الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"السنكسار".. كتب في عدة قرون والبابا شنودة شكّل لجنة لمراجعته وتنقيحه

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتابة «الصادق الأمين» بدأت فى عصر الاستشهاد وطبعه رهبان «أبومقار» 
الأنبا بنيامين: سير القديسين تاريخ لا يمكن تغييره.. والكنيسة تستفيد من التراث

على مدار تاريخ المسيحية، عقدت المجامع المختلفة والحلقات الدراسية واللجان المشتركة لبحث والتأكد من صحة الأفكار والكتابات حول المسيحية فى جميع النواحى «لاهوتية، عقائدية، طقسية»، وقد واجهت المسيحية فى عدة عصور البدع والهرطقات، واستطاعت رغم الانقسامات والخلافات بين الطوائف أن تخرج كل كنيسة بتراث لاهوتى وعقائدى غنى بالأفكار والقديسين والممارسات الطقسية. 
ومع التطور التكنولوجى والمعرفى، ظهر الحديث عن مراجعة التراث وتحديثه، بما يتناسب مع تطور العصر ومواجهة موجات الإلحاد، وخاصة مع ازدياد الانتقادات الموجهة إلى التراث المسيحى باعتماده على القصص غير الصحيحة أو غير المدققة كسير القديسين وغيرها.. «البوابة» تفتح ملف التراث المسيحى اللاهوتى والطقسى وتطوره منذ نشأة المسيحية.
«السنكسار».. أحد أهم الكتب الموجودة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، هو الكتاب الذى يحوى سير الآباء والأنبياء والشهداء والمعترفين والقديسين والأعياد الكنسية على مدار السنة، ويقرأ فى القداس الإلهي، وكتاب السنكسار كتاب قديم فى الكنيسة، وعليه تم ترتيب كتاب الدفنار الذى يحوى سير نفس الشهداء، ولكن بمزيد من المديح ويقرأ فى نهاية التسبحة.
وقد اجتازت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، شوطا كبيرا فى دراسة وبحث التراث المسيحى الأرثوذكسي، فكتاب السنكسار الموجود فى الكنائس، والذى يحتوى على سير القديسين والقراءات اليومية، مر بعدة مراحل فى كتابته وتنقيحه حتى وصل إلى نسخته الحالية الموجودة فى المكتبات والكنائس.
ورغم أن السنكسار فى صورته الحالية لا يزال محل نقد البعض، ليس العلمانيين فحسب، بل وبعض الأساقفة والكهنة أيضًا، الذين أخذوا على اللجنة المجمعية للطقوس - والتى قامت بدراسته فى عهد الراحل البابا شنودة الثالث - عدم الاستعانة بمختصين فى التاريخ، وطباعته بعد رحيل البابا شنودة، غير أن المنتج النهائى موجود بالكنائس.
آخر محاولات تنقية السنكسار كانت بدعوة من البابا شنودة عام ١٩٨٨ عندما كلف المجمع المقدس اللجنة الطقسية بإعادة كتابة السنكسار، فقام كل عضو من الأساقفة، أعضاء اللجنة، بإعادة صياغة شهر أو أكثر من الشهور القبطية، ثم قام أربعة من أعضاء هذه اللجنة بعمل الصياغة النهائية له، وذلك خلال شهرى مايو ويونيو ١٩٩٠، إلا أن الكتاب لم يصدر فى المكتبات إلا عام ٢٠١٢ بعد رحيل البابا شنودة الثالث.
قد رجعت هذه اللجنة، التى ترأسها الأنبا متاؤس، أسقف دير السيدة العذراء، المعروف بالسريان، الأنبا أشعياء، أسقف طهطا، والأنبا بسادة، أسقف أخميم وساقلته، والأنبا ويصا، مطران البلينا وتوابعها، إلى كتب طقسية وتاريخية كثيرة مثل الأبصلمودية السنوية، والدفنار وكتب تاريخ الكنيسة، وأضافت سير القديسين الموجودين بها إلى السنكسار حتى يكون كاملا قدر المستطاع.
وكان السنكسار يقرأ مخطوطًا كباقى الكتب الكنسية، وأول محاولة لطبعه كاملا قام بها الراهبان فيلوثاوس المقارى وميخائيل المقارى عام ١٩١٣ عن مخطوطات دير القديس مكاريوس ببرية شهيت فى عهد البابا كيرلس الخامس وأسمياه الصادق الأمين. 
وفى عهد البابا يؤانس التاسع عشر ١٩٣٦ قام القمص أرمانيوس البرماوى السريانى، والقمص عبدالمسيح ميخائيل كاهن كنيسة السيدة العذراء بالفجالة، بطبع كتاب السنكسار الجامع لأخبار القديسين والبطاركة، التى وضعها الأنبا يوحنا أسقف البرلس والأنبا بطرس الجميل أسقف مليج، والأنبا ميخائيل أسقف أتريب وغيرهم من الآباء القديسين، وقد أعادت مكتبة المحبة طبعه ونشر عدة مرات بعد ذلك.
وقد قام المؤرخ الكنسى الشماس كامل صالح نخلة، مع لجنة التاريخ الكنسى ١٩٤٧ بجهد فى مراجعة وتنقيح السنكسار على طبعات ومخطوطات أخرى قديمة وأخرجه فى كتاب، كما قام القمص عطاالله أرسانيوس المحرقى ١٩٧٧ بنشر طبعة منقحة من السنكسار استعان فيها بمخطوطات دير العذراء المحرق.
الأنبا بنيامين أسقف المنوفية، أكد أن الكنيسة تحاول الاستفادة من التراث المسيحى ككل، لكن إن وجدت أشياء أو مفاهيم تصلح لجيل معين تتم مراجعتها، أما بالنسبة لسير القديسين فهى تاريخ «محدش يقدر يغيره»، بحسب تعبيره.