انتشرت فى معظم الكليات، ظاهرة البرامج الخاصة، والشُّعب التى تدرس باللغات الأجنبية، التى اعتبرها البعض بيزنس جديدًا يجتاح الجامعات الحكومية، لإنهاء التعليم المجانى، إلا أن مسئولى التعليم الجامعى، اعتبروها نظامًا عادلًا لتقديم خدمة راقية بسعر مقبول، لا يضاهى رسوم الجامعات الخاصة، ويخدم العملية التعليمية، باعتباره مصدر دخل للكليات يساعدها فى عمليات الإنفاق فى ظل نقص الميزانيات والموارد. وتعتبر جامعتا القاهرة وعين شمس من أكثر الجامعات انتشارا واحتواء على البرامج الخاصة، وذلك فى معظم كلياتها، التى يقبل عليها الطلاب بشكل كبير، على الرغم من ارتفاع الرسوم الدراسية بها مقارنة بالبرامج العادية.
ويوجد بجامعة القاهرة، أكثر برامج الساعات المعتمدة، ويتراوح سعر البرامج بمختلف الكليات ما بين ٩ آلاف جنيه وحتى ٧٠ ألف جنيه، وتعتبر الكليات العملية الأعلى سعرًا، وهى كليتا الطب البشرى والصيدلة.
وكشف فتحى عباس، المستشار الإعلامى لجامعة القاهرة، عن أنه لا توجد أية زيادة فى الرسوم الدراسية لبرامج الساعات المعتمدة أو البرامج المميزة فى جميع كليات الجامعة، مشيرا إلى أن مجلس الجامعة أقر عدم زيادة الرسوم الدراسية لجميع البرامج الخاصة، والرسوم الدراسية العادية، وذلك مراعاة لظروف الطلاب.
وأضاف عباس، أن الجامعة بها العديد من برامج الساعات المعتمدة فى بعض الكليات بالجامعة، وهى كلية الحاسبات والمعلومات «هندسة البرمجيات» وتكنولوجيا الشبكات والإنترنت، وفى كلية الصيدلة «الصيدلة الإكلينيكية»، وفى كلية التجارة «الشعبة الإنجليزية ــ شعبة جورجيا»، وفى كلية الحقوق «إنجليزى وفرنسي»، وفى كلية الإعلام «إعلام إنجليزى».
كما توجد بكلية العلوم برامج الساعات المعتمدة فى «التقنية الحيوية، علوم البترول الجيولوجية»، حيث تشترط هذه البرامج درجة مرتفعة فى اللغة بالثانوية العامة، واجتياز الاختبار الذى تجريه الكلية.
وقال الدكتور السيد تاج الدين، عميد كلية الهندسة بجامعة القاهرة، إنه توجد بالكلية العديد من برامج الساعات المعتمدة، وهى: هندسة مدنية «تخصص هندسة وإدارة تشييد»، وهندسة مدنية «تخصص هندسة الإنشاءات»، وقسم هندسة كهربية «تخصص هندسة الاتصالات والحاسبات»، وقسم هندسة البترول والبتروكيماويات، وهندسة تكنولوجيا العمارة، وهندسة ميكانيكا «تخصص هندسة التصميم الميكانيكي»، وهندسة مدنية «تخصص هندسة المياه والبيئة»، وأخيرا قسم هندسة كهربية «تخصص هندسة وطاقة كهربية».
وتابع «تاج الدين»: أن رسوم الدراسة تبلغ ٦٠٥ جنيهات للساعة المعتمدة الواحدة للطلاب الجدد الملتحقين بالدراسة، فضلا عن رسوم الخدمات الإضافية التى يقررها مجلس الكلية سنويا، التى بلغت ١٨٠٠ جنيه للفصل الدراسى الرئيسى، بالإضافة إلى ١٨٠٠ جنيه لكل فصل دراسى رئيسى رسوم دعم مكتبات ومعامل، تسدد فى بداية كل فصل.
وتنوعت البرامج الخاصة والشُّعب باللغات فى جامعة عين شمس، ففى كلية التجارة أطلقت الكلية شعبتى اللغة الإنجليزية والفرنسية، ومصروفات الشعبه الإنجليزية ٨٢٥٠ جنيها بالإضافة لمصروفات الكتب، والشعبة الفرنسية مصروفاتها ٨٢٥٠ جنيها، بالإضافة إلي ما يعادل ٦٠٠ يورو، بالإضافة لـ ٢٠٠٠ جنيه مصروفات الكتب.
