الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

في الذكرى الـ17 لوفاته.. والد الشهيد محمد الدرة في حوار لـ"البوابة نيوز": أتصدى بمفردي للاحتلال في قضية نجلي والسلطة الفلسطنية لم تُعرني اهتمامًا.. تلقيت تهديدات من إسرائيل ولن أصمت

والد الشهيد محمد
والد الشهيد محمد الدرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"أقول لابني على قبره، وأقول لكل الشهداء: لن تذهب دماؤهم هدرا، وهذا وعد الله".. هذا ما يؤمن به والد الشهيد محمد الدرة، فبعد 17 عامًا على استشهاد الطفل الفلسطيني الذي هز خبر استشهاده أركان العالم العربي والإسلامي بل والعالم كله، وتوافق ذكرى استشهاده هذا العام الذكرى الأولى لوفاة شيمعون بيريز رئيس وزراء الاحتلال السابق، تزامنًا مع ذلك أجرت "البوابة نيوز" حوارًا مع جمال الدرة والد الشهيد، وإلى نص الحوار..

بعد 17 عاما على مقتل محمد الدرة.. هل عاد الحق؟
للأسف لم يرجع حق ابني إليّ يومنا هذا، ولم يتواصل معي أي مسئول فلسطيني أو عربي بالنسبة لقضية محمد جمال الدرة، كما أن القضية ليست قضيتي وحدي فهناك أيضا آلاف الشهداء الأبرياء الذين يغتالهم الاحتلال يوميا ويغتال حقهم، فالقضية أصبحت قضية شعب وقضية أمة وليست قضية الدرة فحسب.
•وهل فقدت الأمل؟
أبدا ويكفيني فخرا أن محمد ابن الشعب الفلسطيني وابن الأمة العربية والإسلامية وابن أحرار العالم كله، فهو أصبح رمزا، لست أنا وحدى من أدافع عنه، ولكن كل بيت فلسطيني وعربي أيضا، وما زال الله معي وأنا وحدي أتصدى للاحتلال الصهيوني في محاكم فرنسيه كي أثأر لكل الدم الفلسطيني من خلال قضية محمد.
لكن ما دمت حيا سوف أبقى أناضل وأنا مستمر في نضالي من أجل استرجاع حق محمد وحق كل الشهداء والجرحى وهذا وعد أخذته.
• وهل تواصلت مع السلطة الفلسطينية لحل القضية؟
حاولت أكثر من مرة، وناشدت السيد الرئيس أبو مازن وناشدت السلطة الوطنية الفلسطينية وناشدت كل أبناء أمتي بالوقوف إلى جانبي ومساندتي لكن للأسف إلى الآن لم أجد ردا، كما طالبت عبر كل وسائل الإعلام أن أتواصل مع الرئيس ولكن للأسف دون جدوى، كلها وعود لا تحقق.
• وهل من المعقول ألا يتواصل معك أي مسئول فلسطيني؟
إلى هذه اللحظة لم أتلق أي اتصال رسمي أو أي مبادرة للوقوف معي في القضية على الرغم من أهمية قضية محمد الدرة في إدانة كيان الاحتلال أمام العالم، وخاصة أنها قضية واضحة جدا وعليها شهود كثر، فى المقابل نتنياهو وقف مساندا للطبيب الإسرائيلي الذي وقف في فرنسا ينشر الأكاذيب حول قضية محمد الدرة ويتهمنا بالفبركة والكذب.
• إذن وما هي طلباتك؟
لا أطلب سوى أن يسمع صوتي الرئيس الفلسطيني والمسئولون، وأن يبذلوا جهودا جادة في إيصالي إلى لاهاي، أنا أريد أن يوصلوني إلى هناك فقط، وهناك سأعرف طريقي لوحدي إلى المحاكم الدولية، وخاصة أننا درسنا قضية ابني الشهيد ونعرف جيدا المغزى من الوصول إلى لاهاي.
• وهل تلقيت أي تهديدات لإنهاء القضية؟
نعم، تلقيت الكثير من التهديدات والإغراءات في نفس الوقت، فقد تم عرض عليَّ مبالغ طائلة لترك القضية ولكنهم لا يعلمون أن قطرة دم واحدة من محمد بل من أي فلسطيني هي أغلى من أموالهم وأرواحهم كلها، كما أنني رأيت الموت مليار مرة فترة 45 دقيقة من إطلاق النار بغزارة المطر، كما تم قصف بيتي في الحرب على غزة عام 2008 وعام 2014 تم قصفه وتدميره بشكل كامل، ولكن كل ذلك يدفعني أكثر للتماسك، كما تلقيت أيضا تهديدا 3 مرات عبر الجوال بالقتل، وهذا لم يخيفني ولن يرهبني بل يزيدني عزيمة وإصرارا.
•ماذا ستقول لمحمد إذا تم الاعتراف بإسرائيل؟
للأسف أغلب زعماء الدول العربية يعترفون بالكيان الصهيوني، والبعض منهم مطبّع مع الكيان علنا، والبعض الآخر من تحت الطاولة، وللأسف الكيان يدور على مصالحه مع بعض زعماء أمتنا على حساب دمائنا وليس لترجيع حقوقنا.
فأين دور الأمة العربية الحقيقي من فلسطين ومن المجازر التي يرتكبها في حق شعبنا، وما زال يتمادى في القتل والمجازر والدمار للحجر والشجر والبشر وحتى الطير والحيوانات، إذا لم يتم محاكمة هذا الكيان على ما ارتكب من جرائم فهذه كارثة تاريخية.
وأنا أقول لابني على قبره وعلى قبور كل الشهداء: لن تذهب دماؤكم هدرا، وهذا وعد بإذن الله.
•وماذا تقول لبيريز في ذكرى وفاته؟
إلى الجحيم، والاحتلال إلى زوال.