السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تكشف تفاصيل القبض على سائق قتل زوجته و"قطعها بالمنشار" بعد 6 سنوات على إخفاء الجريمة

القبض على سائق قتل
القبض على سائق قتل زوجته و"قطعها بالمنشار"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قد يعتقد الجاني أن الهروب من جريمة ارتكبها في وقت سابق، هو أمر سهل، خاصة عندما يكون على علم بأن أحدً لم يره، ولكن مهما طال الأمر، لابد أن تنكشف ملامح الجريمة، حتى تتحقق العدالة، وهذا ما حدث داخل منطقة الوراق حيث قتل "محمود"، سائق توك توك، زوجته، وأخفى الجريمة لسنوات، معتقدًا أنه أفلت من العقاب، ولكن شاء القدر أن يفضحه.
في منطقة "المعتمدية"، كانت تسكن أسرة المجني عليها "هبة مجدي"، ربة منزل، التي اختفت منذ 6 سنوات، والتقت "البوابة نيوز" شقيقها "أحمد"، والذي بدأ يروي تفاصيل حياة المجني عليها، قائلًا: "مرت سنين على فراقها، ومفيش يوم فقدنا الأمل في ظهورها، رغم اعتقاد الجميع أنها خرجت ولن تعود مرة أخرى، ولم يتوقع أحد أن زوجها قتلها، وألقى بجثتها في النيل، خاصةً أنها ساعدته كثيرًا، ووقفت بجانبه، بعد أن ترك عمله في محل العصير الكائن بمنطقة إمبابة، فشقيقتي كانت كغيرها من الفتيات ترغب في الاستقرار، ووافقت على المتهم بعد أن تقدم لخطبتها، واستمرت فترة الخطوبة عامين، وبعدها تزوجا، عاشت عدة سنوات طبيعية حتى أنجبت 4 أطفال، هم حسام، ويوسف، وفتاتين، وبعد ذلك بدأت المشاكل تظهر، وعلمت شقيقتي بأن زوجها المتهم على علاقة بربة منزل، تدعى أسماء، فذهبت وتحدثت معها، ونشبت بينهم مشاكل، دفعت الأخيرة إلى الحضور لمنزلنا، واتهمت شقيقتي بأنها تحاول افتعال المشاكل معها وخراب منزلها، وهددتنا في حالة تكرار فعلتها ستنتقم منها".

وأضاف مجدي: "بعد أسبوع من المشاجرة التي نشبت بينهم، اختفت شقيقتي، وبدأت رحلة البحث عنها داخل أقسام الشرطة، ومديريات الأمن، ولم نترك أي مكان إلا وذهبنا إليه، حتى بحثنا في المشرحة، وعندما سألنا زوجها، قال إنه اتخانق معاها، وإنها تركت البيت، متوجهة نحو منزل أسرتها، ولما سألنا الأولاد قالوا إن والدهم أكد لهم أنها نزلت تشتري فطار، اعتقدنا أنه تم خطفها، خاصة أن الواقعة حدثت في ظل وجود الانفلات الأمني الذي عاصر ثورة 25 يناير، فتوجهنا لقسم الشرطة، وحررنا محضرًا باختفائها، في ذلك الوقت كان زوجها قد منعنا من رؤيه الأطفال، واصطحب الكبير إلى منزل أسرته في الصعيد، وتركه هناك، وبعد ذلك بدأ في محاولة التخلص من الطفل الصغير، واصطحابه إلى بعض الأماكن المجهولة، وتركه في الشارع، ودائمًا كان يحاول إبعادهم، خوفًا من شيء، ولكن ما لم نتصور أنه يفعل كل هذا معهم من أجل إخفاء ملامحة جريمته".
سكت شقيق المجني عليها للحظات، يلتقط أنفاسه، ومن ثم عاود الحديث مرة أخرى، قائلًا: " مر ما يقرب من 6 سنوات، لم تتوقف عملية البحث عن شقيقتي، أو الوصول لأبنائها، وفي إحدى الأيام، فوجئت بحضور نجلها الكبير، حسام، وقد قرر العيش معنا بعدما ترك أهل والده، وأخبرنا أنه ذهب لوالده، ولكنه طرده، فلم يجد مكانًا سوى منزلهم، وبعد مرور أيام من لحظة قدومه، كنا نتحدث عن والدته، فردد الطفل كلمات كانت بمثابة صدمة للجميع".

