الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رجم "الجزيرة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
القناة الفضائية التى أطلقتها إمارة قطر، بعد منتصف تسعينيات القرن الماضى، وتحديدا فى العام ١٩٩٦، وأطلقت عليها مسمى «الجزيرة»، لم تعد القناة التى كان يظن البعض أنها انطلقت لتكون صوتا خليجيا قويا، معبرا عن التوجهات المشتركة، ليس فقط فى دول النفط الخليجى، ولكن أيضا فى المنطقة العربية، بما فيها الساعية للتقدم.
فبعد سنوات من عملها، اتضح أنها أداة لتحقيق الأهداف الصهيونية فى المنطقة، ولخدمة قوى الشر التى أرادت أن تعيد هيكلة منطقة الشرق الأوسط.
ففى العام ٢٠٠١ وبعد أحداث سبتمبر، التى شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت تتكشف حقائق تلك القناة المزعومة، التى اتخذت من المهنية ستارا، ومن العروبة شعارا، خدعت به الجميع حتى افتضح أمرها، حتى اتضحت الصورة وبشكل جلى، بعد العام ٢٠٠٥ وهو العام الذى أعلنت فيه وزيرة خارجية أمريكا، آنذاك، كونداليزا رايس، عن فكرة إعادة فك وتركيب الشرق الأوسط، وهى النقطة التى بدت بعدها خلافات بين التوجهات الأمريكية من ناحية، والدول العربية، وفى المقدمة منها مصر وسوريا والسعودية، من ناحية أخرى.
فانحازت الجزيرة إلى التوجهات الأمريكية، وساهمت فى عمليات تجميل الوجه القبيح للتنظيمات الإرهابية، ليس حبا فيها، وإنما خدمة لأمريكا التى استخدمت تلك التنظيمات كأدوات لتحقيق أهدافها، وهو ما اتضح جليا فيما يسمى «الربيع العربى».
ثم كانت ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، التى أطاح بها أبناء بلادى مصر، بجماعة الإرهاب والتضليل، التى قفزت على السلطة، متسلقة على أكتاف وجثث الشهداء من الشباب.
وأزاحت ثورة يونيو ورقة التوت، فانشكفت عورة الإمارة الصغيرة، وأداتها الإعلامية، حينما انحازت لجماعة الإرهاب والتضليل، ضد إرادة الشعب المصرى، حتى بلغ بها الأمر إلى أن تدافع عنهم الأداة الإعلامية الصهيونية، وتضمهم الأرض القطرية.
الجزيرة إذن شيطان يوسوس فى النفوس بالمعاصى فى حق البلاد والعباد، وهو ما يستوجب رجمه.
غير أن التعاطى مع الشيطان القطرى، لم يصل إلى حد الخطورة التى يشكلها، والقضاء عليه وهزيمته ليس بتنظيم لقاءات وندوات، أو حتى تجميع تصريحات للطعن فيه، حتى ولو كانت كلمات من حجارة.