السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حرب الاستنزاف ملحمة تاريخية استمرت 1000 يوم.. "حفظي": أعادت الروح المعنوية للمقاتل المصري.. "سليمان": أول معركة مباشرة بين مصر وإسرائيل.. "قنديل": مصر استغلت عمق المسرح البحري العربي

حرب الاستنزاف
"حرب الاستنزاف"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في هذه الأيام المباركة، تهل علينا ذكرى انتصارات أكتوبر، والتي تحمل بين ثناياها تاريخا رائعا استطاع المصريون أن يصنعوه من خلال سلسلة كبيرة من التضحيات والبطولات، التي لم تأت ولم تتحقق بصورة عشوائية وإنما بأسلوب مخطط ومدروس.
ولا يوجد مبالغة حين نقول: إن حرب الاستنزاف أو ما يسمى بحرب الـ 1000 يوم، كانت عبارة عن التجليات التي أفرزتها هزيمة 1967 ومهدت للانتصار في حرب أكتوبر.
وألقت "البوابة نيوز" الضوء على تلك الحرب ودورها في استعادة أرض الوطن
وقال اللواء أركان حرب على حفظي، نائب وزير الدفاع السابق ورئيس جهاز الاستطلاع خلال حرب أكتوبر المجيدة، إن حرب الاستنزاف ملحمة تاريخية استمرت 1000 يوم بواقع أكثر من 4 آلاف عملية على مستوى القوات المسلحة.
وأضاف حفظي إن المقاتل المصري، نجح في نقل حاجز الخوف إلى الضفة الغربية لقناة السويس، وكبدوا الجانب الإسرائيلي سواء على خط الجبهة أو العمق كثيرًا من الخسائر ما جعل القيادة الإسرائيلية تستنجد بالولايات المتحدة الأمريكية، التي دعت بدورها إلى "مبادرة روجرز" وهي مقدمة من وليام روجرز وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت للدعوة إلى وقف العمليات المصرية.

حرب الاستنزاف في عيون العدو:
وأشار حفظي، إلى أنه من خلال حرب الاستنزاف اعترف "عزرا وايزمان" الذي كان مدير العمليات برئاسة الأركان الإسرائيلي وقتها بأن حرب الاستنزاف هي أول الحروب التي انهزم فيها العدو الإسرائيلي من مصر، لافتًا إلى أنها أبرزت الإعداد والاستعداد وخبرة القتال لدى الجيش المصري ما يجعلها مرحلة مهمة من المراحل التي أهلتنا للنجاح في حرب 73 بحكم الخبرات القتالية التي نالها الجيش المصري منها.
وقال عادل سليمان، قائد اللواء 12 مشاة خلال حرب أكتوبر، إن حرب الاستنزاف مرحلة مهمة جدًا على الصعيدين المعنوي والمادي، لاستعادة الثقة بالنفس للمقاتل المصري والشعب، بعد أن أثرت حرب 1967 على معنويات الشعب والجيش والمنطقة العربية.
وأضاف سليمان، أن حرب الاستنزاف كانت أول قتال متلاحم بين مصر وإسرائيل على مختلف الأصعدة الحربية التي تضم القطاعات الجوية والبحرية والبرية، وهو ما أدى لاكتساب الخبرة لدى المقاتل المصري، والتي تؤكد أن المقاتل الإسرائيلي مقاتل ضعيف وعلى عكس ما روّجه اليهود بأنه لا يقهر، ما كبد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة.
وأشار سليمان، إلى أن أهم درس خلال حرب الاستنزاف هو التعرف على القدرات ومواجهة العدو الإسرائيلي الخرافي، وكانت مجالًا خصبًا للاستعداد للمعركة والتدريب على الحرب بالحرب وهو من أهم الدروس المستفادة.

