الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

إبراهيم عبدالعال "صائد الدبابات" في حواره لـ"البوابة نيوز": الإعلام لا يتذكرنا إلا مرتين في العام.. والحرب ضد الإرهاب بسيناء أخطر من "عبور 1973"

البطل ابراهيم عبد
البطل ابراهيم عبد العال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الشعب تقاسم كيلو الأرز مع الجيش أثناء الحرب
الروس يحتفلون بإنجازاتنا في الحرب لتفوقنا على جنودهم

«إبراهيم عبدالعال» أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، ابن قرية نوب طريف التابعة لمركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، كتب اسمه في كتاب التاريخ بأحرف من نور، ونال لقب صائد الدبابات، بعد أن استطاع تدمير ١٨ دبابة ومصفحتين في وقت قياسي، وهو الرقم التالي لصائد الدبابات الأشهر البطل الراحل «عبدالعاطي» الذي دمر ٢٣ دبابة وثلاث عربات مدرعة، وكان الاثنان ضمن الكتيبة «٣٥» فهد التي كان يقودها المقدم عبدالجابر، البطل عبدالعال كشف في حواره مع «البوابة» العديد من الأسرار والمفاجآت التي تكشف لأول مرة في الذكرى الرابعة والأربعين لحرب أكتوبر المجيدة.. وإلى نص الحوار.

■ متى كانت بداية التحاقك بالقوات المسلحة؟
- حصلت على دبلوم التجارة عام ١٩٦٩، وكان عمري وقتها ١٦ سنة، ثم التحقت بالتجنيد واستمرت فترة تجنيدي حوالي٥ سنوات، كان من ضمنها مشاركتى فى حرب أكتوبر المجيدة، حيث كان تجنيدى فى التل الكبير بالإسماعيلية، ثم تم ترحيلى للكيلو ٤٥ بالقاهرة، بعد أن عرفنا أنه تم وصول تشكيل جديد من الصواريخ، ويحتاجون لأفراد ذوى طبيعة خاصة وتم اختيار خمس كتائب تم توزيعها على القوات المسلحة، تضم الكتيبة الواحدة ٣٦ فردا وتم نقلهم للكتيبة ٣٥ فهد بقيادة الرائد جلال الجيار، وتوالت التنقلات حتى استقررنا خلف البحيرات المُرة في أواخر عام ١٩٧٢، وكان وقتها قائد الكتيبة الرائد عبدالجابر أحمد، وارتبط الجميع به بسرعة وصدق لأنه استطاع رفع روحنا المعنوية.
■ كيف بدأ الاستعداد لحرب أكتوبر المجيدة؟
- بدأنا التدريب على سلاح متطور يسمى «الفهد الروسي» وطوله ٨٦ سم ويزن ١٥ كيلو يصل مداه من ٣٠٠ متر إلى ٣ كيلو مترات، ويظل الصاروخ من انطلاقه حتى يبلغ الهدف يتلقى أوامره منى عن طريق التحكم فيه بعصا التحكم، وهذا يحتاج لقوة تركيز وثبات وهو ما أذهل الخبراء الروس لسرعة استيعابنا للسلاح وتفوقنا في استخدامه.
■ وما أبرز المواقف التي واجهتها مع زملائك أثناء التدريب على السلاح؟
- لقد كنت ملحقًا على كتيبة مشاة، ونحن كنا نعامل معاملة خاصة، وكنا نقدم عروضًا أمام قادة الجيش، ومنهم اللواء سعد الدين الشاذلي من أجل رفع الروح المعنوية وتشجيعنا، وفي أحد الأيام تم اختيارنا لتجربة الصاروخ بشكل عملي بعد التدريب بحضور الفريق سعد الدين الشاذلي، والذي طلب من زميلنا عبدالعاطي صائد الدبابات التقدم وإصابة هدف يبعد مسافة ٤ كيلو مترات، ولكنه رفض لبعد المسافة عن مرمى نيران الصاروخ، فكافأه القائد وتم تقليل المسافة إلى المسافة المطلوبة وهى ٣ كيلومترات فأصاب الهدف.
■ وماذا عن ذكريات يوم المعركة؟
- كنا في شهر رمضان، وفوجئنا وقت الظهر بقائد الفصيلة حسين السويسي والملازم أول فؤاد الحسيني، يطلبان مني تناول الإفطار في رمضان استعدادًا للحرب، لكن الكثير منا لم يستجب وأكملنا صيامنا، وبدأنا نسأل أنفسنا هل سنحارب بالفعل؟ إنه مجرد تدريب، وتحركنا وإذا بنا نرى الطيران المصري أكثر من ٢٠٠ طائرة تمر فوق رؤوسنا لتضرب النقاط الحصينة في سيناء، وقيلت لنا صراحة «هنعبر لو طائراتنا عبرت وإذا بالجميع يهتف الله أكبر.. الله أكبر، ونجحت الطائرات في ضرب النقاط القوية للعدو، ومع أننا كنا ندرك وجود خط بارليف المنيع ومواسير النابالم والتي أغلقت وتم تدمير الساتر الترابي «خط بارليف»، وتم الدفع بنا بعد صدور الأوامر للتحرك لم نشعر بثقل السلاح، رغم الصيام وحرارة الجو وتوقيت الحرب في وقت الذروة، يعلن فتح مساحة ووقت المعركة وطولها ودخلت المعركة، وكانت هناك دبابتان لم أشتبك معهما وتعاملت معهما المشاة.