وقال الطفل: "متدوروش على ماما، أنا عارف من زمان هي فين"، وبدأ لنا تفاصيل اختفائها، مؤكدًا أن والده هو قتلها منذ 6 سنوات، وأن يوم الواقعة شهد مشاجرة بينهم، أثناء تواجدهم بغرفة نومهم، وبعد لحظات، اختفى صوت الأم.
وتابع: "في الصباح فوجئنا بأن والدي ينام معنا في نفس الأوضة، وعندما سألناه عن والدتنا، أكد أنها ذهبت لشراء الفطار، وستعود قريبًا، وبعدها غادر لعمله وكان قد أغلق باب حجره نومه بالمفتاح، الفضول دفعنا إلى النظر من ثقب الباب، فوجدنا كركبة في الحجرة، وآثار دماء على السرير، شعرنا بالخوف على والدتنا، مرت ثلاثة أيام على غيابها، وكان والدنا يخبرنا يوميًا بعذر مختلف عن اختفاءها، وأثناء ذلك بدأت رائحة كريهة تصدر من الحجرة، وعندما سألته، قالي ده فأر ميت، ومن بعدها فتحت الغرفة وبدأ في رش المعطرات بها ليخفي الرائحة الكريهة الصادرة منها، كما أنه اصطحبني إلى إحدى الأماكن النائية، بالقرب من ترعة، ووقف ينظر إليها كثيرًا، وعندما سألته عن سبب تواجدنا في هذا المكان، أكد أنه فقد شيء في الصباح، وحضر للبحث عنه، ولكنني كنت على علم بأنه ألقى والدتي هنا، وحاول إبعادي أنا وشقيقي، حتى لا نكشف سره".

وهنا يكمل الشقيق: "بعدما انتهى حسام من حديثه، طلبت منه أن يأتي معي لقسم الشرطة للإبلاغ عن الواقعة، ولكنه رفض، معللًا ذلك بأنه لا يرغب في حبس والده، خوفًا من معايرة الناس له فيما بعد، مكثنا نتحدث مع حسام لفترة، نقنعه بأن يبلغ الشرطة، لكن دون جدوى، فطلبت منه أن يبحث معي عن شقيقه يوسف، وبالفعل تمكنا من العثور عليه في منطقة إمبابة، وأحضرناه إلى المنزل، كان وقتها يتحدث بصعوبة، لأنه شاهد هو الآخر واقعة القتل قبل سنوات، وبعد الضغط على نجل شقيقتي، قرر أن يذهب لتحرير محضر، وروى كل ما شاهده منذ سنوات، وتم القبض على المتهم".
أما والدة المجني عليها، فقالت: "ربنا يسامحه محمود قتل بنتي هو وعشيقته، رغم أنها وقفت جنبه، وساعدته بعد ما ساب شغله في محل العصير، وباعت الأرض إلى كانت شاريها عشان تشتري له توك توك يشتغل عليه، وساعدته يجهز بيته، بس مكنتش تعرفه أنه هيقتلها ويتحوز مرتين، من سنين وإحنا بندور عليها عشان نعرف مكانها، ومعملناش لها عزاء عشان مش عارفين هي عايشة ولا ميتة".

وعلى الجانب الأخر، وبعد القبض على المتهم، كانت تقف ربة منزل، تبدو في العقد الثالث من عمرها، ترتدي ملابس سوداء، يكسو الحزن ملامح وجهها، ممسكة ببعض الأطعمة، تنتظر خروج زوجها "محمود" من النيابة، بعد مثوله للتحقيق معه، أمام محمد شرف، مدير نيابة حوادث شمال الجيزة، حول اتهامه بقتل زوجته الأولى منذ 6 سنوات.
وفور خروجه، تحدثت معه قليلًا، ثم انصرفت، وأثناء ذلك، التقتها "البوابة نيوز"، وبعيون تملئها الدموع، بدأت تتحدث عن الفترة التي قضتها مع المتهم، قائلةً: "تزوجته منذ ثلاثة سنوات، وكنت على علم بأن زوجته الأولى قد توفيت، ولديه ثلاثة أطفال منها، ولدين، الأول كان يبلغ 12عامًا، والآخر 10، وفتاة 6 سنوات، وافقت بعدما أدركت أن محمود شخص طيب ويتمتع بسمعه جيدة ومحبوب من أهل المنطقة، كما أنني كنت أرغب في تكوين أسرة".

