الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"سينما أكتوبر".. إنتاج لا يليق بالنصر

مشهد من فيلم حائط
مشهد من فيلم حائط البطولات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأفلام تعاملت مع المعركة كقصة رومانسية.. و«حائط البطولات» منع من العرض بسبب غيرة «مبارك» 
رغم مرور أربعة وأربعين عامًا على انتصار أكتوبر، لكن السينما المصرية -ذات التاريخ الطويل الممتد إلى بداية الصناعة نفسها- لا تزال تشهد ندرة فى الإنتاج الذى يتناول أكبر انتصار فى تاريخ البلاد، فلم يُنتج حتى الآن فيلم جدير بذلك الانتصار، رغم التقدم التقنى والمادى الهائل فى صناعة السينما.
تنحصر ذاكرة الجمهور المصرى السينمائية عن الحرب فى مجموعة من الأفلام التى تم إنتاجها فى أعقاب وقف إطلاق النار فى بدايات عام ١٩٧٤، الذى شهد إنتاج بضعة أفلام أشهرها «الرصاصة لا تزال فى جيبى، وأبناء الصمت، والوفاء العظيم، وبدور»، وفى العام الذى يليه ١٩٧٥ تم إنتاج فيلم «حتى آخر العمر»، ثم فى عام ١٩٧٨ جاء فيلم «العمر لحظة»؛ لكن مع انتهاء حقبة السبعينيات، واغتيال الرئيس الراحل أنور السادات فى العرض العسكرى فى احتفالات ذكرى الحرب، انحسر الاهتمام بإنتاج أفلام تتحدث عن الانتصار العظيم، وظهرت موجات أخرى من الأفلام منها أفلام المقاولات وأفلام الكوميديا التى سادت الساحة السينمائية للعقود التالية؛ لكن وسط كل هذا تم إنتاج بعض الأفلام التى تتناول تفاصيل الحرب، لا التعامل معها كإطار لقصة رومانسية، ولكن العديد من الظروف أبعدت هذه الأفلام وأخبارها عن المُشاهد غير المهتم بالفن السابع.
أبرز هذه الأفلام «حائط البطولات»، الذى تناول الكثير من الحقائق التى لا يعلمها الكثيرون عن حرب أكتوبر؛ ولكن الحظ العاثر للفيلم أدى إلى منعه من العرض خلال حكم الرئيس الأسبق مبارك طوال اثنى عشر عامًا تقريبًا، لأن الفيلم يتحدث عن المشير محمد على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى ورفيقه فى غرفة العمليات، ويُظهر مدى إسهامه فى إنجاح الحرب، ما كان -بالطبع- يتعارض مع الصورة التى رسمها مبارك دائمًا، كصاحب الضربة الجوية الأولى والفضل الأعظم فى إنجاح الهجوم المصرى.
هناك كذلك فيلم «أسد سيناء» الذى تدور قصته حول واحدة من أعظم بطولات حرب أكتوبر، متناولًا شخصية البطل سيد زكريا، الذى لُقِب بـ«أسد سيناء»، الذى حاصره الإسرائيليون بكتيبة صاعقة لقتله؛ فجندى سلاح المظلات المصرى وأحد شهداء الحرب استطاع وحده إيقاف كتيبة كاملة من الجيش الإسرائيلى بعد استشهاد كل أفراد كتيبته فى المعركة، وكان قدره الشهادة، ليظل فى عداد المفقودين خلال الحرب بدون معلومات تؤدى إلى معرفة مصيره، حتى اعترف بما حدث جندى إسرائيلى شارك فى الحرب فى حفل للدبلوماسيين، وقام بتقديم متعلقاته التى احتفظ بها طوال تلك السنوات إلى السفارة المصرية.
ومن الأفلام التى تناولت بطولات سلاح آخر بالجيش بخلاف الطيران، والذى تم إنتاجه من خلال التبرعات والجهود الذاتية، فيلم «الكتيبة ٤١٨» الذى يتناول بطولة كتيبة دفاع جوى تحمل الرقم نفسه فى بورسعيد، وتصديها للهجوم الجوى الإسرائيلى على مدار ثمانية أيام من القتال؛ حيث يتناول الأحداث وفقًا للقصص الحقيقية للأبطال هناك، فيما يتعلق بتحرك الكتيبة سرًا من مكان تمركزها ليلًا حتى بورسعيد، والتركيز على التلاحم الشعبى مع الكتيبة خلال تحركها.