دور القوات البحرية خلال حرب الاستنزاف:
وقال اللواء يسري قنديل، أحد أبطال حرب أكتوبر ورئيس جهاز الاستطلاع باستخبارات القوات البحرية في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، إنه عقب هزيمة يونيو 67 كانت المهمة الرئيسية للقوات البحرية إعادة بنائها ورفع كفاءتها القتالية ورفع استعدادها القتالي والروح المعنوية بعد هزيمة يونيو، وذلك عبر الخوض بالأعمال القتالية النشطة لإلحاق أكبر خسائر به للحصول على التفوق البحري.
أوضاع إسرائيل بالمنطقة:
وأضاف قنديل، أن إسرائيل حينما احتلت شبه جزيرة سيناء زادت مساحة السواحل التي تسيطر عليها إلى 6 أضعاف سواحلها، حيث احتلت سواحل شمال سيناء حتى بورفؤاد والضفة الشرقية لخليج السويس وخليج العقبة وميناء شرم الشيخ وتحقق لها حرية الملاحة في البحر الأحمر، وهو ما دعا البحرية المصرية في حرب الاستنزاف إلى استغلال عمق المسرح البحري العربي وتمركزت بعض وحداتها بميناء طرابلس بليبيا والبعض الآخر مثل المدمرات والغواصات وسفن الإبرار البحري تمركزت في بورسودان والحديدة وعدن لإبعادها عن خطر الطيران الإسرائيلي، الذي أصيب بالضربة الجوية 5 يونيو 1967 ومن هذه الأماكن كان يتم تدريب هذه الوحدات على مهام العمليات.

العمليات البحرية المصرية ضد إسرائيل:
وأضاف أن القوات البحرية، قامت بـ 9 عمليات بحرية جريئة ضد بحرية إسرائيل، وفي نفس الوقت قامت البحرية والطيران الإسرائيلي بالرد عليها عبر العديد من العمليات الناجحة حيث قامت البحرية يوم 21 أكتوبر 1967 بإغراق المدمرة إيلات، وردت إسرائيل بقصف معامل تكرير البترول الزيتية بخليج السويس في 24 أكتوبر 1967، متابعًا أنه في شهر يناير عام 1968 أغرقت البحرية الغواصة الإسرائيلية داكار أمام ميناء الإسكندرية، وفي سبتمبر 1969 قامت إسرائيل بإنزال 7 مجنزرات بشمال خليج السويس بحرًا ودمرت بعض المنشآت ثم انسحبت.
وتابع قنديل، أن القوات المصرية استمرت في العمليات ضد إسرائيل ففي نوفمبر 1969 قصفت المدمرات المصرية مخازن ومستودعات البترول والذخيرة الإسرائيلية بمنطقة رمانة بصواريخ هوك، كما قصفت كذلك منطقة بالوظة شرق بورسعيد بعمق 40 كيلو مترًا وتسببت فيها بخسائر كبيرة لإسرائيل.

بدايات الهجوم على إيلات:
وأكد قنديل، أنه بعد ذلك بدأت الغارة الأولى للضفادع البشرية على ميناء إيلات شمال خليج العقبة، وأغرقت الضفادع البشرية السفينة "هيدروما ودهاليلا" وأعقبها في فبراير عام 1970، وكانت الغارة الثانية على ميناء إيلات بالضفادع البشرية وأغرقت السفينة "بات يام" وأصابت ناقلة الجنود "بيت شيفع" وبعد ذلك في شهر مارس عام 1970 أغارت الضفادع البشرية على الحفار الإسرائيلي "كينتنج" في ميناء أبيدجان بساحل العاج، وأغرقته وفي مايو سنة عام 1970 أغارت الضفادع على ميناء إيلات ودمرت الرصيف الحربي لميناء إيلات.
وأشار قنديل، إلى أن إسرائيل قامت بالرد على الأعمال بعملية إنزال جوي لجزيرة شدوان ودمرت نقطة مراقبة مصرية على الجزيرة، وفي مايو سنة 1970 أغرقت اللنشات البحرية المصرية سفينة الأبحاث الإسرائيلية أمام بحيرة البردويل وهي سفينة تقوم بدراسات لتقليص الثورة السمكية المصرية.
وأنهى حديثه بأنه عقب ذلك جاءت مبادرة روجر لوقف إطلاق النار وتوقفت الأعمال القتالية لحين بدء حرب أكتوبر.