وأضافت: "مر ما يقرب من شهر ونصف على زواجنا، وقد عرض علي أن يحضر أبنائه الثلاثة للعيش معنا، لم أعترض على ذلك، وبالفعل أحضرهم، كنت بعتبرهم أبنائي، وتعاملت معه جيدًا، الفتاة أقنعتها بدخول المدرسة، وتمكنت من ذلك، وهي في الصف الرابع الابتدائي حاليا، أما الولدين حاولت إقناعهم بإكمال دراستهم، ولكنهم رفضوا، وقرر نجله الكبير البحث عن عمل في سن مبكر، وبالفعل عثر على أكثر من عمل في أماكن مختلفة، ولكنه لم يمكث في أي مكان منهم لفترة طويلة، لأنه كان بتاع مشاكل، ولسانه طويل، واستمر الحال هكذا لفترة، حتى قرر والده، وقبل أن يتم القبض عليه بحوالي 8 أشهر، أن يرسله إلى أعمامه في محافظة المنيا للعيش معهم، لم يمكث لديهم طويلا، ولم يعد أحد منهم يرغب في وجوده، لكثرة مشاكله، وإنفقاهم الكثير من المال على التلفيات التي يحدثها، لذلك أخبروه بأنه سيعود لوالده مرة أخرى، لكنه رفض، ومن هنا قرر أن يعيش مع أهل والدته، وأقام لدى خالته، وبعد فترة، فوجئنا بإلقاء الشرطة القبض على زوجي، وعند محاولتنا معرفة السبب، علمنا بأن نجله أبلغ الشرطة عنه واتهمه بقتل والدته منذ 6 سنوات".
واختتمت الزوجة حديثها بالقول: "زوجي مش بتاع مشاكل، ومحترم، بيخلص شغله على التوك توك كل يوم، ويرجع البيت يقعد معنا، مافكرش في يوم يتخانق مع حد، رغم أن مجال عمله كله مشاكل، ويوم القبض علية سألته انت قتلتها، قالي دي كانت أم أولادي، إزاي اعمل كدة، احنا كان بينا مشاكل بس عمرى ما أفكر اموتها، هي سابت البيت واختفت وأنا أبلغت عن اختفائها".

فيما قال "يوسف"، نجل المتهم: "تزوج ابى من سيدة اخرى وكانت يحدث بها بعض الاشياء الغريبه، كانت عندما تدخل غرفة نوم الذي اتقتلت بها امى كان النور يكون موجود بالشقه كلها ويقطع في الاوضه الى بتدخل فيها، وكانت تشوف بعض الاشياء المخيفه وكان تحكى لوالدى كان يكذبها لذلك هو سبب طلاقها، وتزوج والدى من سيده اخرى وعزلنا من الشقة، وكانت تعاملنا معامله سيئه كنا عندما نريد نأكل او اى شىء كانت تأخذه من فلوسنا التى كنا نأخذها من العمل في الورش، ولما كنت بشتغل وانا صغير كنت بقول للناس ان بابا قتل ماما لكن لم يصدقنى احد، وكانوا يذهبو ويقولو لبابا وكان يتعدى عليا بالضرب، ويحبسنى في البلكونه 3 ايام في البرد، وأخذنى اكثر من مره الى مكان بعيد ويتركنى ويذهب حتى يتخلص منى، اخرهما القانى في مصر القديمه لكن لم اعود وذهبت للعمل بورشه وانام في مدخل احد العقارات، حتى عثر عليا شقيقي وخالى، واصيبت بصدمه والتى تسببت لي في ثقل بالكلام".
كان العميد" محمد عرفان"، مفتش مباحث قسم شرطة الوراق، تلقى بلاغا من "أحمد.م" عامل، وأبناء شقيقته " يوسف"، و"حسام"، باتهام والدهم بقتل والدتهم، المبلغ باختفائها منذ عام 2011، على الفور تم تشكيل قوة من المباحث، وانتقل الرائد " هاني مندور" رئيس المباحث لمكان الواقعة.

وبإجراء التحريات، تبين قتل الأب "محمود"، يعمل سائق، زوجته، بسبب خلافات نشبت بينهما، بعدما علمت أنه على علاقة بإحدى صديقاتها، تطورت إلى تشابك بالأيدي، فخنق المجني عليها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وقطع جثتها بـ"المنشار" إلى أجزاء، وعبئها داخل أكياس، وألقى بها في مصرف بمنطقة الكوم الأحمر في أوسيم، تمكنت القوات من القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بالواقعة.
وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، واحالها اللواء هشام العراقي مدير امن الجيزة للنيابة للتحقيق، والتي أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق.