الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

المشير أحمد إسماعيل.. مهندس حرب أكتوبر

المشير أحمد إسماعيل
المشير أحمد إسماعيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"لقد حققنا انتصارا كبيرا بل حققنا انتصارا مضاعفا لأننى تمكنت من الخروج بقواتي سليمة بعد التدخل الأمريكي السافر في المعركة"، كان ذلك جزءًا من حديث المشير أحمد إسماعيل عن حرب أكتوبر 1973، الذي كان يتولى في ذلك الوقت منصب قائد أركان حرب القوات المسلحة.
في السادس من أكتوبر عام 1973 هبت قواتنا المسلحة لاستعادة سيناء من براثن العدو الصهيوني، في واحدة من أعظم الملاحم البشرية في العصر الحديث، وهو ما جعل مجلة الجيش الأمريكي تصنف المشير أحمد إسماعيل كواحد من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكا جديدا، هو المشير أحمد إسماعيل وزير الحرب والانتصار.
ولد أحمد إسماعيل في 14 من أكتوبر عام 1917 في حي شبرا، بمحافظة القاهرة، وكان والده يعمل ضابط شرطة، التحق بكلية التجارة وفي العام الثاني منها أراد التقدم بأوراقه مع الرئيس الراحل أنور السادات، للالتحاق بالكلية الحربية، إلا أنها رفضت طلبهما لأنهما من عامة الشعب، وبعد إصدار الملك فؤاد الأول قرارًا بقبول طلاب الكلية الحربية من عامة الشعب، قدم "إسماعيل" أوراقه بعد إتمام عامه الثالث بكلية التجارة، ليتم قبلوه أخيرًا وتخرج فيها عام 1938 برتبة ملازم ثان.
التحق بسلاح المشاة وخاض الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين 1948 والعدوان الثلاثي 1956 بعد أيام من النكسة أصدر جمال عبدالناصر قرارا بإقالة عدد من الضباط وكبار القادة وكان من بينهم أحمد إسماعيل، وبعد أقل من 24 ساعة أمر عبدالناصر بإعادته للخدمة وتعيينه رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة، وبعد استشهاد الفريق (عبدالمنعم رياض) رئيس أركان حرب القوات المسلحة على الجبهة في التاسع من شهر مارس عام 1969 تولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة، وفي الثاني عشر من شهر سبتمبر عام 1969 تم إعفاؤه من منصبه بسبب حادثة الزعفرانة الشهيرة.
بعد وفاة الرئيس عبدالناصر في عام 1970 تولى الرئيس أنور السادات تم تعيين أحمد إسماعيل في 15 مايو 1971 رئيسا للمخابرات العامة وبقى في هذا المنصب قرابة العام ونصف العام حتى 26 أكتوبر 1972، عندما أصدر الرئيس السادات قرارا بتعيينه وزيرًا للحربية وقائدًا عاما للقوات المسلحة خلفًا للفريق أول محمد صادق ليقود إسماعيل الجيش المصري في مرحلة من أدق المراحل لخوض ملحمة التحرير.
يروي أحمد إسماعيل عن اجتماعه مع السادات:‏ "كان هذا النهار أحد الأيام المهمة والحاسمة في حياتي كلها‏، بل لعله أهمها على الإطلاق‏..‏ التاريخ ‏26‏ أكتوبر ‏1972‏ ـ ‏19‏ رمضان‏ 1392‏ هـ‏ حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر‏،‏ في منزل الرئيس السادات بالجيزة‏، كنا نسير في حديقة المنزل‏..‏ لم أكن أدري سبب استدعائي‏،‏ ولكني توقعت أن يكون الأمر خطير‏ا، وبعد حديث قصير عن الموقف حدث ما توقعته‏،‏ حيث أبلغني سيادته بقرار تعييني وزيرا للحربية اعتبارا من ذلك اليوم‏، وفي الوقت نفسه كلفني بإعداد القوات المسلحة للقتال بخطة مصرية خالصة تنفذها القوات المسلحة المصرية‏،‏ ليتخلص بها الوطن من الاحتلال الصهيوني‏،‏ وكان لقاؤه لي ودودا إلى أقصى حد‏، وكان حديثه معي صريحا إلى أبعد حد،‏ وعندما انتهى اللقاء ركبت السيارة لتنطلق في شوارع القاهرة وشريط الذكريات والظروف يمر في ذهني وأمام عيني‏‏ هآنذا أعود مرة أخرى لأرتدي الملابس العسكرية".
بعد الحرب منحه الرئيس السادات رتبة المشير في 19 فبراير عام 1974 اعتبارا من السادس من أكتوبر عام 1973، وهي أرفع رتبة عسكرية مصرية، وهو ثاني ضابط مصري يصل لهذه الرتبة بعد المشير عبدالحكيم عامر.
حصل على نجمة سيناء من الطبقة الأولى وتم تعيينه في 26 أبريل 1974 نائبا لرئيس الوزراء.
أصيب بسرطان الرئة وفارق الحياة يوم الأربعاء ثاني أيام عيد الأضحى 25 ديسمبر 1974 عن عمر ناهز 57 عاما في أحد مستشفيات لندن بعد أيام من اختيار مجلة الجيش الأمريكي له كواحد من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية، أضافت للحرب تكتيكًا جديدًا.