الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بالناس المسرة| 8 أفراد يعيشون في عشة تحت الكوبري

أسرة أم فرحة
أسرة أم فرحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أم فرحة»: نفسنا فى بيت نعيش فيه.. تعبنا من النوم فى الطريق

«أم فرحة» امرأة ذات جسم نحيل، وجهها لوحته الشمس فكسته سمرة، لم تصل إلى العقد الأربعين بعد، لكن علامات الفقر أظهرت تقدمها فى السن، فور وقوف «ميكروباص الكنيسة»، نزل القس فاحتضنته طفلتاها فى حنو أب.
الخادمات أسرعن بإمداد القس بملابس الأطفال بعد أن منح الأسرة الفقيرة ثمانى وجبات، تستقبلنى «أم فرحة» بوجه بشوش، تشكرنى باعتبارى واحدة من الخادمات، أقاطعها: أنا صحفية جئت فى جولة مع الكنيسة، تتهلل وتنادى على والدها الذى يقف مع الكاهن، لتزف له الخبر «صحفية» تغلب الدموع عين الرجل العجوز ليقول يا رب يكون «على وشك الخير» يقف خلف «نصبة الشاي»، ويقول إحنا ثمانية أفراد عايشين على «النصبة ديه» بنتى ديه اتجوزت، وبعد ما أنجبت بنتين طلقت، ومعى زوجتى عجوز مريضة واثنين من الأولاد.
يشير بأصبعه إلى الجهة المقابلة تحت الكوبرى على «ترعة المنصورية» «كلنا عايشين هنا»، تقاطعه «أم فرحة»: تيجى تشوفى (تمسك بيدي) لنعبر الطريق، وأمام عشتين من الخشب نقف، تفتح لى الستارة «البطانية»، ويلحق بها والدها ليصف لى هول المعيشة، فى الشارع تحت كوبرى تغلبه دموعه ويعود ليتحكم فيها، ويقول نفسى فى «أوضة ألم فيها لحمي».
تضحك معى «فرحة» والتى لم تتجاوز الأربع سنوات بعد أن ارتعبت من فأر يجرى بالقرب منا، تقول: «الفأر عضنى فى بقي»، وأنظر إلى شفتيها لأجد أنها ما زالت بها آثار الدماء، تقاطعنى والدتها، قائلة: «الفئران أكلت مننا راقات».
ونختتم الزيارة ودموع «أم فرحة» تتحدث قبل كلماتها: نفسنا فى بيت نعيش فيه، تعبنا من النوم فى الطريق، وخايفة على ولادى من الأمراض.
ننطلق بعد أن يمنحها القس جلبابا جديدا لها وللبنات، تأخذه بفرحة وكأنها امتلكت المراد.