عرفنا موعد الحرب قبلها بـ٤٨ ساعة وغسلنا الأفرولات بملح لمقاومة «النابلم»
عرفنا موعد الحرب قبلها بـ٤٨ ساعة ودون إعلان، جمعنا تعيين القتال الذخائر والسلاح، وغسلنا الأفرولات بمية وملح لتعمل عكس «النابالم» عبارة عن بودرة موجودة فى الدبابات، وفجأة انطلقت طائرة مصرية يظهر منها ضابط مصرى يرفع علامة النصر بيده ليعلن عن البدء، هكذا بدأ المهندس محمود محمد أحمد مصطفى، أحد أبطال حرب أكتوبر من مواليد عام ١٩٤٨، ويبلغ من العمر ٦٩ عامًا، متزوج ولديه بنت وولدان، الفرقة السادسة مشاة ميكانيكا، اللواء الأول، الكتيبة العشرون، السرية الثانية، الفصيلة الثانية، مشاة ميكانيكا دبابات برمائية «توباظ».
ويكمل المهندس محمود حديثه والدموع تنهمر مع توارد ذكريات النصر والحرب ولحظات استشهاد الأصدقاء الذين شاركوه لحظات مصيرية فى تاريخ مصر.
فى يوم الحرب فى تمام الساعة الثانية ظهرا إلا ٥ دقائق، منطقة الحفرة «طريق السويس تحركنا على المعابر للقناة» الجيش الثالث الميدانى، وهجمت ثلاث طائرات فانتوم إسرائيلية لضرب المعبر الذى تتواجد عليه الدبابات المصرية، وكانت كتيبتنا مكونة من ١٥٠ شخصًا بيننا أربعة أفراد بحوزتهم صواريخ مضادة للطائرات، وكانت اللحظة التى أعيش عليها إلى الآن، هى سقوط أول طائرة إسرائيلية وطيار إسرائيلي بالمظلة، وغيرت الطائرتان الأخريان المسار، وعقب سقوط الضابط الإسرائيلي تصارعنا على قتله، ولكن امتنعنا بسبب طلب القيادة ذلك أملا في الحصول على معلومات منه، هذه اللحظة فرقت كثيرًا؛ ففي بداية الحرب كانت لدينا رهبة لكونها حربا فارقة، ونعلم أنهم يملكون الكثير والكثير من الأسلحة المتطورة، ولكن العزيمة والإرادة كانت أقوى بكثير، ويتابع المهندس محمود: «عبرنا إلى موقع عيون موسى، دارت اشتباكات على الأرض بالمدفعية، والطيران الإسرائيلي إلى أن جاءت تعليمات بالانسحاب لمواقع «الدفرسوار» لمقاومة الثغرة إلى أن تم وقف إطلاق النار بتاريخ يوم ٢٢ أكتوبر.
