الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"البوابة نيوز" تنقل المعركة إلى قلب أوروبا "٢" (ملف)

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

طبعة دولية باللغتين الفرنسية والإنجليزية لمواجهة خطر الإرهاب وتغلغل الإخوان في الغرب

تواصل «البوابة» نشر موضوعات من الطبعة الدولية، بنسختيها الإنجليزية، التي تطبع في نيويورك، والفرنسية التي تطبع في باريس، وليمثل صدورها احتفالًا خاصًا من مؤسسة «البوابة» بالعيد الرابع والأربعين لنصر أكتوبر العظيم.

لقد اختارت «البوابة» أن تواصل دورها في كشف الحقائق وقررت أن تنقل المعركة إلى أوروبا لتوضح للقارئ الغربي أن هناك أخطارًا من التواجد الإخواني في القارة العجوز، ولتكشف أيضًا الدور القذر الذي تلعبه «قطر».

وتستهدف «البوابة» أيضًا أن تقدم للقارئ الغربي صورة حقيقية عن مصر وقوتها الناعمة في السينما والفن والثقافة بشكل عام، إلى جانب مواد متنوعة تغطي مساحات واسعة من اهتمامات القراء.

ويتولى مسئولية الطبعة الدولية الزميل محمود حامد، مدير عام التحرير، فيما يدير مكتب «البوابة» في باريس الزميل أحمد يوسف، يعاونه الزميل عتمان تازغرت، ويدير مكتب نيويورك صفي الدين دياب، فيما يتولى التحرير باللغة الإنجليزية الزميل محمد العربي، وتتولى الزميلة فاطمة بارودي مراجعة تحرير النسخة الفرنسية، ويشارك الزملاء من كل الأقسام في تحرير المجلة، وأبدع الفنان عمرو عطوة في وضع الماكيت والإخراج الفني يعاونه مدير الإنتاج الزميل شريف زهير.

وبالإضافة إلى ما نشرناه، في عدد أمس، ننشر اليوم مواد أخرى من الطبعة الدولية، تتضمن تحليلًا عن حرب السادس من أكتوبر، ورؤية موضوعية لخطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وموضوعات أخرى عن قطر والتواجد الإخواني في أوروبا.

وبعيدًا عن السياسة، تنشر المجلة رؤية تحليلية عن الأديب السوداني الطيب صالح في إطار تناولنا لكتاب عرب تأثروا في إبداعاتهم بالثقافة الغربية.


قطر والتنظيمات الإرهابية وجوه متعددة ورحم واحد

مؤسس كتائب عبدالله عزام: الدوحة وفرت الدعم المالي لـ«لقاعدة».. ومنحت الجنسية لمعتقلي «جوانتانامو»

 دعم الدوحة للإرهاب متواصل وله أشكال مختلفة، وقد يكون التمويل أحد أشكال هذا الدعم، ولكن هناك صورًا أخرى للدعم، منها احتضان التنظيمات المتطرفة وتوفير بيئة حاضنة لها تبدأ من محاولات الإفراج عنهم في السجون الأمريكية، ودفع أموال تحت عناوين زائفة، مثل الفدية وغيرها، فضلًا عن منحهم الجنسية القطرية وتوفير منصات إعلامية قد يكون هدفها الأساسي والرئيسي تجنيد المزيد من الإرهابيين وتوسيع رقعة ممارسته عبر العديد من العواصم العربية والأوروبية.

ولعل الاعترافات التى أدلى بها صالح القرعاوي مؤسس كتائب «عبد الله عزام»، خير شاهد على تأكيد دعم الدوحة للتنظيمات القطرية بهدف استثمار التنظيمات المتطرفة والضغط على بعض الأنظمة، والقيام بدور سياسي في المنطقة قد يكون أكبر من حجمها الحقيقي من خلال هذه التنظيمات.

ومن الاعترافات التي أدلى بها صالح القرعاوي، الذي يُعد أحد أخطر عناصر تنظيم قاعدة الجهاد والمطلوب للسلطات السعودية والأمريكية والإنتربول الدولي، حول تورط قطر في توفير دعم مالي لأنشطة تنظيم القاعدة الإرهابية، وموافقة الحكومة القطرية على التفاوض بين حركة طالبان الأفغانية على تسلمها معتقلين أفغانيين من جوانتانامو ومنحهم الجنسية القطرية، والأخطر أن حركة طالبان لها تمثيل دبلوماسي في العاصمة القطرية، بما يعني توفير دعم دولي لحمايتها والاعتراف بها.

ومن أهم اعترافات القرعاوي، خلال جلسات التحقيق معه منذ خمس سنوات ماضية، بعدما تسلمته سلطات المملكة العربية السعودية من نظيرتها الباكستانية، بأنه تلقى إبان وجوده في إيران لمدة طويلة للعمل لصالح تنظيم القاعدة الإرهابي، دعما ماليًا ولمرات عدة من شخصيات قطرية لصالح التنظيم وعناصره.

