جلست الأم وابنتها للتفكير في طريقة للانتقام من جيرانهم المقيمين بالعمارة السكنية المقابلة لهم، فقررا اتهام ابن جيرانهم الأصغر شهاب نور الدين ذي الثلاثة عشر عامًا، بالاعتداء الجنسي وهتك عرض حفيدها "محمود ذي السبع سنوات، وابتزازهم بدفع مبلغ مالي مقابل التنازل عن المحضر المحرر.
إلا أن تقرير الطب الشرعي أثبت عدم صحة الواقعة وتم إخلاء سبيل الابن المتهم، وقام محامي الابن برفع دعوة تعويض ضد جارتهم "ياسمين" مقدمة البلاغ الكاذب، فلجأت إلى حيلة أخرى بأن ادعت أن والد شهاب الذي ثبتت براءته من الاعتداء على نجلها بأنه قام بالاعتداء عليها هي شخصيًا وشرعت في تحرير بلاغ ضده، فما أن أخذ رجال التحقيق الوالد المتهم حتى خلا الجو لها ولأسرتها واستغلوا انشغال الجيران بمتابعة ماتش الأهلي والترجي بتونس، وقاموا بالهجوم على منزل جيرانهم بالأسلحة البيضاء وزجاجات المياه الغازية الفارغة وقاموا بإلقائها على المنزل مستغلين تواجد الشقيق الأكبر ووالدته بمفردهما داخل المنزل.
وأقنع الابن والدته بعدم الخروج إلى الشارع خوفًا عليها من الاعتداء ظنًا منه أنه سوف ينزل ليحل الأمر إلا أن الريح لم تأت بما تشتهى السفن، فما أن دلف إلى الشارع حتى استبقوه بالطعنات والضربات بالزجاجات التي تفرقت في شتي أنحاء جسده فخر صريعًا وسط بركة من الدماء.
انتقلت "البوابة نيوز" إلى مكان الواقعة لتروي تفاصيل مثيرة وردت على لسان شهود العيان في مسرح الجريمة.
" قطعوا جسمه بالسكاكين زي الدبيحة قدام عيني" بتلك الجملة بدأت والدت المجني عليه حديثها لـ"البوابة نيوز" والدموع تنهمر من عينها لفقدان نجلها الأكبر، مضيفة: "الجناة دائمًا ما يفتعلون المشاكل بالشارع وبدأت معنا حينما باع نجلي "إسلام" من شقيق الجاني هاتف محمول كان قد سرقه من صاحب محل موبيلات وعندما اكتشف صاحب المحل أن من قام بسرقته "صبري" شقيق الجاني واحد المشاركين في الجريمة، ظنوا أن نجلي "إسلام" هو من وشي به فأضمر له العداء وذلك أحد الأسباب التي دفعتهم إلى ارتكاب جريمتها النكراء".
وتابعت أم المجني عليه: "في يوم الحادث كنت جالسة أنا ونجلي الأكبر أحمد محمود" 30 سنة بمفردهم منتظرين "إسلام" أن يأتي من قسم الشرطة لزيارة والده التي اتهمته ياسمين كذبا بالاعتداء عليها، فأستغل الاشقاء الأربعة ياسمين إسماعيل " 29 سنة و"أحمد" 32 سنة وصبري 35 سنة و"محمد" 26 سنة، بالاشتراك مع والدتهم والهجوم بالسكاكين وزجاجات المياه الغازية الفارغة على المنزل فأخبرني نجلي بعدم النزول وأنه سوف ينزل بمفرده لحل الخلاف.
وتابعت: "بمجرد أن شاهدوه الإشقاء انهالوا عليه بالطعنات والتمثيل بجثته وذبحه وطعنه أكثر من 9 طعنات في أماكن متفرقة من جسده، ونزلت الأم لتشاهد بركة من الدماء وترى نجلها في لحظاته الأخيرة فقامت بحمله بمساعدة جارهم الحلاق والشاهد الوحيد على الجريمة وحملوه داخل التوك توك ملكهم ولكن انهال الجناة عليها بالطعنات في قدمها ومحاولة سحبها من التوك توك للاعتداء عليها ولكنها فلتت من براثينهم وذهبت بنجلها إلى مستشفى الأميرية الذى لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصولهم للمستشفى، واستبقوهم الجناة وذهبوا إلى قسم الشرطة لتحرير محضر ضدهم بالاعتداء عليهم".
وتلقى قسم شرطة الأميرية بلاغًا من مستشفى الأميرة مفاده وصول "أحمد محمود" 30 سنة عامل ومقيم بشارع حسن يونس بالأميرية، جثة هامدة ومصاب بأكثر من 9 طعنات في أماكن متفرقة من الجسد، وبالانتقال لموقع الحادث تبين قيام أربعة أشقاء بمساعدة والدتهم وبالاشتراك مع اثنين من جيرانهم بالهجوم على المجني عليه، وقام "محمد إسماعيل" 26 سنة بطعن المجني عليه طعنه بالقلب أودت بحياته في الحال بمعاونة باقي الجناة، وتم القبض على الجناة ولاذ بالفرار المتهم الرئيسي، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها للقبض على المتهم الهارب، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 5651 لسنة 2017 وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
