السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

صليب المسيح.. أخفاه اليهود في القدس

لوحة صليب المسيح
لوحة صليب المسيح تظهر بها الملكة هيلانة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يرجع السر في الأهمية العظمى التي توليها الكنيسة الأرثوذكسية التوحيدية الإثيوبية لهذه المناسبة الدينية إلى أن هناك اعتقادا أن أجزاءً من الصليب الأصلي الذي تم اكتشافه بواسطة رؤيا الملكة القديسة هيلينا (كُـدُّسْ إيلينا) قد وصلت عن طريق مصر (غيبسي) إلى إثيوبيا، وأنها لا تزال موجودة هناك عند قمة جبل أمبا غَـشَنْ الذى يعتبر من المزارات الدينية المهمة والذى يأخذ فعلًا شكل الصليب، طقوس الاحتفال بالعيد تتضمن إشعال نار كبرى والخشب الذي يستخدم في إيقادها يقومون بتزيينه بأنواع معينة من الزهور الجميلة، وهذا الطقس إما أن يتم تنفيذه في نفس يوم المسكل أو في الليلة التي تسبقه. 
وبعد انطفاء النار يقوم المؤمنون برسم علامة الصليب على جباههم، ويعتقد البعض أن رسم الصليب برماد خشب الاحتفال يعني الغفران الكامل لكل الخطايا، تمامًا كما في أربعاء الرماد بالنسبة للكنائس الغربية، ويعتقد البعض أن اتجاه الدخان وطريقة تكوم الرماد تحدد وتشير إلى مجرى حياة الأفراد في المستقبل، تمامًا كما حدد الرب بواسطة سحابة من الدخان الطريق لأبناء إسرائيل حسب القصة الشهيرة في سفر الخروج. 
تاريخ اكتشاف الصليب المقدس
ظل صليب السيد المسيح لا أثر له بفعل اليهود تحت تل من القمامة حتى يصعب العثور عليه، وسجل المؤرخون أن الإمبراطور هوريان الروماني (١١٧-١٠٣٨ م.) أقام على هذا التل في عام ١٣٥ م هيكلًا للزهرة الحامية لمدينة روما، وفي عام ٣٢٦ م أي عام ٤٢ ش تم الكشف على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الكبير، التي شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها حوالى ٣ آلاف جندي، وفى أورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها فى ذلك، وبعد جهد كبير أرشدها إليه أحد اليهود الذي كان طاعنًا في السن، فعثرت على ٣ صلبان واللوحة التذكارية المكتوب عليها «يسوع الناصري ملك اليهود» باللغة اليهودية القديمة، واستطاعت أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت الأول والثانى على شحص ميت فلم يقم، وأخيرًا وضعت الثالث فحدثت المعجزة وقام لوقته، فأخذت الصليب المقدس ولفته في حرير كثير غالى ووضعته في خزانة من الفضة في أورشليم بترتيل وتسابيح كثيرة.
وأقيمت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا تزال مغارة الصليب قائمة بكنيسة الصليب وأرسلت للبابا أثناسيوس بطريرك الإسكندرية فجاء، ودشن الكنيسة بأورشليم في احتفال عظيم عام ٣٢٨ م.
وظلت خشبة الصليب في كنيسة القيامة حتى ٤ مايو عام ٦١٤ حيث أخذه الفرس بعد احتلالهم مدينة أورشليم (القدس) وهدمهم كنيسة القيامة، وفي سنة ٦٢٩ انتصر الإمبراطور هرقليوس على كسرى ملك فارس وأعاد الصليب إلى أورشليم.
ويذكر المؤرخون أن الإمبراطور هرقليوس حينما أراد الدخول لحمل الصليب وهو مرتدي الأحجار الكريمة ورداء الملوك المرصع بالذهب لم يتمكن من حمل (خشبة الصليب)، فأشار إليه البطريرك آنذاك ويدعى زكريا وقال للملك: «حذار أيها الإمبراطور إن هذه الملابس اللامعة وما تشير إليه من مجد وعظمة، تبعدك عن فقر المسيح يسوع ومذلة الصليب»، ففي الحال خلع الإمبراطور ملابسه الفاخرة وارتدى ملابس بسيطة وتابع المسيرة حافي القدمين حتى الجلجثة حيث رفع خشبة الصليب بالقدس وبات يهلل المسيحيون قائلين: «لصليبك نسجد، ولقيامتك المقدسة نمجد».