الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

عمر الفاروق ممثل مسلمي بورما في مصر في حواره لـ"البوابة نيوز": صور تعذيب "الروهينجا" على "السوشيال ميديا" صحيحة

أكد مقتل مليون و100 ألف مسلم

الدكتور عمر الفاروق
الدكتور عمر الفاروق ممثل مسلمى بورما فى مصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رهبان سريلانكا وراء التحريض على «الروهينجا» 
الشعب المصرى يساندنا والأزهر تبنى قضيتنا.. والضغط الدولى وزيارة «الطيب» لألمانيا قللت من حدة القتل 
«أون سان سوتشى» كاذبة متلونة وتعشق السلطة.. ونطالب بسحب «نوبل» منها

يعانى مسلمو بورما من اضطهاد عرقى وانتهاكات تشمل العديد من الممارسات، من تشريد، وقتل، واغتصاب، وحرق، ليصل التعذيب لدفنهم أحياءً، وشرد كل من هرب إلى دول الجوار، وتم منعهم من التعليم والتجارة، ولا تزال الأزمة مستمرة منذ أكثر من 5 سنوات قتل خلالها مليون مسلم وشرد مئات الآلاف.
وقال الدكتور عمر الفاروق، ممثل مسلمى بورما فى مصر: «إن المسلمين فى بورما يتعرضون لخطر الإبادة بكل صورها من قبل بعض المتطرفين البوذيين بمساندة الجيش»، مضيفًا أن المحرض الأول لقتلهم هى الحكومة الصينية، حيث تساعد الحكومة البورمية والجيش وتدعمهم بالسلاح، وهناك 4 ملايين مواطن صينى يعيشون فى بورما دون إقامة ولهم الحرية فى كل شيء، ويتعاملون معاملة أفضل من أصحاب الدولة نفسها.
وأضاف فى حواره مع «البوابة»، أن المحرض الثانى ضد المسلمين هى دولة سيريلانكا التى دربت عددًا كبيرًا من الرهبان البوذيين، مشيرا إلى أن أى إنسان بوذى يرى المسلم عدوًا له، واجب قتله، وحرق على إثر ذلك 35 قرية مسلمة.. فإلى نص الحوار:
■ حدثنا عن الأوضاع فى بورما الآن؟
- نتعرض لخطر الإبادة بكل صورها من قبل بعض المتطرفين البوذيين، وتعد أبشع إبادة يتعرض لها المسلمون فى العصر الحديث، وهى قضية سياسية ودينية، وقتل آلاف وهرب مئات الآلاف إلى بنجلاديش وماليزيا وأندونيسيا، وتايلاند، فمسلمو الروهينجا هم أكثر شعب مضطهد فى العالم الآن.
■ كم وصل عدد القتلى؟
- عدد القتلى وصل إلى مليون ومائة ألف قتيل حتى الآن.
■ كم يبلغ عدد السكان المسلمين فى ميانمار؟
- المسلمون عددهم ١٠ ملايين، وسكان الدولة يبلغون ٦٠ مليون نسمة.
■ يختلط عند الكثير مصطلحات الروهينجا وبورما وميانمار، ما الفرق بينها؟
- الروهينجا هى قبيلة موجودة منذ سنة ٥٠٠ ميلادية، ويعيش فيها المسلمون وأقلية بوذية، ودولة بورما هى أيضا ميانمار، وتقع بجانب الصين والهند، والمسلمون فى ميانمار يشكلون ١٠٪ من السكان.
■ ما اللغة الرسمية لميانمار؟
- اللغة البورمية.
■ ما عدد الديانات الموجودة؟
- البوذية وتمثل ٦٥٪، والإسلامية ١٠٪، والمسيحية ٥٪، والهندوس ١٪ والأكثر هم البوذيون، وأحد أسباب الأحداث الحالية تحريض الصين والرهبان البوذيين فى سيريلانكا.
■ متى بدأت الأزمة فى بلادكم؟
- بدأت الأزمة منذ عام ٢٠١٢، وأدى اندلاع العنف الطائفى هناك إلى نزوح أكثر من ١٠.٠٠٠ شخص، ولكن لا يزال مئات الآلاف منهم يعيشون فى مخيمات على الحدود.
