الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الدكتور علي جمعة واليوم المصري للتعليم..!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سيسجل التاريخ الحضارى والثقافى والعلمى لهذا البلد يوم «١٨ سبتمبر» كعلامة فارقة فى تطور مسار التعليم فى مصر، ووعى الدولة والمجتمع معًا بقيمته فى عملية تنمية الإنسان وبناء الوطن وتغيير المفاهيم السابقة على هذا اليوم، والتى تحصر أهمية التعليم فى شهادة جامعية كل دورها توفير وظيفة حكومية للحاصل عليها بغض النظر عن مضمون ما تعلمه والمهارات التى اكتسبها بفضل تلك الشهادة.
كما سيسجل التاريخ أيضا أن أحدا لم يتصدر صفوف المحاربين لجماعات الظلام والتطرف والتخلف والإرهاب، بعلمه الغزير وعقله المستنير وصدره المكشوف، كما تصدر العالم الجليل فضيلة الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة «مصر الخير»، النخبة المصرية بمختلف مستوياتها ليقودها وبحق نحو مفهوم جديد للتعليم، ومنهج حديث لإعلاء قيمته فى وجدان الوطن.
وبعيدًا عن التنظير والثرثرة بأهمية التعليم راح يعمل فى صمت مع كتيبة واعية من الشباب والشيوخ عبر مؤسسة «مصر الخير» لخدمة قضية التعليم استنادًا لمنهج علمى يستهدف المحاور الرئيسية لعملية التعليم بدءًا من المبنى مرورًا بالمعلم والمضمون التعليمى ووصولًا إلى الطالب. 
وما هى إلا سبع سنوات من التخطيط والعمل المنظم حتى بلغ البعض غايته، فوصل إلى المحرومين من التعليم والمتسربين منه بالقرى والنجوع النائية وفى عمق الصحارى على حدودنا الغربية بألف مدرسة مجتمعية يتعلم بها ٣٠ ألف طالب، أنقذهم من الجهل والأمية.
وطور وشيد أكثر من ٧٠ مدرسة للتعليم الأساسى بالمحافظات الأكثر فقرا، ودرب ما يقرب من ١٠ آلاف فى مجالات التعليم الفنى والحرفى وأعاد تطوير وتأهيل الورش بمدارس التعليم الفنى والصناعي.
وفوق ذلك أرسل البعثات العلمية إلى الخارج ليتحصل طلابنا على أحدث العلوم وتوسع فبلغ عدد مبتعثيه ألفا ومئتى طالب فى مراحل «الثانوى الفني، والتعلم الجامعى، والدراسات العليا».
وكان ١٨ سبتمبر ٢٠١٧ بمثابة ثمرة كل هذا الجهد؛ حيث دشن فيه لأول مرة وتحت رعاية رئيس الجمهورية «اليوم المصرى للتعليم»، واختار القاعة الكبرى بأم الجامعات العربية والمصرية «جامعة القاهرة» لتكون المكان الذى يعلن فيه عن تدشين هذا اليوم، بالتنسيق مع المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، ووزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى.
وفى رمزية منه على أنه لم يصل غايته بعد اختار أن يشهد هذا اليوم توقيعه لبروتوكول عمل مع وزير الدولة للإنتاج الحربى اللواء محمد سعيد العصار، فى مجال تدريب الشباب وتنمية مهاراتهم الحرفية والمهنية وليجدد ما بدأه من عمل مع الحكومة ووزرائها المعنيين.
العالم الجليل أطلق رسالة للمجتمع ونخبته السياسية والثقافية، وقال إن الاهتمام بمضمون التعليم ومحاربة النظرة المتعالية للتعليم الفنى جزء من عمل مؤسسته فى مختلف مناحى الحياة التى تشمل «الصحة والتشغيل والموسيقي»، ومختلف الفنون الإبداعية وكل ذلك يبنى الإنسان بناءً صحيحًا يجعله عصيًا على جماعات الإظلام وتيارات الإرهاب الفكرى.
الشاهد فى ذلك أن العالم الأزهرى تفوق على كل دعاة حقوق الإنسان ومدعى الريادة فى مجالات المجتمع المدنى، وقدم نموذجًا فى العمل الحقوقى الذى يستهدف خدمة الوطن ذلك أنه وحتى ينفذ كل مشروعاته وخططه سواء فى التعليم أو الصحة أو التدريب أو التشغيل، قام أولا بما تقوم به تلك المؤسسات من عملية رصد لواقع المشكلات والتحديات التى تواجه الدولة وأجهزتها التنفيذية، بل ولأوجه تقصير الدولة ووزاراتها، وبدلا من الاكتفاء بنشر تقارير الرصد جعل منها قاعدة بيانات ليصيغ استراتيجيات وخططا قابلة للتنفيذ لرد كل حق منتهك وتعويض كل تقصير متعمد أو بسبب ضيق ذات يد الحكومة. 
وإن كان لكاتب هذه السطور أن يقترح على عالمنا الجليل ومؤسسته فليته يتوجه ببرامج توعوية ترفع من منسوب الأخلاق والضمير الحى لدى جانب كبير من المعلمين، خاصة معلمين فى المرحلة الثانوية الذين طلبوا من تلاميذهم الحضور إلى المدرسة فى اليوم الأول لبداية العام الدراسى فقط والاكتفاء بالدروس الخصوصية، لتصبح كل مهمة المعلم الذهاب صباحا إلى مدرسته للتوقيع فى كشف الحضور ثم التوجه إلى مراكز الدروس الخصوصية.