وكشف القرعاوي في اعترافاته أنه بعد انتقاله من إيران إلى إقليم وزيرستان على حدود أفغانستان، التحق بإحدى الجماعات الإرهابية المتحالفة مع حركة طالبان لتدريب عناصر إرهابية من أجل تنفيذ أعمال قتالية ضد القوات الأمريكية والأفغانية، إذ اطلع على تفاصيل التفاوض الذي تم بين حركة طالبان والأمريكيين، بعد أن اشترطت الحركة أن يتم التفاوض على أساس الندية، وتم الاتفاق على أن تكون قطر بلد التفاوض رغم عرض عدد من الدول استضافته.

واعترف القرعاوي بأن زعيم حركة طالبان -وقتها- الملا محمد عمر، هو من طالب بأن تكون قطر بلد التفاوض لأمرين، أحدهما دورها الداعم لحركة طالبان، والثاني عدم وجود سفارة لقطر في كابول بعد العملية العسكرية الأمريكية.

وذكر القرعاوي أن التفاوض خرج بعدة توصيات، تتمثل في أن يتم تسليم معتقلي جوانتانامو من الأفغان إلى قطر، ومنحهم الجنسية القطرية بعد أن وافقت الدوحة على ذلك، وفي المقابل تتسلم الولايات المتحدة الأمريكية جنديًا أمريكيًا كان محتجزًا لدى حركة طالبان منذ عشر سنوات.

وسبق وتعهدت قطر في عام ٢٠٠٨ باستلام مواطنها جار الله المري من السجن الأمريكي في جوانتانامو، على أن توقف نشاطه، وتبلغ الأجهزة الأمريكية بأي تغيير في وضعه.

لم ينصرم العام الذي تم الإفراج عنه حتى كان «المري» في العاصمة البريطانية في إطار حملة ترويج للأفكار المتطرفة مع عدد آخر من المتشددين والمتطرفين، الأمر الذى أثار الإدارة الأمريكية وقتها، مما دفع قطر إلى سحبه مرة أخرى للدوحة.

ولم يمض وقت قصير على صفقة ٢٠١٤ التى تسلمت على أساسها قطر إرهابيين واشترطت وجودهم فى الدوحة حتى نقل الإعلام الأمريكى عن دبلوماسيين فى الدوحة قولهم إن الإرهابيين الخمسة يتحركون بحرية فى الدوحة، والأخطر أن اتفاق الرئيس الأمريكى وقتها بارك أوباما مع قطر لم يكن يتضمن التقييد الشديد عليهم، وبنهاية العام، نشرت مواقع أمريكية أخبارًا عن ثلاثة من الخمسة شوهدوا مع تنظيم ما يُسمى بالدولة الإسلامية داعش في العراق وسوريا، وهم: محمد فضل وعبد الحق واثق ونور الله نوري.

وقد وفرت السلطات القطرية حماية لـ«خالد شيخ محمد»، وحين علمت الأجهزة الأمريكية مكانه في قطر أبلغته السلطات القطرية، فاختفى عن الأنظار، وأشارت تقارير إلى أنه كان يختبئ في بيت وزير الداخلية القطري.

ممولو الإرهاب يعيشون في قطر

ممولو الإرهاب يعيشون بحرية في قطر رغم إدراج التنظيمات التي يتبعونها على قوائم الإرهاب، فالحكومة القطرية تقدم الدعم للتنظيمات المتطرفة من خلال رجال أعمال ودعاة قطريين، ولا تستحي الدوحة في أن تعلن توفير الحماية لهذه الشخصيات في تحد صارخ للتهديدات التي تمثلها هذه التنظيمات على الأمن العالمي.

من هذه الشخصيات على سبيل المثال لا الحصر التي ضلعت في تمويل الإرهاب فضلًا عن المساعدة فى تجنيد الأتباع والأنصار بهدف تنفيذ عمليات مسلحة، وهؤلاء يتواجدون على الأراضي القطرية ويمارسون نشاطهم بشكل علني.

محمد السبيعي

حيث جاء اسم «خليفة محمد تركي السبيعي»، كواحد من الأسماء التي باتت تتردد عند الحديث عن تمويل التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة، فهو مواطن قطري من مواليد عام ١٩٦٥، برز اسمه عندما أدرجته الأمم المتحدة في أكتوبر عام ٢٠٠٨ ضمن قائمة الداعمين والمرتبطين بتنظيم القاعدة.

كما أدانته محكمة بحرينية في يناير عام ٢٠٠٨ بتمويل الإرهاب وتسهيل سفر أفراد خارج المملكة لتلقى التدريب على أعمال إرهابية، وما يجعل السبيعى مهمًا هو ارتباطه بـ«خالد شيخ محمد» أحد أكبر قيادات تنظيم القاعدة والعقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر الذي اعتقل في عام ٢٠٠٣.

