الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"داعش" يتراجع.. يتخلى عن ثقافة الاستمتاع بالقتل.. يعيد نشر مواد إعلامية قديمة.. ويتجنب القتال المباشر

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بات تنظيم داعش الإرهابي في مأزق كبير، لاسيما بعد انحصاره وهزائمه الكثيرة التي تلقاها خلال الأيام القليلة الماضية، حيث لجأ إلى ثقافة اتبعها مؤخرًا وانتشرت بكثرة في العديد من الدول الغربية والتي باتت تعرف باسم «الذئاب المنفردة»، وتعتمد على العمليات النوعية والفردية التي يستخدم من خلالها العنصر الداعشي أبسط الأدوات لتنفيذ عمليته الإرهابية.
تراجع الآلة الإعلامية والعودة إلى الماضي
وتخلى التنظيم الإرهابي عقب خسائره الجمة إلى أداته الإعلامية التي قوّت ظهوره وبث من خلالها الرعب في قلوب أعدائه، فبعد أن كان يتمتع بالعديد من الإصدارات الدموية التي اشتهر بها وتمسكه بثقافة الاستمتاع بقتل أعدائه، نتيجة القص المكثف الذي تعرض له وقتل العديد من قياداته، لجأ إلى إعادة رفع الإصدارات القديمة، والاكتفاء فقط بالبيانات والصور.
خسارته الجمة التي كلفته قتل المختصون في إعداد المواد الدموية أجبرته على تخلي عن تلك الثقافة الدموية التي صعد من خلالها بسرعة، فعبر موقع التواصل الاجتماعي "التليجرام"، بدأ التنظيم في حث عناصره على مواصلة رفع العديد من المواد الإعلامية الخاصة به حيث خص العديد من القنوات التي تقوم على مثل تلك الأمور، بالإضافة إلى لجوئه لبرامج الفوتوشوب والتصميم لعرض العديد من الصور الدموية التي يستريح إليها أنصاره ويتسارعون إلى تدويلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الخوف من المواجهات المباشرة
وفي واحدة أصبحت بالأمور الجديدة على التنظيم، بدا في تحذير عناصره من المواجهة المباشرة تفاديًا للخسائر الكبيرة التي تلقاها، حيث طالب عناصره من خلال مجلة النبأ الأسبوعية في مقال بعنوان «كيف تقاتل تحت أعين الطائرات الصليبية؟»، عناصره بضرورة اتباع أسلوب التخفي والتمويه، وعدم الوقوع في الفخ المتكرر، والذي أطلق عليه اسم «الاستطلاع الناري»، ويكون بالقتال المباشر مع القوات العسكرية بالأسلحة النارية، للخروج للأراضي المكشوفة واستهدافهم بالطيران.
حذر تنظيم داعش الإرهابي، عناصره من الاشتباكات المواجهة التي تكبده خسائر كبيرة، متفاديًا من خلالها الطائرات، وضرورة اتباع أسلوب التخفي والتمويه في الوقت الحالي، بالإضافة إلى دعواته لرفع الروح المعنوية، والمطالبة باستمرار الخلافة المزعومة حتى وإن كلفهم ذلك رقابهم، منبهًا عناصره إلى ضرورة الاستيقاظ في ظل وجود الطيران المكثف باتباع أساليب التخفي، لافتًا إلى أن هدف العدو هو أن يعرف مكانك، وهدف المجاهد هو ضرب العدو بدون كشف مكانه.
السكاكين وطرق الطعن
التنظيم الإرهابي، عبر مجلة رومية استحدث ما أسماه بـ"تكتيكات الرعب"، وفي فيديو آخر تم بثه أتى بعنوان "عليك بهم أيها الموحد"، شرح من خلالهما طرق الطعن بالسكاكين، وتقديم النصائح للمبتدئين لتسهيل عمليات الطعن، من خلال شرح مطول للأماكن التي يجب على الذئب المنفرد أن يوجه إليها سلاحه لصابة عدوه في مقتل، ذاكرًا صراحة أعضاء الجسم التي ينبغي للمهاجم أن يستهدفها، وكيف يضرب جمجمة الرأس مخاطرًا بكسر نصل السكين وكيف أن التوقف مؤقتًا و"فصل الرأس عن الجسم" لا ينصح به للمبتدئين.
وأشار إلى أنه يمكن استهداف أشخاص عشوائيين، يمشون على الشاطئ أو في حديقة، أو عائدين إلى المنزل بعد سهرة ليلية، أو خارجين من ملهى ليلي، فلا يجب التفكر في المناطق ذات الزحام والحشود الكبيرة، ونستهدف الأحياء الهادئة بالسكاكين على نطاق واسع، موضحًا أن الذئب المنفرد لا يلزم أن يكون المرء خبيرًا عسكريًا أو متخصصًا في الفنون القتالية، أو حتى يمتلك سلاحا آليا من أجل ارتكاب مجزرة أو قتل وإصابة العديد من البشر وترويع الآمنين.
التمسك بالبيعة
ومن خلال الانشقاقات الكثيرة التي حدثت داخل التنظيم، والقتل الذي تعرض له أبرز شرعيي داعش، بات التنظيم في موقف حرج وأصبح خائفًا من فقدان العديد من عناصره بعد خسارته لمعقله الأساسي في العراق –الموصل-، حيث تراجع عن كثير من أفكاره وفتاويه التي من خلالها كفر كل من لم يتبعه من عوام المسلمين، ودعا إلى تمسك عناصره بالبيعة.
ففي مجلة النبأ الأسبوعية، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي "التليجرام"، أخذ التنظيم في نشر نموذج البيعة وطالب عناصره إلى مبايعة أبو بكر البغدادي مرة أخرى والتمسك بها وعدم التفريط فيها، حيث نشر التنظيم تقريرًا طالب من خلاله عناصره إلى مبايعة البغدادي قائلين "نحن معاشر الموحدين جنود الدولة الإسلامية، فقد بايعنا الإمام الذي وليناه أمرنا على أن يقيم فينا دين الله، ويُحكِّم فينا شرعه، ويقود جماعة المسلمين بما يرضي رب العالمين، ويجاهد بنا الكفار والمشركين، ويرد عادية البغاة والمفسدين، وكنا نعلم يقينا أن هذا الأمر دونه خرط القتاد، وأن تعضَّنا السيوف، وتطعننا الرماح، وأن يرمينا العالم كله عن قوس واحدة، وهو ما كان، والحمد لله على كل حال".
التغيرات التي حدثت داخل التنظيم ولجوئه إلى تلك الممارسات، أكدها الباحث في شئون الحركات الإسلامية، هشام النجار، بأن هناك تغييرات كثيرة في أساليب داعش وممارساته على الأرض باستخدامه لأدوات زهيدة وغير مكلفة بالنظر لوضع التنظيم الاقتصادي المتراجع حاليًا.
وأضاف الباحث في شئون الحركات الإسلامية في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن داعش يعتمد جديًا على ظاهرة الذئاب المنفردة والعمليات العشوائية غير المرتبطة بالتخطيط التنظيمي، لافتًا إلى أن التنظيم أصبح في مرحلة انتقالية يوظف خلالها الكثير من أدبيات ومناهج وأساليب القاعدة بغرض تعويض خسائر وهزائم السنة الأخيرة ومحاولا التماسك وإنقاذ نفسه من الانهيار.