لم يفكر «الطيار المجنون» في حياته بقدر الدفاع عن تراب الوطن، يؤمن أن الأرض لم تغتصب منهم، تاركًا أمره لله سبحانه وتعالى، ويثق فى شجاعة جنود بلاده البسلاء، ضحى بحياته وبادل المناورات فى سماء سيناء، لاسترداد الأرض النقية من الصهاينة بعد نكسة ١٩٦٧، دموع مكبوتة داخله حينما يستشهد أمام عينيه زملائه دفاعًا عن رمال الدولة.
نظرات فخر تسقط من نافذة الطائرة على زملائه، يتعهدون أن أرض الفيروز ستعود إلى الرقعة المصرية في ٧٣، وهذا ما وفوا به بالفعل، وفي الذكرى الـ٤٤ على انتصار حرب أكتوبر، نتذكر جميعا شهداء الوطن وكل القوات من البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي، هؤلاء الأبطال الذين اصطفوا جنبًا إلى جنب لطرد العدو الصهيوني، والحفاظ على كل ذرة رمل داخل الوطن.
إنه اللواء طيار أحمد كمال المنصوري، أحد قادة حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣، لم يخش الموت وكادت أن تنتهي حياته في لحظة جهاد باسلة في سبيل الوطن، وبمعجزة تمكن من الخروج سالمًا من مناورة بالطائرة ضد القوات الجوية الإسرائيلية، كان مصيرها الموت المحقق.
ويكشف المنصوري صاحب طائرة ٨٠٤٠ التي خاضت الحرب، عن سبب تسميته بـ«الطيار المجنون»، بأنه حينما كان يحلق بالطائرة فوجئ بطائرة إسرائيلية تحلق خلفه وتوجه مدافعها وصواريخها تجاهه، فيقول: «لم أستسلم، ونفذت مناورة الموت الأخير التي لن تتعدى احتمالية نجاتي فيها نسبة ٥٠٪، ولا بد أن تتم على ارتفاع ستة آلاف قدم، وتمكن من توجيه مقدمة الطائرة إلى الأسفل، واندفعت بأقصى سرعة باتجاه الأرض، ليعتقد جنود إسرائيل أننى سأنتحر، ولم أستطع فعل شيء سوى الدعاء إن كان قدري هو الموت فليشاركني فيه الصهيوني.
وتابع: ولكن بعد أن ظهر تراب كثيف اعتقدوا بعدها أن طائرتي دُمرت، إلا أن فوجئوا بعودتها مرة أخرى مثل الصاروخ، لتدمر الطائرة التي كانت تلاحقني بإطلاق صاروخين نحوها، ومن تلك اللحظة أطلق اليهود علىّ هذا اللقب عقب الحرب.
كما وصف «الطيار المجنون»، الرئيس الراحل محمد أنور السادات، قائد حرب ٦ أكتوبر بـ«الثعلب الماكر»، في طرد الصهاينة من أرض الوطن، وبطل السلام في إنهاء الحروب بالمنطقة، وأشاد بإدارة الرئيس عبدالفتاح السيسي في إدارة شئون البلاد.