عبد الرحمن النعيمي

كما جاء اسم «عبد الرحمن بن عمير النعيمي»، رجل الأعمال القطري ورئيس جمعية الكرامة لحقوق الإنسان، كمتهم رئيسي في تمويل جماعات تكفيرية في العراق وسوريا، حيث أرسل أكثر من ١٢٥ مليون يورو للمقاتلين التابعين لتنظيم القاعدة، والسلطات البريطانية جمدت أصولًا عائدة له في المملكة بعد إدراجه على قائمة العقوبات.

فقد أدرجت بريطانيا النعيمي على قائمة العقوبات، لاشتباهها في تمويله جماعات تكفيرية، وذلك بعد عشرة أشهر من وضعه على قائمة الحظر الأمريكية.

سبق وأصدرت وزارة الخزانة البريطانية قرارًا بتجميد أي أصول للنعيمي في بريطانيا، ومنع أي مصرف له فروع فى بريطانيا من التعامل معه على خلفية الاتهامات الموجهة إليه.

وكانت واشنطن قد أدرجت النعيمي على القائمة السوداء قبل فترة، بتهم تمويل جماعات تكفيرية، من ضمنها تنظيم القاعدة في العراق وسوريا، وحركة الشباب في الصومال، وجماعات أخرى في الشرق الأوسط.

عبد الوهاب الحميقاني

فيما أدرج اسم «عبد الوهاب بن محمد الحميقاني»، ضمن قائمة الإرهاب الأمريكية منذ العام ٢٠١٣، بتهمة دعم الإرهاب وتمويل تنظيم القاعدة، وسبق أن اتهمت واشنطن الحميقانى باستغلال منصبه كرئيس لمنظمة خيرية يمنية من أجل جمع الأموال وإرسالها إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، كما أثبتت تورطه بتسهيل التحويلات المالية من داعمى القاعدة في السعودية إلى اليمن، وأقرت حينها وزارة الخزانة الأمريكية تجميد أي أصول للحميقاني قد تكون تحت الولاية القضائية الأمريكية، كما حظرت على الأمريكيين التعامل معه.

وينتمى الحميقاني إلى محافظة البيضاء، وهو أمين عام جمعية الرشد، وشارك في تأسيس حزب الرشاد السلفي، وتم اختياره أمينًا عامًا له، وهو أيضًا عضو في مؤتمر الحوار الوطني، ورئيس مكتب منظمة الكرامة الدولية لحقوق الإنسان في اليمن، وكان مُدرسًا في جامعة الإيمان، ويعتبر الحميقاني أحد أذرع الممول الأول للقاعدة القطري عبد الرحمن النعيمي صاحب قناة وصال ومؤسس شبكة الكرامة.

طارق الحرزي

ومن بين أخطر الأسماء التي جاءت على قائمة الإرهاب، «طارق الحرزي» الذي يعتبر عميلًا لتنظيم ما يُسمى بالدولة الإسلامية «داعش» في سوريا، عمل على جمع التبرعات وعلى تجنيد المقاتلين للتنظيم.

جاء في بيان وزارة الخزانة الأمريكية: «سهل الحرزي من عملية مرور المقاتلين الأوروبيين إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا، وتمت تسميته بأمير المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا»، كما وصفه البيان، بأمير المفجرين الانتحاريين الذي عمل أيضًا على تنسيق وصول مليوني دولار من وسطاء ماليين في قطر بهدف استخدامها للعمليات العسكرية فقط.

غادر «طارق الحرزي»، البلاد التونسية إلى العراق سنة ٢٠٠٤ بعد أن ترك مستقبلًا كبيرًا في ميدان الملاكمة الذي كان يمارسها بشغف كبير، ووقع في أسر القوات العراقية قبل ترحيله إلى سجن كروبر، وجرى قطع رِجله اليمني وتعويضها برجل اصطناعية، بعد تعرضه لقصف أمريكي، كما انقطعت اتصالاته الهاتفية التي كان يُسمح له بإجرائها مع والده منذ ٢٠٠٩.

من اللافت أن قطر لم تتخذ أي إجراءات قانونية بخصوص التعامل مع التنظيمات المتطرفة ولا مموليها ممن يتواجدون على الأراضي القطرية، منهم كما أسلفنا خليفة السبيعي وعبد الرحمن النعيمي.

قطر أكبر حاضنة لحسابات تنظيم ما يُسمى بالدولة الإسلامية «داعش» على تويتر، فالتنظيم يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، وبشكل خاص حسابات تويتر لتجنيد الشباب وللتحريض والتخطيط لاعتداءات إرهابية.

وأوضحت الدراسة، أن الدوحة وفرت المأوى لجماعات إرهابية وعناصر متطرفة للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية ومنحتهم كل وسائل الإقامة والمعيشة والأبواق الإعلامية وساعدتهم في تنفيذ عمليات مسلحة ضد عواصمهم العربية لإثارة المزيد من الفوضى في المنطقة.


