الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حدود الدم "4"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما تستمع لحاخام إسرائيلى متطرف نير بن آرتسى، يقول فى عِظَته الأسبوعية أمام جموع اليهود فى إسرائيل إن الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى يواصل شراء الأسلحة المتطورة والأحدث، وهو ما يمثل تهديدا خطيرا وحقيقيا لأمن إسرائيل، ويقول مدَّعيا إن الله خالق هذه الأرض سيدمر السد العالى ويُغرق مصر بالمياه، وإن الحرب التى يقودها الجيش المصرى على المنظمات الإرهابية فى سيناء ستستمر لوقت طويل دون توقف!! لا بد أن تتيقن وتصدق أنها مؤامرة ولا تزال مستمرة، والعدو يتربص مهما ادعى وزعم أننا فى حالة سلام، وتتأكد أن كل خطوة نخطوها تحت المجهر والتحليل والرصد وأن تطوير وتجهيز وحالة الاستعداد الدائم للجيش المصرى دائما تربكهم، وتقذف الرعب فى قلوبهم، وكل ما يحدث فى سيناء من إرهاب لهم اليد الطولى فيه، ومحاولات تهديدنا بانهيار السد العالى هى لزرع الخوف بداخلنا، ولكننا لن نهتز والله ناصرنا ومؤيدنا وحامينا وحافظنا.
نواصل جمع خيوط المؤامرة التى تعرض لها الشرق الأوسط ومصر، وما قيل عنها بألسِنة الغرب والأعداء من تصريحات ومذكرات وكتب ومقالات حتى ندرك حجم الكارثة، وما كان مقدرًا لنا لولا عناية الله وحفظه مصر، وحتى نبقى على درجة عالية من الحيطة والحذر واليقظة لكل ما يحدث حولنا من أحداث ومحاولات متكررة ومستميتة لإسقاطنا وتفتيتنا.
ونستكمل الدراسة التى تتعلق بالمشاريع الاستراتيجية التى تخدم المصالح الإسرائيلية، التى أعدها رئيس المؤسسة المركزية للاستخبارات والمهام عام ١٩٥٢ جاء فيها: إن الخاصة المعروفة باسم الموساد كلّفت رؤوبين شيلواح الذى ترأس الموساد عام ١٩٤٩ وإن المصلحة الإسرائيلية تتطلب العمل على تفتيت واختراق العالم العربى وبخاصة مصر، العراق، سوريا، ليبيا، السودان ودول الخليج. أما دول الغرب فإن المطلوب إقامة لجان صداقة أمازيغية مع إسرائيل وكان (شيلواح) قد كُلِّف بمهام استخبارية فى العراق فى الثلاثينيات تحت غطاء تخفِّى مدرس وصحفى فى صحيفة فلسطين بوست، وكانت مهمته جمع المعلومات عن يهود العراق وعمل فى القسم السياسى التابع للوكالة اليهودية، وكُلِّف بإدارة القسم السياسى فى وزارة الخارجية وعمل مستشارا لوزير الخارجية، وشارك باتفاقات الهدنة مع مصر فى رودس، وكان خبيرا فى شئون الشرق الأوسط، لأن دراسته كانت عن تفتيت الدول العربية وتقسيمها، وتعيينه وانتقالاته لم تكن صدفة، ولكن نتيجة لخبرته وعقيدته بأن وحدة الوطن العربى هى الكارثة الأخطر على بقاء إسرائيل.
ونذكر تسريبات البنتاجون التى نشرتها صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، جاءت فى حوالى ١٧٣٦ صفحة، والتى فضحت وجود مخطط يقضى بتفتيت الدول العربية قبل عام ٢٠١٥ ولم يتم كشف سبب تحديد ذلك العام بالتحديد، تشمل توصيات ودراسات وتحليلات ميدانية والتى قامت بها معاهد وجامعات سياسية أمريكية ومراكز عسكرية أشرفت عليها أربع وحدات بحث ضمت ١٢٠ خبيرا استراتيجيا وسياسيا وعسكريا، أغلبهم يحملون الجنسية الأمريكية، وشملت عددا كبيرا من السيناريوهات والمقترحات المخطط تطبيقها على مراحل، لتحقيق الهدف وتقسيم الدول العربية الخمس إلى ١٤ دويلة، ويتطلب العمل فى مصر على تفتيت الجيش المصرى بافتعال جرجرته، والزج به فى مواجهات مباشرة مع شعبه والهدف زرع الكراهية ضده، ثم رفض وجوده ثم إضعافه وتفتيته، وتفتيت سوريا لثلاث دول على خلفية الصراع الدينى والمذهبى، واحدة علوية وأخرى للأكراد وانضمام سنة سوريا للمحافظات السنية فى العراق، ويطلق عليها دولة سنستان، واستغلال اختلاف الطوائف فى العراق، فيتحد شمال العراق مع دولة الأكراد فى سوريا والوسط السنى مع سنة سوريا، ويبقى الشيعة فى الجنوب، وفى ليبيا يتم تقسيمها لثلاث دول، الأولى فى الشمال الغربى وعاصمتها طرابلس، والثانية فى الشرق وتتبع بنغازى، وفى اليمن يصبح يمنين «شمالى وجنوبى»، وفى السعودية يتم إحداث مواجهات إيرانية شيعية تتطور لأعمال عنف وفوضى وحسب تسريبات البنتاجون هناك ٦٩ سيناريو لتنفيذها، وقد صنفت الدراسة الجيش الإيرانى والسورى والمصرى والسعودى والباكستانى كأقوى الجيوش التى تملك ترسانة أسلحة وأولوية الخطة أشارت لضرورة تفتيت تلك الجيوش تمهيدا لاحتلال بلدانها كخطوة لاحقة.