي، واعتمدت الجماعة علي منهج الجهاد المسلح ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي، وخططت لعدة اغتيالات ضد شخصيات سياسية بارزة في النظام الليبي، كما نفذت عدة محاولات انقلابية لإسقاط نظام القذافي في عام 1986 – 1987 – 1989). 
تتركز هذه الجماعة في غرب ليبيا، وبمدينة درنة وبنغازي، ومقرها حاليًا مدينة طرابلس، قادة هذه الجماعة والتي يقدر عددها بالمئات هو عبدالحكيم بلحاج القيادي السابق في تنظيم القاعدة. 
تلقي العديد من أعضاء الجماعة الإسلامية تدريباتهم العسكرية خلال مشاركتهم في الحرب السوفيتية – الأفغانية، وبدولة السودان عن طريق عناصر تابعة للقاعدة وحركة طالبان، وكانت هذه التدريبات متخصصة في كيفية الاشتباك مع قوات الشرطة وتنفيذ عمليات اغتيال.حاولت هذه الجماعة اغتيال القذافي عدة مرات في أواخر الثمانينيات، ما أدي إلي سجن العديد من عناصرها في التسعينيات، وآخرون هربوا إلي بريطانيا، وبعد عام 2011، صعد نفوذ هذه الجماعة مرة أخري في ليبيا، بعدما تم الإفراج عن عدد كبير من قادتها من السجون، ومنذ ذلك الحين، والجماعة تسعي إلي لعب دور كبير في السياسة الليبية، حيث شكل "عبد الحكيم بلحاج" أمير الجماعة حزب الوطن، وفاز بعدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية عام 2012. 
جماعة نصرة الإسلام والمسلمين
نشأت في مارس 2007، كوجه للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتتكون هذه الجماعة من عدة مجموعات منها "حركة أنصار الدين" و"المرابطون" و"جبهة تحرير ماسينا، مقرها حاليًا في جنوب غرب ليبيا، وقائدها إياد أغ غالي القيادي بتنظيم القاعدة، ويقدر عدد أنصار الجماعة بأكثر من 5.000 شخص. 
استخدمت جماعة نصرة الإسلام ليبيا كقاعدة لشن هجمات علي الدول المجاورة ومصدر للأسلحة والذخائر، ونفذت هذه الجماعة عدة عمليات إرهابية، كما قامت بعمليات خطف لطلب فدية. 
تلقي العديد من أفراد هذه الجماعة تدريباتهم العسكرية أثناء مشاركتهم بجانب تنظيم القاعدة في العراق بعد عام 2003. 
جماعة أنصار الشريعة
نشطت في ليبيا عام 2011، وتركز نشاطها في درنة وسرت وبنغازي، اجدابيا، قائدها هو أبو خالد المدني، وعدد عناصرها حوالي 5.000 عنصر. 
نفذت مليشيات تابعة للجماعة بالتعاون مع مليشا درع ليبيا الإخوانية والتي يقودها وسام بن حمد، عدة هجمات إرهابية علي مواقع عسكرية تابعة للجيش الليبي في مدينة بنغازي، فضلًا عن استهداف الأجانب، وسرقة البنوك، وتدمير الأضرحة الصوفية، كما فرضت الشريعة علي المناطق الخاضعة لسيطرتها، كما سعت هذه الجماعة منذ نشأتها، إلي فرض سيطرتها، فقد سعت إلي منع المشاركة في الانتخابات البرلمانية الليبية عام 2012.
تلقت أنصار الشريعة الدعم المالي والعسكري من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، كما تم توفير إرهابيين للجماعة من فرع تنظيم القاعدة في مالي، والتدريبات اللازمة للإرهابيين عام 2013.
مع وفاة زعيم الجماعة محمد الزهاوي في أواخر عام 2014، بدأت أنصار الشريعة تفقد عددا كبيرا من أنصارها الذين انضموا لتنظيم داعش، كما ظهرت العديد من الانشقاقات داخل الجماعة خاصةً فرع درنة بعد مقتل عدد كبير من قادتها في معركة الكرامة التي دشنها الخليفة حفتر ضد التنظيمات الإرهابية، ونتيجة لذلك أعلنت الجماعة عن حلها في مايو 2017، ولكن هذا الحل لم يقض علي الجماعة بالكامل أو يفكك اواصرها، فرغم الانشقاقات والانتكاسات التي تعرضت لها الجماعة الإ أنها بدأت تستعيد نشاطها من جديد داخل الأراضي الليبية وتعيد عناصرها مرة أخري، كما تحاول الاستفادة من الخسائر التي تعرض لها داعش في جذب إرهابيي التنظيم إليها. 
مجلس شوري ثوار بنغازي
تأسس عام 2014، ويتركز بمنطقة بنغازي، قادته إسماعيل سلبي، ومحمد الدريسي، ويبلغ عدد أعضائه بين 4.000 إلي 5.000 شخص. 
قام المجلس بعدة عمليات إرهابية، واستهدف مسئولين في الشرطة والجيش. 
مجلس شورى مجاهدي درنة
تأسس عام 2014، وتعتبر مدينة درنة منطقة تمركز المجلس، قائده عبد الحكيم الحسيدي، ويبلع عدد أعضاء المجلس بين 10.000 إلي 3.000 شخص.