■ ما أبرز التعليمات التي وجهها لكم القادة أثناء المعركة؟
- هناك جملة لن ننساها قالها العميد أبوغزالة قائد مدفعية الجيش الثاني الميداني والعميد عبدرب النبي حافظ وهي «من منكم سينجح في تدمير ٣ دبابات لإسرائيل في الحرب سنقيم له تمثالًا في ميدان التحرير، وسنمنحه نجمة الشرف العسكرية»، والتي أسهمت في رفع معنوياتنا كثيرًا خصوصًا أن عددنا ٣٦، ولو تمكن كل واحد فينا من تدمير دبابتين سيكون المجموع أكثر من ٧٢، وهذا سيكون بمثابة إنجاز كبير، لأن أعلى نسبة تدمير دبابات من الجنود في الحروب لم تتجاوز ٧ دبابات، وهناك جندي روسي يحتفلون به كل عام لنجاحه في تدمير ٧ دبابات في الحرب العالمية، وبدأنا الاشتباك عندما حاولت ٣٠ دبابة للعدو الاشتباك معنا، وبدأ زملائي في تدمير الدبابات بواقع دبابتين لكل فرد ودمرناها بالكامل، وفي اليوم التاسع تمكنت من تدمير ٦ دبابات في نصف ساعة، ودمر زميلي عبدالعاطي «٧» في نصف ساعة، وكنت في الأيام التالية أدمر دبابتين وثلاثًا، لأن العدو كان يدرك المسافة التي يصوب منها الصاروخ، ويبدأ في ضربنا بعدها مباشرة، وقد نجحت بفضل الله في تدمير «١٨» دبابة وعربتين مصفحتين لأحتل المرتبة الثانية بعد زميلي عبدالعاطي الذي نجح في تدمير ٢٣ دبابة، وهنا أقول إن روسيا تحتفل كل عام بصائد دبابات روسي دمر ٧ دبابات فقط في الحرب العالمية، وتحتفل أيضًا بالمقاتل المصري الذى حقق المعجزة بسلاحها الروسي، ودمر كل هذه الدبابات وفاق التوقعات.
■ ماذا فعلت بعد انتهاء الحرب وما التكريم الذي حصلت عليه؟
- بعد انتهاء تجنيدي استكملت دراستي حتى حصلت على بكالوريوس التجارة عام ١٩٨٥، ثم دبلومة في المراجعة والتمويل المحاسبي، وكرمت كثيرا وما زلت أكرم حتى الآن من كل مكان، وقد حصلت على وسام الجمهورية العسكري من الدرجة الأولى من الرئيس السادات رحمه الله، ومن المشير طنطاوى ومن القادة العسكريين، أما المؤسسات المدنية، فأنا لدي مكتبة كاملة مليئة بالأوسمة والدروع، ولكني ألوم على الإعلام فهم لا يتكلمون عن حرب أكتوبر إلا مرتين في العام بشهر أكتوبر وشهر رمضان، وأنا أقول لهم إن الكرامة الوطنية يجب الاحتفاء بها طوال العام من أوله لآخره.
■ كيف ترى مصر الآن بعد مرور ٤٤ عامًا على حرب أكتوبر المجيدة وماذا تقول للمصريين؟
- هناك إنجازات ومشروعات تحققت على أرض سيناء، وفي قناة السويس الجديدة، وغيرها من المشاريع العملاقة، وبلدنا جميل فيه أبطال عظماء، ومصرنا ولادة، وأطالب الجميع بالصبر لنراها من أكبر وأقوى بلاد العالم، وأقول للمصريين تمسكوا ببلادكم والتفوا حول جيشكم، واصبروا على المحن، فأيام حرب أكتوبر كان الذي يمتلك كيلو أرز، كان يرسل نصفه للجيش، واليوم نحن في حالة حرب ضد الإرهاب، وهي أخطر من حرب أكتوبر، لأن العدو خفي غير منظور، فيجب التكاتف والالتحام مع القيادة أكثر، لأن بلادنا تخوض حربًا أصعب وأشرس، ويجب ألا يتذمر الشباب من قلة الوظائف وضيق الرزق وهو لا يعنيه ما يخوضه جيشه، وأقول للشباب عليكم بالعمل أي عمل حتى تصل إلى العمل المناسب، واصبر مع بلدك وجيشك حتى تستعيد مصر توازنها من جديد.