الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أكتوبر.. من النصر إلى البناء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع أبطال حرب أكتوبر.. فذلك أكثر شرفًا، عندما تجالس هؤلاء الأبطال يتسلل إليك شعور بالفخر، وتسيطر عليك مشاعر العزة رغمًا عن أنفك لتهتف كما هتفوا في حرب النصر "الله أكبر.. الله أكبر".
عندما تجالس هؤلاء الأبطال تشعر بضآلة ما قدمته لوطنك مصر، مهما كانت حجم إنجازاتك، فهؤلاء من حملوا أرواحهم بين أيديهم بل كانت تسبقهم بخطوات، وكانوا على أتم الاستعداد أن تفيض إلى بارئها حبًا في هذا الوطن وتضحية من أجلي أنا وأنت ،ومن أجل ملايين المصريين والعرب.
هؤلاء تاج على رءوسنا جميعًا، أعادوا إلينا الأرض والعرض، زرعوا فينا الثقة بالنفس وقيم الإرادة والعزيمة والتحدي، وعلمونا أنه إذا كانت الحياة غالية فالوطن أغلى، ويستحق أن تبذل في سبيله الغالي والثمين، ويستحق أن تهدر عمرك كاملًا من أجله ومن أجل بقائه، ومن أجل أن يظل مرفوع الهامة، مرفرف الأعلام.
ستظل انتصارات أكتوبر ذكرى لمعركة تاريخية ، معركة خاضها أبطال مصر تحت شعار نكون أو لا نكون، خاضوها وهم يؤمنون أن الموت في سبيل النصر أفضل بكثير من العيش في ظل الهزيمة، ستظل تلك المعركة رمزًا للعزة والكرامة والبناء ، ضرب أبطالها أروع الأمثلة في الإخلاص والتضحية ، وأثبتت أن المقاتل المصري صخرة لا تنكسر ، ولا يعرف المستحيل ويجيد فقط كسر غطرسة الطغاة والمستعمرين، وأن جيشها العظيم كان ولايزال الدرع الواقي والحارس الأمين لشعبها في السلم والحرب.
سيظل كل ما سمعته من أبطال أكتوبر الذين التقيتهم كثيرا قانونًا راسخًا في عقلي ، ونبراسًا ثابتًا في وجداني، ستظل كلمات أبي رحمه الله عن حرب أكتوبر وما تعرض له هو وزملائه الأبطال حتى يتحقق لنا هذا النصر نورًا يضيء لي الطريق كلما حاول كل متربص بمصر أن يقول إنه مظلم ، أبدًا لن يأتي الظلام لمصر، أبدًا لن ينجح كل من يحاول كسر هذا الوطن في مهمته الخسيسة، أبدًا لن يترك المصريون وطنهم ، ولن يختاروا إلا طريق البناء والتنمية.
سيظل انتصار أكتوبر هو الحدث الأعظم في حياة المصريين في التاريخ الحديث والمعاصر، سيظل شعاع النور الذي يلهمنا القوة والطاقة من أجل تحقيق إنجازات هنا وهناك، ونشر التنمية في كافة ربوع مصر، ومن هنا ينبغي علينا جميعًا في كافة مؤسسة الدولة ومنظمات المجتمع المدني أن نستلهم روح أكتوبر ونعمل ليل نهار من أجل النهوض بمصرنا الغالية.
ولا ينسى أحدنا أن هذا النصر تحقق بسبب التعاون والإخلاص وحب الوطن والتفاني في العمل وتحمل المسئولية واصطفاف الشعب خلف قواته المسلحة، وقيادته السياسية، والعزيمة والإصرار التي ملأت قلوب وعقول ووجدان أبطال مصر ، فكان الانتصار الذي نباهي به العالم كله.
لكن من وجهة نظري المتواضعة أن التباهي والفخر لا يكفيان، فمن غير المعقول أن أتباهي وأن أفتخر بهذا النصر العظيم دون أن أقدم لهذا الوطن شيئًا ، ودون أن أشارك في مسيرة البناء والتنمية، وكل منا يستطيع أن يكون له دور في هذا ، كل في موقعه ، دون استثناء أحد ، وأخص هنا شباب مصر الذين يستطيعون النهوض بالدولة المصرية من خلال العمل والتضحية والعطاء والاقتداء بأبطال حرب أكتوبر واعتبارهم نموذجًا لهم في العطاء والتضحية.
لن يبني مصر سوى المصريين، لن يكتب تاريخ هذا الوطن سوى أبنائه، لن يقف في وجه كل عدو إلا كل محب لبلده، لن يفسد مخططات ومؤامرات المتآمرين سوى كل من يدرك جيدًا أن الوطن يستحق التضحية، وأن الوطن أغلى من الآباء والأبناء، وأن الموت فداءً له شرف لا يناله إلا من يستحقه.
حافظوا على مصر، وعلى جيش مصر، حتى نحافظ على استقرار وأمان شعبنا بل شعوب المنطقة العربية كافة، حافظوا على مصر من أجل أجيال قادة ستذكر لكم ما فعلتموه مهما كان، وسيخلدونكم إن كان خيرًا وسيصبون عليكم اللعنة إن كان شرًا.
شاركوا في بناء وطن جديد، يتطلع إلى غد أفضل، انزعوا من داخلكم ومن أعماق الآخرين كل ما هو سلبي، أو يقود إلي الكسل والخمول والتراخي، اعملوا من أجل وطنكم ، ومن أجل أنفسكم، ومن أجل أبنائكم، فالتاريخ لن يرحم كل من لم يشارك في بناء هذا الوطن.