«عُمر «طفل مثل معظم أقرانه من الأطفال يثير اهتمامهم كل جديد، لكنه تتوق نفسه إلى معرفة كل ما تقع عليه عيناه وتسمعه أذناه، لا تمر عليه الأشياء مرور الكرام، أسئلة واستفسارات تتتابع فى تسلسل متتال، يهتم بكل تفصيلة، ومن كل تفصيلة توحي له بأسئلة عديدة، لا يوقفه إلا رؤية شيء آخر أو سماع جملة لم يختزنها عقله بكلاليب المعرفة.
«عمر» الذي لم يتجاوز عمره الست سنوات لا تروى ظمأه للمعرفة الإجابات التقليدية.. ذات يوم بعد أن اطمأن على مصروفه اليومي فى حافظة ثيابه، ظلت عيناه حائرتان..
- عايز حاجة يا عمر ؟
- لا يا بابا بس أنا عايز أعرف مين بيديك الفلوس.
- ربنا يا عمر اللي بيدي الناس الفلوس لما يشتغلوا، وإنت لما تكبر هتلاقي ربنا يديك الفلوس على قد شغلك.
- خلاص يا بابا أنا لما أكبر هشتغل كتير عشان ربنا يديني فلوس كتير وأديك فلوس كتير زي ما أنا باخد منك فلوس كتير.
مناقشة طويلة لم تنهها سوى نداء والدته إلى تناول وجبة الطعام.. عندها حمدت الله أن المناقشة انتهت على خير وهو دعاء يلازمني مع كل مناقشة مع «عمر».