في ظل الحاجة الملحة لتنويع مصادر مياه الشرب، فى ظل التحديات التى تواجه الدولة المصرية من حيث الزيادة الكبيرة في عدد السكان، وزيادة الاستهلاك، وكذلك التحديات الخارجية المتمثلة فى إنشاء سد النهضة، كانت هناك ضرورة ملحة لإحداث طفرة في عدد محطات تحلية المياه، والتي كان من بينها مشروع إنشاء محطة اليسر لتحلية المياه بمدينة الغردقة.
"البوابة نيوز" انتقلت لزيارة محطة اليسر، أكبر محطات تحلية المياه بشمال إفريقيا، حيث تصل طاقتها الإنتاجية إلى 80 ألف مترم3/ يوميًا، وتتجاوز تكلفتها 800 مليون جنيه، وهى الآن في مرحلة التشغيل التجريبي.
وتعد المحطة فى مقدمة المشروعات القومية، المقرر أن يفتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال المرحلة المقبلة، وثانى أكبر المشروعات القومية إلى تقام على أرض محافظة البحر الأحمر، بعد مشروع المثلث الذهبى، حيث تلبّى كل احتياجاتها تقريبًا، وتوفّر متطلبات الأنشطة الاقتصادية والصناعية المستهدف تنفيذها فى المناطق الساحلية، ضمن خطط التنمية المستقبلية الطويلة والمتوسطة.
وتعتبر الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى هى الجهة المالكة والممولة للمشروع الذي قامت بتنفيذه شركة "المقاولون العرب" فرع البحر الأحمر، حيث قامت بإنشاء مأخذ المياه من البحر بجوار الميناء البحرى وخزان التكديس والمنشآت الملحقة.
جدير بالذكر، أن إدارة المياه بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة وقعت بروتوكولا مع الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى لإنشاء المحطة، التى من المقرر أن تسد عجز المياه المتكرر سنويا بمدينة الغردقة بالكامل.
من جانبه أكد المهندس يحيى صديق، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالبحر الأحمر، فى تصريح لـ"البوابة نيوز" خلال جولته بالمحطة، أن الطاقة الإجمالية للمحطة هى 80 ألفا م3/يوميًا، مشيرًا أنه يتم استخدام أحدث التقنيات فى العالم داخل المحطة والتى تم تنفيذها بناءً على توجيهات رئيس الجمهورية.
وأضاف "صديق" قوله: حاليًا يصل لمدينة الغردقة 50 ألفا م3/ يوميًا عن طريق خط "كريمات/الغردقة"، بالإضافة إلى 80 ألفا م3/ يوميًا ستصل إلى من محطة اليسر لتصل الطاقة الإجمالية 130 ألفا م3/يوميًا، لتقضى على مشاكل نقص المياه والمجتمعات العمرانية والسكنية الجديدة، ليتم القضاء على مناوبات الضخ حيث كان يتم الضخ مرتين بكل منطقة أسبوعيًا، ليتم الضخ يوميًا لجميع أنحاء المدينة.
وأشار إلى أن المشروع فخر لكل المصريين لأنه أقيم بأيادى مصرية بتكلفة تجاوت الـ800 مليون جنيه.
من جانبه، أكد عصام عبدالحميد، رئيس الجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي بالبحر الأحمر، أن بدء تنفيذ المحطة كان فى عام 2014، حيث كان من المقرر أن تنتج 40 ألفا م3/ يوميًا، إلا أن الرئيس السيسى خلال زيارته للمحافظة فى مطلع عام 2015 أصدر توجيهاته برفع طاقتها الإنتاجية لتصل إلى 80 ألفا م3/ يوميًا وذلك لتغطية العجز المائى لمدينة الغردقة.
أضاف "عبدالحميد" أن المشروع يتكون من مرحلتين، المرحلة الأولى هى مرحلة المأخذ البحرى لسحب المياه المالحة من البحر بمحتوى أملاح 45 ألف جزء فى المليون، ليقوم بعمل تنقية مبدئية لفصل الشوائب عن طريق بوابات السحب والفوانيس البحرية، ليتم ضخها من المأخذ البحرى إلى عنبر التحلية الأساسى لتنقيتها عن طريق الفلاتر الرملية ليتم تنقيتها حتى 20 جزءا فى المليون، لتمر إلى الفلاتر القطنية ليتم تنقيتها حتى 5 أجزاء فى المليون، ليتم فصل الملح من المياه، طبقًا لمعايير الصحة العالمية.