الزحف الإخواني في أوروبا يتوجه إلى «عاصمة النور»

منسق الاتحاد الأوروبي: 35 ألف متشدد يقيمون فى بريطانيا و17 ألفًا فى فرنسا

 «المنظمات الإسلامية» يضم 250 جمعية منتشرة في المدن الفرنسية

بريطانيا تتجه لـ«تحديد تحرك» الإسلاميين لديها لتحجيم العمليات الإرهابية

بداية سبتمبر الجاري حذر منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، جيليس دي كيرشوف، مما يقرب من ٣٥ ألف متشدد، قال إنهم يقيمون في بريطانيا، و١٧ ألفًا آخرون متواجدون في فرنسا، العدد الذي وصفه آنذاك بـ«المرعب» تسبب في صدمة للأوروبيين، ودفعهم إلى سؤال «من أين جاء كل هؤلاء؟».

الواقع أن هذه الأرقام تقترب كثيرًا من الحقيقة، خاصة أن القارة الأوروبية تعتبر اليوم مفرخة للفكر الإسلامي منذ فتحت أبوابها وتحديدًا ألمانيا الغربية منذ خمسينيات القرن الماضي أمام أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الهاربين من الأنظمة السياسية في مصر وسوريا، وتمكن الإخوان عقب وصولهم إلى أوروبا من تأسيس شبكة واسعة من الجمعيات الخيرية والمساجد والمنظمات الإسلامية، تحولت بمرور الوقت إلى جهات تعترف بها الحكومات وتفضل الجلوس معها كممثلة للمسلمين في مجتمعاتها.

وعلى الرغم من أن هذه المنظمات والجمعيات تدور حولها شكوك من كونها تروج لمناهج متشددة في أواسط أعضائها أو أنها تجمع تبرعات لتنظيمات مسلحة تعمل في الشرق الأوسط، إلا أنها تلتزم في خطاباتها الموجهة إلى الإعلام الغربي أو الوزارات بصيغة معتدلة مستخدمة اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية بنطق سليم يجد قبولًا كبيرًا لدى المسئولين في الحكومات.

هذا القبول ظهر مثلًا خلال الحملة الانتخابات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عندما شنت منافسته الخاسرة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن هجومًا عليه، متحدثة عن علاقة ما تربطه باتحاد المنظمات الإسلامية لفرنسا المعروف بتبعيته لجماعة الإخوان المسلمين. واستدلت «لوبن» على حديثها بدعم الاتحاد لـ«ماكرون»، ودعوته لـ«التصويت بكثافة للسيد ماكرون، ووقف التهديد الذى تمثله أفكار السيدة لوبن».

لماذا هذا الدعم؟

يُفهم هذا الدعم في ظل الخلفية السياسية التي جاء منها الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون، الذي يصنف رئيسًا من خلفية وسطية، وهو ما استخدمه معارضوه ضده مرددين أنه يتساهل مع «التطرف الإسلامي». 

وليرد على هذه الاتهامات أكد «ماكرون» أن سياسات دولته الخارجية خلال فترة رئاسته يحكمها محاربة المتطرفين الإسلاميين.

وبما أن معايير التطرف ليست محددة بدقة، فوجدت منظمات إسلامية متطرفة تغلف نفسها بغلاف وسطي الفرصة للتحرك في المجتمع الفرنسي، من بينها اتحاد المنظمات الإسلامية لفرنسا، ويضم ٢٥٠ جمعية إسلامية منتشرة في المدن الفرنسية، ويتبع جماعة الإخوان المسلمين، وبالرغم من أن الاتحاد خرج في يناير الماضي، وبالتزامن مع التحركات الأمريكية لإدراج جماعة الإخوان والمنظمات التابعة لها على قائمة الكيانات الإرهابية من قبل الإدارة الأمريكية، ونفى علاقته بالجماعة خوفًا من مصير الحظر، إلا أن نفيه ذلك يحمل فى مضمونه تأكيدًا على العلاقة التاريخية بين التنظيم والاتحاد، خاصة أن التنظيم تم تأسيسه في يونيو ١٩٨٣ عبر تمويلات من رجال أعمال إخوان، وبفضل سذاجة السياسيين الدبلوماسيين الذين رحبوا بمنظمات الاتحاد، واعتبروه الممثل الأول لمسلمي فرنسا.

الزحف الإخواني إلى فرنسا

ثمة تحركات يكثفها اتحاد المنظمات الإسلامية خلال الفترة الأخيرة وبالتزامن مع وصول «ماكرون إلى السلطة»، هل يعني هذا أن الاتحاد يسعى ليكون نقطة انطلاق الإخوان داخل أوروبا؟ وماذا عن لندن المستضيفة الأولى للجماعة؟

فضلت بريطانيا لعقود طويلة استضافة إسلاميي الشرق الأوسط لأسباب، منها ضمان تقويضهم واستخدامهم في تحريك المشاهد السياسية داخل الدول العربية، إلا أن هذه الاستضافة تحولت في الوقت الراهن إلى تهديد مباشر لبريطانيا بعدما أصبحت أحد أهم مناطق الاستهداف من قبل المتشددين، وفي نفس الوقت تضم وفقًا للتقارير الأوروبية ٣٥ ألف متشدد، أغلبهم غير معروفين للأجهزة الأمنية البريطانية، ما يشير إلى أن العمليات الإرهابية داخل بريطانيا تتجه نحو الزيادة لا التقويض.