أما كلية الحقوق فلها شعبتان أيضا للغتين الإنجليزية والفرنسية، ومصروفات الشعبة الإنجليزية ١٠١٥٠ جنيها، ومصروفات الشعبة الفرنسية ١١ ألف جنيه فى العام الدراسى. وفى كلية العلوم يوجد برنامج خاص هو جيوفيزياء البترول، وتصل مصروفاته إلى ١٦ ألف جنيه بواقع ٣٨٥ جنيها فى الساعة المعتمدة، وعدد الساعات المقررة له فى الفصل الدراسى الواحد ١٧ ساعة كحد أدنى و٢١ ساعة كحد أقصى. أما كلية الصيدلة، فيوجد برنامج التصميم الدوائى، الذى وصلت مصروفاته إلى ٢٤ ألف جنيه، بعد أن كانت العام الماضى بـ٢٢ ألف جنيه بحد أدنى ١٠ ساعات وحد أقصى ٢٠ ساعة فى الفصل الدراسى الواحد.
أما كلية الحاسبات والمعلومات فلديها برنامجان، وهما «تقنية المعلومات الحيوية»، ووصلت مصروفاته إلى ٢٠ ألف جنيه فى العام الدراسي، والثانى «هندسة البرمجيات»، ووصلت مصروفاته إلى ١٧ ألف جنيه بزيادة وصلت إلى ١٠٪ للبرنامجين.
وكلية الطب لديها برنامج واحد هو «البرنامج الموسع بنظام الوحدات المتكاملة»، ووصلت مصروفاته فى الثلاث سنوات الأولى إلى ٥٦ ألف جنيه، و٥٤ ألفًا و٥٠٠ جنيه فى بقية السنوات الست.
أما كلية الألسن، فلديها ثلاثة برامج مختلفة، وهى «اللغات التطبيقية والترجمة التحريرية والفورية لقسم اللغة الفرنسية» و«الترجمة التحريرية والفورية لقسم اللغة الإنجليزية» و«الترجمة المتخصصة فى اللغة الصينية» ووصلت مصروفات كل برنامج منها إلى ١٤ ألفا و٣٦٦ جنيهًا. ويوجد بجامعة حلوان العديد من البرامج المميزة، فيوجد برنامج بكلية الهندسة بالمطرية، وبرنامج كلية الهندسة بحلوان، فضلا عن برنامج فى كلية الحاسبات والمعلومات.
من جانبه، أكد مصدر مطلع بالمجلس الأعلى للجامعات، أنه على الرغم من الارتفاع الكبير للرسوم الدراسية للبرامج، الذى يصل للآلاف من الجنيهات على حد وصف الكثيرين، إلا أنه يعد قليلا مقارنة بالمحتوى العلمى الذى تقدمه هذه البرامج، ويتم دفع أضعافه فى الجامعات الخاصة.
وتابع المصدر لـ«البوابة»: «أن البرامج الخاصة تعد مصدرًا للدخل فى كليات كثيرة ولا يستهان به، وهو المنقذ للكليات فى تحصيل الإيرادات والإنفاق على العملية التعليمية، وتطوير المعامل والبنية التحتية لها»، لافتا إلى أنه لا يوجد ما يعيب أن تتوسع الكليات فى البرامج الخاصة، وذلك لتقديمها تعليمًا راقيًا للطلاب، على أيدى أساتذة الكليات العريقة وبرسوم دراسية مقبولة.
ولفت المصدر إلى أن رسوم البرامج الخاصة بكل جامعة، يحددها مجلس الكلية، ثم مجلس الجامعة، ولا يتم التدخل فيها من قبل المجلس، متابعًا أنه ليس بيزنس كما يدعى البعض، ولكنه برامج عالية الجودة، بسعر مقبول، مقارنة بما يتم دفعه فى الجامعات الخاصة، خاصة مع تقديم أساتذة من جامعات عريقة، وتقديم شهادات للطلبة من الجامعات الأم.
