الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تبًا لهم: طريقة تفكير المنُقِّبين في كتب الطراش!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يمكن النظر إلى الحقبة الحالية من حياة مصر الاجتماعية والسياسية بوصفها نوع الأرض التى يجب أن يهرول نحوها الباحثون وعلماء الاجتماع الجادون بالبحث والتنقيب والتقليب. فما جرى ويجرى فى المجتمع المصري، فى العقدين الأخيرين، وبالأخص فى السنوات الست الأخيرة تحول إلى ظواهر اجتماعية، منها الديني، المزعج المستغرب، ومنها الجنائى المروع، ومنها السياسى المفجع!
فى أسبوعين متتاليين ضرب الدكتور سعد الهلالى أستاذ الفقه المقارن بالأزهر، وضربت الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن أيضا، بأيديهما فى بطون أربعين خمسين مرجعا، فى حالة الهلالي، وخرجا علينا بالمفجع الموجع تاريخيا، ودينيا، بل وإنسانيا. قبلهما «قرفنا» دكتور ثالث من الأزهر، هو صبرى عبدالرؤوف، ولاحظ أنه هو الآخر فقه مقارن، بأن مضاجعة الزوجة الميتة حلال حلال حلال!
طبعا الشيخة سعاد صالح لا يمكن أن يفوتها ركوب قطار إثارة الناس بطراش التراث فألقت بدلوها إلى العميق «الغميق»، وخرجت علينا بطفح الدلو مما فاض عن تخاريف فقهاء، قضوا بأن إتيان البهائم، الكلبة والمعزة والخروف والقطة والجاموسة حلال حلال حلال!
لن أستطيع أن أمنع نفسى من الصراخ: آه يا...! آخر المساخر ما اعتبره سعد الهلالى علما، فهو يقول إنه لا يفتي، إنما يتعلم ويتعلم ويتعلم، ثم يفيض على الشعب بما تعلمه، ودائما ما يتعلمه هو الملتبسات من الأمور، فيقول لك إن الخمور من العنب هى المقصودة بالتحريم وربما معها خمر التمور، لكن أى تخمير خارج العنب والتمر حلال بالقدر الذى لا يسكر، عليه فالبيرة ليست من العنب ولكنها من الشعير وهي بالقدر الذى لا يسكر حلال، ثم يعود فينكر ويوضح، بعدما فجر فى الناس مساحات واسعة للالتباس والنزوع إلى ما يشاءون.
يقول هو إذن إنه لا يفتى إنما يقرأ لنا ويطلعنا على ما قرأ، ومن أحدث ما قرأه وتيقن منه منسوبا إلى ابن كثير وابن إياس ولسان العرب، والطبري، وغيرها حتى الرقم ٥٠ من أمهات كتب التراث، أن الفرعون الذى طارد سيدنا موسى اسمه وليد ومن إيران، وبالذات من خراسان شرقى إيران!
ليس رمسيس الثالث الذى نجاه الله ببدنه ليكون عبرة للأجيال ومومياؤه بالمتحف المصرى معروضة للعظة والدرس والاعتبار.
وليد إذن هو من انشق له البحر الأحمر إلى ضفتين من الأمواج، فعبر بنو إسرائيل سالمين، بينما أطبق الموج من الضفتين على وائل الخراساني عفوا أقصد وليد.
وليد إذن هو ذلك الجثمان المحنط المسجى فى صندوق زجاجى أمامنا بقلب متحف ميدان التحرير!
بالطبع إنى أصدق أن سعد الهلالى أستاذ الفقه المقارن قرأ هذا الهذيان، بوعي، وبمتعة وبفرحة من وجد العلم الذى يرتقى بنا وبأفكارنا ويجدد إسلامنا ويثبت عقيدتنا، ويضىء أرواحنا، ويرفع رأسنا بين الأمم علماء أفذاذ لا إرهابيون سفاحون، وبالطبع إنى أصدق أنه شيخ حسن الطوية، وليس شيخا ساذجا يصدق الخرافات، أو حتى ظواهر ما يبدو منطقيا فى عصره ووقته ورجاله، وهى ظواهر عفنة المخبر تنتمى للمظنون وليس للمقطوع المفيد.
مفتو الضلالات المنسوبة ظلما إلى جواهر التراث يظلمون المفسرين والأئمة، ويظلمون حياتنا ويملأونها شكا وريبة فى عقليات السالفين، حين تقول لى إن الإمام فلان أجاز إتيان كلب أو بقرة، كيف لى أن أصدقه فى الجاد من فتاواه؟!
مرة أخرى أجدنى متسائلا عن اللحظة التى قرر فيها الهلالى أو صبرى رؤوف أو سعاد صالح، أن هذا الهراء الغث السافل، هو مما ينفع الناس؟
ألا تستحون؟ إنكم بلا ريب، أشر على الناس بما تقدمونه مشفوعا بإسناده إلى الأئمة.
فتش عن المال بلا حساب، وهوس الشهرة، تجد الأسباب الحقيقية وراء عمليات التنقيب الرهيبة فى خرافات ونفايات العقل من المرويات!
تبا لكم ولمن نهج نهجكم!