هذا الاستنتاج يمكن التوصل منه إلى أن بريطانيا قد تتجه إلى تحديد تحرك الإسلاميين المتواجدين لديها في سبيل تحجيم العمليات الإرهابية، ويأتي ذلك في ظل تحركات اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، ما يترجم بأن الإخوان قد ينقلون ثقلهم في أوروبا إلى باريس، خاصة أن السلطة السياسية هناك ترى ممثلهم (أي الاتحاد) كيانًا مرحبًا به ومعبرًا عن المسلمين.


دبلوماسيون: خطاب «السيسى» فى الأمم المتحدة بداية حل القضية الفلسطينية

 مندوب فلسطين: أتمنى أن تستجيب إسرائيل لخطاب الرئيس المصرى

أعاد الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الأذهان معاهدة «كامب ديفيد للسلام» بقوله: «آن الأوان لكسر ما تبقى من جدار الكراهية والحقد للأبد، ويهمنا هنا أن نؤكد أن يد العرب ما زالت ممدودة بالسلام، وأن تجربة مصر تثبت أن هذا السلام ممكن، وأنه يعد هدفا واقعيا يجب علينا جميعا مواصلة السعى بجدية لتحقيقه».

ويرى المحللون السياسيون، أن نداء الرئيس السيسى هو ثمرة تخطيط منظم بدأ بالعمل على تحقيق التصالح بين الفصائل الفلسطينية، المتمثلة فى حركة فتح وحماس؛ لمحاولة إحياء مفاوضات السلام.

وأنه من المتوقع أن يكون هذا الخطاب إعلان البداية لإنهاء الخلاف الفلسطيني الإسرائيلي، بمباركة أمريكية ورعاية مصرية وأن لقاء اليوم السابق بين الرئيسين المصري والإسرائيلي بنيويورك كان خطوة للإعداد لذلك.

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الـ ٧٢، نداءً إلى الشعب الفلسطيني، قائلًا: «من المهم الاتحاد خلف الهدف، وعدم الاختلاف أو إضاعة الفرصة والاستعداد لقبول التعايش مع الآخر، مع الإسرائيليين في أمان وسلام لتحقيق الاستقرار والأمن للجميع».

وأضاف قائلًا: «أوجه ندائي للشعب الإسرائيلي، وأقول لدينا في مصر تجربة رائعة وعظيمة في السلام معكم منذ أكثر من ٤٠ سنة، ويمكن أن نكرر هذه التجربة وهذه الخطوة الرائعة مرة أخرى».

وأشار إلى ضرورة ضمان أمن وسلامة المواطن الفلسطيني جنبًا إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي وقال: «نحن معكم جميعًا من أجل إنجاح هذه الخطوة، وهذه فرصة قد لا تتكرر مرة أخرى».

ووجه نداءه إلى كل الدول المحبة للسلام والاستقرار، وإلى كل الدول العربية الشقيقة وإلى القيادة الأمريكية قائلًا: «لدينا فرصة لكتابة صفحة جديدة فى تاريخ الإنسانية من أجل تحقيق السلام فى هذه المنطقة».

عقب السفير رياض منصور، المندوب الدائم لفلسطين بالأمم المتحدة، في كلمته بالأمم المتحدة في اليوم نفسه، على هذا الخطاب مرحبًا بدعوة الرئيس السيسي للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي لحل الدولتين، والعودة إلى حدود ١٩٦٧.

وأعرب منصور في مداخلة في برنامج «هنا العاصمة» عبر شبكة الـ «سى بى سي»، عن تأييده لما تقدم به الرئيس السيسي من مقترحات إيجابية لحل القضية الفلسطينية، وعن أمله في أن تستجيب إسرائيل لخطاب الرئيس المصري من أجل الوصول إلى مفاوضات ومصالحة جادة.

وأشاد السفير رياض منصور بالجهود المصرية لإنهاء الانقسام الفلسطيني والوصول إلى تحقيق الوحدة الفلسطينية.

كان الرئيس الإسرائيلي نتنياهو قد سبق وأعلن في خطابه أمام الجمعية العمومية التزام إسرائيل بتحقيق السلام مع الدول العربية ومع الشعب الفلسطيني، دون أن يوضح بدقة كيفية الوصول إلى تحقيق ذلك.

هذا، بينما أوضح الرئيس السيسي موقف مصر، بقوله: «إن الدولة الفلسطينية المستقلة هي الشرط المسبق والضروري من أجل تحقيق السلام والاستقرار والرخاء في الشرق الأوسط». وأكد جهود مصر المتواصلة من أجل التقريب بين فصائل الحركات الفلسطينية

وأعلن أن مصر التي وقعت على معاهدة السلام مع إسرائيل عام ١٩٧٩ تواصل جهودها منذ عام ٢٠١٤ من أجل إحياء مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.

