الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

1973.. خير أجناد الأرض يعبرون من النكسة إلى الكبرياء

أبطال الجيش المصري
أبطال الجيش المصري يعبرون القناة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس لدينا القدرة على حذف الأيام الحزينة، ولكن بأيدينا أن نصنع انتصاراتنا المجيدة، فالهزيمة شعور مؤرق، لا خلاص منه إلا بالانتصار، وما أجمل أن يوُلد النصر من رحم المعاناة، وتأتى للعدو من حيث لا يحتسب، بعد الأوهام التى ترسخت فى نفس قادة العدو، بأن مجرد تفكير العرب فى الحرب هو تطلع إلى المستحيل.
بنبرة مجلجلة كأنها زغاريد فَرحة قال السادات: «الولاد ركبوا خط بارليف خلاص».. بهذه الكلمات يصف الكاتب محمد حسنين هيكل، حالة الرئيس محمد أنور السادات، حينما وصل «قصر الطاهرة» فى مساء يوم السادس من أكتوبر ١٩٧٣ إثر مغادرته لمقر القيادة العليا.
على الجانب الآخر، كان الكابوس يُداهم الدولة اللقيطة، والنار تلفح وجوه قاداتها من البركان الذى انفجر فيهم فجأة، والويل يحاصرهم من كل جانب، بعدما غدا «خط بارليف» شيئا من الماضى، وفى عبارة موجزة تقول جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك، عن هذه الحرب المجيدة: «ليس أشق على نفسى إلا الكتابة عن حرب أكتوبر».
فى تمام الثانية والنصف ظهرًا، فتح الجيش المصرى أبواب الجحيم على جنود العدو، وبدأ الهجوم بعبور ٢٠٠ طائرة لقناة السويس على ارتفاع منخفض، وبعد ١٠ دقائق فتحت ٢٠٠٠ مدفع فوهتها خلف خطوط العدو، لتفصل جبهته عن عمقه.
فيما كان ما يقرب من ٦٠٠ قارب مطاطى تعبر القناة، ويحمل كل واحد منها ٨ مقاتلين، بعد أن تمكنت قوات الصاعقة من تعطيل مواسير اللهب، التى كان بإمكانها تحويل القناة لنموذج مصغر من نار جهنم، لكن رجال القوات المسلحة صدروا النيران إلى العدو فأحرقته وهددت وجوده. 
وبعد ساعتين ونصف من اندلاع الحرب، بدأت قوات المهندسين تعبر بالوحدات البحرية، لفتح ثغرات فى الساتر الترابى، على الضفة الشرقية من القناة. وكانت التقديرات قبل الحرب تشير لوقوع عشرات الألوف من الشهداء، ولكن خسائر العبور كانت بمثابة المفاجأة، حيث استشهد ٦٤ بطلًا إلى جانب ٤٢٠ جريحًا، ودمرت ١٧ دبابة وتعطلت ٢٦ عربة مدرعة.
يقول الفريق أحمد إسماعيل، وزير الحربية آنذاك، عن المعجزة التى تحققت: «إن الأولاد يتقدمون على الكبارى كما لو أنهم يقومون بعملية تدريب، وكأن كل هذه النيران من حولهم مناورة بالذخيرة الحية».
كانت حرب أكتوبر ١٩٧٣ بداية لاستعادة الأرض المصرية المحتلة، بعد ٥ يونيو ١٩٦٧ وتضميدا لكبرياء النفس العربية، التى أُهينت بعد النكسة، حيث تمثل حرب العاشر من رمضان، الانتصار الوحيد للعرب على الكيان المزعوم.