الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

إصابة الجولاني تكتب بداية النهاية لـ"هيئة تحرير الشام".. الغارات الروسية تضرب معاقل المنظمات المسلحة في سوريا و"إدلب" كلمة السر

هيئة تحرير الشام
هيئة تحرير الشام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يُعد إعلان السلطات الروسية عن إصابة قائد هيئة تحرير الشام "أبو محمد الجولانى" في غارة جوية نفذتها المخابرات الروسية، وأسفرت عن فقده إحدى ذراعيه، بمثابة استدلال على قرب نهاية التنظيم.. فالغارة التي أسفرت عن إصابة الجولانى قد قتلت، بحسب السلطات الروسية أيضا، 12 قياديًّا في الهيئة من بينهم مساعد مقرب للجولاني، وقائد الجهاز الأمني بالجماعة، ومعهم نحو 50 حارسًا في نفس الضربة الجوية.
ورغم نفي مصادر من الهيئة الأنباء لـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان"، نشر المرصد تصريحات على لسان مصادر مجهّلة تنفي أنباء إصابة "الجولاني"، قائلة إن الإصابات طالت "ما لا يقل عن 8 أشخاص معظمهم من عناصر الشرطة الإسلامية، التابعة لهيئة تحرير الشام، قضوا في منطقة مطار أبو الضهور العسكري ومحكمة تابعة لهيئة تحرير الشام داخل المطار، في ريف إدلب الشرقي، جراء تنفيذ 3 طائرات حربية يرجح أنها روسية بشكل متزامن، لأكثر من 23 ضربة، استهدفت منطقة مطار أبو الضهور العسكري بريف إدلب الشرقي، والتي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام ويتواجد فيها مقاتلون من الحزب الإسلامي التركستاني، ولم ترد أنباء عن الخسائر البشرية إلى الآن"، بالرغم من ذلك إلا أن الترجيحات تسير نحو إصابة "الجولاني" بالفعل.
ويأتي ذلك في أعقاب إعلان الاتفاق في "الأستانة "على ضم إدلب إلى مناطق تخفيف التوتر وهو الاتفاق الذى أبرم خلال "محادثات الأستانة"، والتي تشارك فيها كل من روسيا وتركيا وإيران الى جانب الأمم المتحدة والحكومة السورية والمعارضة، وأن تكون إدلب منطقة تتوقف فيها الأعمال القتالية بين الأطراف المتحاربة، ويحظر على المعارضة والحكومة استخدام أي نوع من السلاح فيها ويسمح للمدنيين بحرية الحركة منها وإليها، ويتم فيها تقديم المساعدات الإنسانية لأبناء هذه المنطقة والعمل على إعادة الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء.
وأثمرت المفاوضات المستمرة بين الدول الثلاث وبضغط روسي عن التوصل إلى اتفاق على حدود إدلب والقوات التي ستنتشر فيها وكيفية إدارتها والجهات التي ستكلف بذلك.
ومنذ ذلك الاتفاق تتوالى عمليات الاغتيال لعناصر جبهة فتح الشام والمعروفة سابقًا بجبهة النصرة، حيث اغتال مجهولون في 3 أكتوبر، قائد قطاع الساحل سابقًًا في جبهة النصرة المدعو "أبو إلياس" بعد إطلاق النار عليه مباشرة وسط مدينة إدلب.
وفى 29 سبتمبر قُتل المسئول في "هيئة تحرير الشام" وهو "أبو خديجة الليبي"، فيما أصيب قيادي آخر كان برفقته بجروح خطيرة هو "أبو حمزة الرقاوي"، إثر تعرضهم لإطلاق نار في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي، حيث لفتت مصادر إلى أن الرقاوي يعاني من نزيف خطير في الرأس والصدر إثر تعرضه لدفعة من الرصاص، فيما أعلنت جهات صحفية مقتل الرقاوى.
وفي الثالث عشر من سبتمبر، اغتال مجهولون سعوديًا في "جبهة النصرة" هو "أبي محمد الشرعي"؛ الملقب بـ"الحجازي" في مدينة "سراقب"، بطلقة في الرأس من مسافة قريبة.
بعدها بيومين، أطلق ملثم على متن دراجة نارية النار على "سراقة المكي"؛ الشرعي السعودي في جبهة "النصرة"، فأرداه قتيلًا بعد خروجه من صلاة الجمعة من مسجد "سعد بن أبي وقاص" في "إدلب".
وبعدها بيومين أيضًا، اغتال مجهولون مسئول العقارات في "النصرة" "أبو ياسر الشامي" في مدينة "حارم" شمال "إدلب" أثناء قيادته سيارته.
وفى إطار الاغتيالات شهدت محافظة إدلب، حالات اغتيالات طالت قيادات في الجبهة، ومنها اغتيال أمير قاطع الحدود أبو نسيبة التونسي، فيما قتل في الأيام التي سبقته، مدير دار الأوقاف في سلقين، ورئيس سجن سلقين سابقًا والكاتب في دار القضاء، التابعين للجهة ذاتها، وقد تم معظمها عبر إطلاق النار مباشرة أثناء مرور الأشخاص المستهدفين على الطرق بريف إدلب.
وفى ظل الضربات التى تلقتها الجبهة تتوالى الانشقاقات بين أعضائها، حيث أعلن "جيش الأحرار" أحد أكبر الفصائل العسكرية في "هيئة تحرير الشام"، في 13 سبتمبر الماضي الانشقاق عن جبهة تحرير الشام، وذلك في بيان أصدره الجيش، وجاء ذلك الانشقاق بعد يومين من استقالة "الشرعيين" عبدالله المحيسني ومصلح العلياني.
وكانت حركة "نور الدين الزنكي" هي الأخرى، أعلنت انشقاقها عن الهيئة، في وقت سابق، وشن قادتها هجومًا إعلاميًّا على زعيم النصرة "أبو محمد الجولاني".
وتعد سلسلة الاغتيالات والتي كان آخرها إصابة "الجولانى" وتوالى الانشقاقات عن الجبهة، استشرافًا لانهيار التنظيم الذى طالما عبث بأرض إدلب والأراضي السورية.
ومن الجدير بالذكر أن جبهة فتح الشام أو "جبهة النصرة" سابقا هي منظمة إرهابية تنتمي للفكر الجهادي، وتم تشكيلها أواخر سنة 2011، وقد دعت الجبهة في بيانها الأول الذي أصدرته في 24 يناير 2012 السوريين للجهاد وحمل السلاح في وجه النظام السوري.
في 28 يوليو 2016، أعلن زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، من خلال تسجيل بث على قناة الجزيرة عن إلغاء العمل باسم "جبهة النصرة" وإعادة تشكيل جماعة جديدة باسم جبهة فتح الشام.