وجاء في تعقيب موقع «أوروبا إسرائيل» على هذا الخطاب التاريخي ما يلي:

التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يوم الثلاثاء ١٩ سبتمبر بنيويورك، بمناسبة الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وامتد اللقاء ساعة ونصف الساعة بفندق بالاس هوتيل، الذي نزل به الرئيس المصري. وجاء في البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء، أن الرئيسين تدارسا قضايا المنطقة، وأن الرئيس السيسي قد أعرب عن رغبته في المساعدة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وأكد أهمية إحياء المفاوضات من أجل الوصول إلى حل شامل ونهائي

وأنه التقى يوم الإثنين بزعماء الطائفة اليهودية بأمريكا، وأعرب عن تفاؤله بنتائج لقائه المقبل بالرئيس ترامب للوصول إلى اتفاق للسلام.

وفي هذا الصدد، قال السفير محمد العرابي عضو مجلس النواب ووزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس يُمهد لهذا الأمر منذ فترة عن طريق تواصله مع قيادات حماس لإحداث وفاق فلسطيني، كما توقع أن يكون إحياء عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين محور لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

الحرب على الإرهاب

كما سلط الرئيس عبدالفتاح السيسي، الضوء خلال كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، على العديد من القضايا الإقليمية والدولية من بينها الإرهاب والدول الداعمة له؛ حيث أعرب عن اندهاش مصر من دعوة بعض الدول الداعمة للإرهاب والممولة والمخططة له في اجتماعات مكافحة الإرهاب في إشارة منه إلى دولتي قطر وتركيا.

وفي هذا الصدد، أكد سامح شكري، وزير الخارجية المصري، أن الرئيس السيسي تكلم بوضوح عن ضرورة التخلص من حالات اللبس والغموض التي تسود تعامل المجتمع الدولي مع الدول تدير وتدعم الإرهاب.

 وقال إن مصر ترحب بالحوار مع دولة قطر، لكننا نرفض كل غموض وازدواجية، وأن مصر لديها البراهين والأدلة على هذه الازدواجية لدولة قطر ودعمها للحركات الإرهابية. وأضاف: نحن ننتظر تغييرًا فعليًا في مواقف قطر استجابة لإنذار المقاطعة الذي وجهته الدول العربية الأربع إليها.


الطيب صالح في «موسم الهجرة إلى الشمال».. خصوصية الشرق الأسود

لا شيء من الإنصاف في القول بأن «موسم الهجرة إلى الشمال» يعبر عن الصراع بين الشرق والغرب، فهو يعالج القضية ولا يقتصر عليها.

 إنه ليس امتدادًا لجملة من الأعمال السابقة التي تنشغل بالهم نفسه، وينبع الاختلاف الجوهري من حقيقتين متداخلتين متشابكتين لا بد من الانتباه إليهما والوعي بخطورة تأثيرهما.

تتعلق الحقيقة الأولى بخصوصية «الشرق الأسود» في رواية السوداني الطيب صالح «١٩٢٩-٢٠٠٩»، وهو شرق عربي أفريقي لا يشبه الشرقين المصري واللبناني، أما الحقيقة الثانية فتدور حول شخصية مصطفى سعيد، العبقري حاد الذكاء الذي يقتحم الغرب في عاصمته الأشهر، لندن، كأنه الغازي الذي يثأر وينتقم، مسكونًا بتاريخ موجع من القهر والاستغلال الذي يطول قومه.

يتخذ من النساء الإنجليزيات قلاعًا وحصونًا يغزوها، حتى يصطدم بامرأة ذات خصوصية، جين مورس، تنتقل به من ساحة الانتصارات المدوية المتتالية إلى هاوية التراجع والدفاع والانكسار، وصولًا إلى الهزيمة والقتل والسجن، ثم العودة إلى النبع والجذور بحثًا عن صفاء الروح واستقرار الجسد.

ينفرد الطيب بتقديم رؤيته للصراع من خلال شخصيتين تنتميان إلى المعسكر نفسه، مصطفى سعيد والراوي، فهما أقرب إلى عنصرين متلازمين متزاملين في «سباق التتابع»، الذي يؤكد أن القضية متشعبة الأبعاد قائمة ممتدة، مع الإقرار بالاختلاف النسبي في المواقف والرؤى وأدوات التقييم والتحليل، المسألة ليست فردية تخص مصطفى سعيد وحده وتنتهي بنهايته، كما أنها ليست مرحلية جيلية يتراجع الإحساس بها في ظل بعض المتغيرات الشكلية. القضية أعمق وأشد تأثيرًا وخطرًا مما يبدو للوهلة الأولى، وتتخذ شكلًا مغايرًا مع بقاء المرتكزات والثوابت.

