الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الشخصية المصرية والتواصل الحضاري "2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الشخصية المصرية تحمل معنى خاصًا، فهى ليست الارتباط بالأرض بالمولد وليست المواطنة المكتسبة برقم قومي، ولكنها الحضارة التي تمخضت وتجزرت في جينات المصريين لتهب الحياة المصرية. 
إذًا لا تشير إلى المواطنة التى يرثها الإنسان بالميلاد، ولا تشير كذلك إلى الأصل العرقي الذي يحمله الشعب الذي يعيش على هذه الأرض، إنما تشير إلى التميز الذي صاحب قيام الحضارة المصرية، والذي ارتكز في أساسياته على «المرجع المعرفي والأخلاقي» كأساس لقيام هذه الحضارة.
ماعت
أطلق المصريون كلمة (ماعت) على مفهوم العدالة والنظام، للكون والملك والمجتمع والفرد بدون تمييز أو محاباة أو تفرقة. 
ومثلت كامرأة جالسة مرتدية ريشة على رأسها، ويمكن الإشارة أو الرمز إليها بالريشة، ومثلت أيضًا امرأة واقفة تحمل بيد الصولجان وباليد الأخرى مفتاح الحياة، وارتبطت (ماعت) مع (تحوتى) رمز الحكمة والمعرفة.
وكان قلب المتوفى يوزن فى ميزان مع ريشة الماعت، ومنها جاءت مقولة (على راسه ريشة)، وهناك مبادئ لماعت يجب أن تتوافر فى كل إنسان لكى يعبر للحياة الأخرى هذه المبادئ هي فجر الضمير الذي نشأ في مصر ومنها انتشر في كل الحضارات، مبادئ ماعت الـ٤٢، أنا لم أقتل، ولا أحرض أي أحد على القتل، ولم أرتكب الزنا أو الاغتصاب، لم أنتقم لنفسي ولم أحرق شيئا على سبيل الانتقام، ولا أتسبب في الإرهاب، ولم أعتد على أي أحد ولم أسبب الألم لأحد، ولم أسبب البؤس لأحد، ولم أفعل أي ضرر للإنسان أو الحيوانات، أنا لم أتسبب في ذرف الدموع، ولم أظلم أحدًا من الشعب ولا أضمر لهم أي نية في الشر، لم أسرق ولا آخذ تلك الأشياء التي لا تخصني.
وكذلك نصت على: أنا لم آخذ من بلادي أكثر من حصتي العادلة من المواد الغذائية، ولم أتلف المحاصيل والحقول، أو الأشجار، ولم أحرم أحدًا بما هو حق له، ولم أستدع شاهد زور، ولم أعتمد ادعاءات كاذبة، أنا لم أكذب، ولا أتحدث بخطأ لجرح شخص آخر، لم أستخدم الكلمات الحماسية أو أثِر أي صراع، لم أتحدث ولا تصرفت بشكل مخادع ليؤذي الآخرين، لم أتحدث بازدراء ضد الآخرين، أنا لم أتصنت على أحد، ولم أتجاهل الحقيقة أو الصواب من الكلمات، لم أحكم على أي شخص على عجل أو بقسوة، لم أهن الأماكن المقدسة، لم أتسبب في أي خطأ يتعين القيام به لعمال أو أي سجين، لم أكن غاضبا من دون سبب وجيه، أنا لم أعرقل تدفق المياه الجارية، أنا لم أهدر المياه الجارية، أنا لم ألوث مياه النيل أو الأرض، أنا لم أتخذ اسم الله عبثا، أنا لم أحتقر أو أغضب الله، أنا لم أسرق باسم الله، أنا لم أمنح عطايا مفرطة ولا أقل عما هو مستحق، أنا لم أستحوذ على أي مقتنيات مطمعًا خاصة من الجيران، أنا لم أسرق من ميراث الموتى ولم أزدرهم، لقد حفظت وحافظت على ما هو مشار إليه في الأيام المقدسة، أنا لم أحجم القرابين الموجهة إلى الآلهة، أنا لم أتدخل لما يسىء إلى الشعائر المقدسة، أنا لم أذبح أي حيوان بقصد الشر، أنا لم أتصرف بمكر أو وقاحة، لم أكن فخورًا على نحو غير ملائم ولا تصرفت بغطرسة، أنا لم أبالغ في وضعي ولم أتجاوز عما هو مناسب، لم أفعل ما لا يقل عن متطلباتي والتزاماتي اليومية، لقد أطعت القانون ولم أرتكب الخيانة.
وأعتقد هذه المبادئ لا تحتاج تعليقا أو شرحا وكم أتمنى أن تكون هذه المبادئ هي دستور أولادنا في جميع مناهجهم الدراسية.
ونلتقى في الجزء الثاني بالشخصية الثانية في التواصل الحضاري «إكليمنضس السكندري».