لا فائز أو مهزوم في الصراع العنيف الملتهب الذي تقدمه الرواية، والبديل المطروح ليس المباركة والإقرار بصحة مقولة الشاعر الإنجليزي رديارد كبلنج «١٨٦٥-١٩٣٦»: «الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا». 

الأمر ليس على هذا النحو ولا يمكن أن يكون؛ ذلك أن النجاح الحقيقي المنشود هو أن يلتقيا عبر أسس واضحة عادلة، تبتعد عن التوفيق الهش والتلفيق المزور. المدخل الأمثل للمصالحة والتناغم فى وعي الطرفين بحقيقة الموقع الذي يحتلانه في الخريطة الحضارية والثقافية، وأن يعترف كل طرف بخصوصية الآخر من ناحية ويعي مفردات خصوصيته من ناحية أخرى.

لابد من التسليم بأن الحياة ليست إلا مجموعة من الثنائيات التي تتجاوز ثنائية الصراع بين الشرق والغرب. ثمة أسئلة كثيرة تطرحها الرواية لتكريس وتسييد هذه الفكرة، ومن ذلك ما تتوقف أمامه عن معاناة الفقراء والبسطاء في زمني الاحتلال والاستقلال، وهيمنة القيم الذكورية التي لا تمنح المرأة حقوقًا تليق بإنسانيتها، فضلًا عن أزمة التحديث المادى الميسور نسبيًا في مواجهة التعثر الذي تتسم به عملية التغيير المعرفي المتعلق بالقيم والعادات الاجتماعية وجملة المفردات التي تتشكل منها المنظومة الثقافية المتحكمة فى إيقاع المجتمع.

الاختلاف أو الاتفاق مع الاجتهادات السياسية والاقتصادية لمصطفى سعيد لا يمثل شيئًا ذا بال، ذلك أن الأزمة المفضية إلى المأساة لا شأن لها بالنظريات والمناهج العلمية، إنه يذهب غازيًا إلى عاصمة الاستعماريين الغزاة، والصراع الذي يخوضه يتمحور حول الرغبة في الثأر وفق طريقته الخاصة: «نعم يا سادتي، إنني جئتكم غازيًا في عقر داركم، قطرة من السم الذي حقنتم به شرايين التاريخ. أنا لست عطيلًا. عطيل كان أكذوبة».

«الغازي» مصطفى سعيد يواجه جيشًا من الفتيات والنساء، يتخذ منهن أسيرات كأنه يعوض من خلالهن كل الخسائر التي تلحق بقومه في ساحات أخرى. تتساقط النساء عليه كالذباب كما يقول واحد من تلاميذه القدامى، وفي المحاكمة يشير المدعي العام إلى بعض ضحاياه، ويحملّه المسئولية عن انتحار آن همند وشيلا غرينود وإيزابيلا سيمور، فضلًا عن جريمة القتل العمد لزوجه جين مورس.

السجن سبع سنوات عقوبة مستحقة، ومخففة أيضًا، تطول مصطفى، وما يقوله القاضى يقدم تقييمًا مهمًا لأنه يتجاوز قضية الفرد القاتل الماثل أمامه إلى صراع أشمل: «إنك يا مستر مصطفى سعيد، رغم تفوقك العلمي، رجل غبي، إن في تكوينك الروحي بقعة مظلمة، لذلك فإنك قد بددت أنبل طاقة يمنحها الله للناس: طاقة الحب».

ما السر في «الغباء الروحي» الذي يبدد طاقة الحب؟أهو سمة فردية تتعلق بمصطفى وحده، أم أن الأمر أكثر تعقيدًا وشمولًا ويشير إلى الصراع الموضوعي المستعر بين ثقافتين وحضارتين؟. مقولة المحامي ماكسول فستركين بمثابة الاستكمال لكلمات القاضي التي تقترب من الرؤية الصحيحة ولا تصل إليها: «مصطفى سعيد يا حضرات المحلفين إنسان نبيل، استوعب عقله حضارة الغرب، لكنها حطمت قلبه».

لا تتطرق الرواية إلى سنوات السجن، ولا تتوقف أمام مسيرة مصطفى بعد الإفراج عنه حتى يستقر في القرية التي تنتهي فيها رحلته مع الحياة.

يموت مصطفى سعيد غرقًا ولا تموت القضية التي يقترن بها، وليس مثل الراوي في التعبير عن الامتداد وفق متغيرات ومعطيات جديدة: «إنني أبتدئ من حيث انتهى مصطفى سعيد، إلا أنه على الأقل قد اختار وأنا لم أختر شيئًا».

ثمة كراسة في مكتبة مصطفى، تحمل في صفحتها الأولى عنوان «قصة حياتي»، ولا شيء بعد ذلك إلا الإهداء الذي يستحق التأمل الطويل، لأنه يقدم في كلمات قلائل جوهر الأزمة التي تستحق التركيز: «إلى الذين يرون بعين واحدة ويتكلمون بلسان واحد ويرون الأشياء إما سوداء أو بيضاء، إما شرقية أو غربية».


في العيد ٤٤ لنصر أكتوبر.. المصريون ليسوا دعاة حرب

الصراع السياسي والعسكري مع إسرائيل لا يحمل منحًى دينيًا أو عنصريًا

 المتطرفون يجدون في إهدار حقوق الشعب الفلسطيني حجة تعينهم على الانتشار

يتوافق صدور العدد الأول من مطبوعتنا هذه مع احتفالات مصر بالذكرى الرابعة والأربعين لحرب أكتوبر ١٩٧٣، التي تمثل نقطة تحول عظمى في مسار صراعات الشرق الأوسط، عند الأغلب الأعم من الخبراء الاستراتيجيين والسياسيين.

في هذا السياق، تود «البوابة» أن تتوقف أمام عدة نقاط ينبغي الانتباه إليها والاهتمام بها، حتى تكتمل اللوحة ويتم تقديم المشهد في إطاره الصحيح.

قبل الإعلان عن قيام دولة إسرائيل، مايو ١٩٤٨، كان اليهود المصريون وهم أقلية بالمفهوم العددي وليس من المنظور الديني أو العرقي، يتمتعون بكل الحقوق والواجبات التي يكفلها القانون لكل مواطن مصري، دون نظر إلى هويته الدينية أو أصوله العرقية، ولم يكن مستغربًا أن تزدحم الساحة الاقتصادية والثقافية والتجارية والفنية بأسماء لامعة ذات شأن، مثل الاقتصادي الكبير يوسف أصلان قطاوي «١٨٦١١٩٤٢»، الذي شغل منصبي وزير المالية والمواصلات، وكان عضوًا في مجلس النواب والشيوخ. وهناك أيضًا الموسيقار الملحن داود حسني «١٨٧٠١٩٣٧»، والمطربة والممثلة السينمائية ليلى مراد «١٩١٨١٩٩٥»، وعشرات غيرهم في مجالات شتى.

لم يكن الصراع السياسي والعسكري مع إسرائيل، منذ مايو ١٩٤٨ حتى الآن، ذا منحى ديني أو عنصري في جوهره، إلا عند نسبة ضئيلة من المتطرفين المتشددين الذين لا يخلو منهم مجتمع إنساني، ومع اختلاف القيادة السياسية المصرية، منذ عهد الملك فاروق إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، مرورًا بجميع رؤساء مصر، كان الدافع الأساسي للحرب والصراع هو الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ومثل هذه الحروب هي «حروب عادلة» لا تستهدف الاعتداء أو التوسع، لكنها تراود الوصول إلى محطة السلام والاستقرار.

لم تكن حرب أكتوبر ١٩٧٣ إلا حلقة في صراع طويل معقد، ولا شك أن النتيجة الأهم المترتبة عليها، دون التطرق إلى تفاصيل المعارك العسكرية، هي تحريك المياه الراكدة، ويتجلى ذلك بوضوح في مبادرة الرئيس السادات، نوفمبر ١٩٧٧، التي تتمثل في زيارة إسرائيل وتقود بعد فترة قصيرة إلى اتفاقية كامب ديفيد، سبتمبر ١٩٧٨. قد لا تكون النتائج المترتبة على معاهدة السلام مرضية مقنعة، ولا تفضي إلى سلام شامل مستقر، إلا أنها تمثل محاولة ينتبه العالم بعدها إلى أن المصريين ليسوا دعاة حرب، وأن التأييد غير المسبوق فى القادة العرب إبان اشتعال المعارك، الملك فيصل والشيخ زايد فى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية تحديدًا، فضلًا عن الدعم الجزائرى والليبى والعراقي، يبرهن على أن مصر هى الدولة الأهم في النطاق الإقليمي، ولا حرب أو سلام إلا من خلالها.

الصراع العربي الإسرائيلي، في السنوات السبعين السابقة، متعدد الوجوه والأبعاد، ولا شك أن جانبًا لا يُستهان به في الأزمة مردود إلى غياب جسور التواصل الحقيقية الجادة بين الثقافتين العربية والغربية. لكل من الثقافتين خاصة أن طبيعة الحال، والاندماج الكامل إلى درجة الذوبان ليس واردًا أو مطلوبًا، لكن معرفة الآخر المختلف ضرورة لا غنى عنها تحت مظلة الاحترام المتبادل، ومن هنا تأمل «البوابة» في القيام بدور إيجابي ذي نتائج ملموسة، يسهم في الاقتراب من الإدراك الصحيح لخطورة ما يواجهة العالم، شرقه وغربه بلا تمييز، من تحديات يجسدها الإرهاب، وليد التطرف الفكري الذى يدعو إليه متشددون دينيون، يجدون في إهدار حقوق الشعب الفلسطيني حجة تعينهم على الانتشار وتجنيد المؤيدين، وهؤلاء أنفسهم يجدون في العلاقة الغامضة الملتبسة بين الشرق والغرب حجة أخرى لتأجيج الصراع الدموي في منطقة الشرق الأوسط، وغيرها من المناطق المهددة بالاشتعال.