■ من يقتل المسلمون فى بورما؟
- البوذيون هم المتهمون بقتل المسلمين، بعصابات مدعومة من قبل الجيش الذى يترك لهم مساحة القتل، فدمروا أكثر من ٣٥ قرية للروهينجا قتلا وحرقا بكل ما فيها.
■ ما الدافع الأساسى الذى من ورائه يقتل المسلمون فى بورما؟
- الدافع سببان، الأول وهو أن الحكومة الصينية تتعاون مع حكومة ميانمار فى بعض الأمور التجارية والاقتصادية، كما أن نظام الحكومة الصينية ضد المسلمين من الناحية الاقتصادية، خاصة أن المسلمين فى بلادنا يمتنعون ويحرمون أكل لحوم الخنزير والخمور والربا، فالصين تساعد الحكومة والجيش وتدعمهم بالسلاح، وتتدخل أيضا فى شئون الدولة، بل هناك ٤ ملايين مواطن صينى يعيشون فى بورما دون إقامة، ولهم الحرية فى كل شيء، ويتعاملون معاملة أفضل من أصحاب الدولة نفسها.
أما السبب الثاني، فهو البوذية، ومركز التحريض لهم دولة سيريلانكا التى دربت عددًا كبيرًا من الرهبان البوذيين منذ ٢٠ سنة، ومنها بدأت الفتنة، ويشرح الرهبان المحاضرات للمواطنين، وأى إنسان بوذى يرى المسلم عدوًا له، وفى عام ١٩٧٣ قضت الحكومة على ٧ قبائل من المسلمين.
■ هل ما نراه من صور تعذيب مفبركة، وأنه لا يوجد حرق أو اغتصاب؟
- نعم كل أنواع التعذيب صحيحة، وكل صور السوشيال ميديا صحيحة بل أصعب مما يعرض، الجيش والحكومة ضد المسلمين، لا يوجد إعلام دقيق يغطى هذه الأحداث بشكل واسع، بسبب إعاقة وسائل الإعلام العالمية من الوصول إلينا من قبل المتطرفين البوذيين.
والكثير من الأقمار الصناعية صورت مشاهد أفظع من ذلك، وبعد إدانة الأمم المتحدة، بدأ الاتحاد الأوروبى يفرض عقوبات على حكومة ميانمار، وسافر شيخ الأزهر إلى ألمانيا من أجل القضية، وتحدث مع مستشارة ألمانيا، وهذا الضغط قلل بشكل ما من حدة القتل هناك، خاصة بعدما تم فرض عقوبات على الحكومة.
■ ما مدى تأثير كلمة شيخ الأزهر على الأزمة؟
- كلمة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وضعت المجتمع الدولى أمام مسئولياته تجاه عملية التصفية العرقية التى تتم فى حقهم على يد الجيش البورمى.
وكان لمناشدة شيخ الأزهر العالم بأثره لحمايتنا صدى كبير علينا، بتمسكنا لآخر نفس فينا بالإسلام وعدم التخلى عنه، إلى جانب تحرك منظمات دولية حقوقية أخرى جاءت إلينا، وقد استجابت دول عربية وإسلامية وقاطعت دولة ميانمار ديبلوماسيا واستدعت سفراءها، كما أن منظمة العفو الدولية اعترفت بحقيقة المذابح التى تحدث للمسلمين، فالأزهر وشيخه هما قلعة الأمان والحماية والدفاع عن الإسلام والمسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، فالشيخ الطيب قالها صراحة إنها إبادة وجريمة وتبديد للمسلمين، فهى رسالة منبر الإسلام، والأمم المتحدة والمحكمة الدولية ومجلس الأمن. 
وفى عام ٢٠١٥ تواصلت مع الأزهر فهو منارة الإسلام، وقدم مساعدات إغاثية، وقوافل طبية، لكن حكومة بورما رفضت دخولها، فهى لا ترحم، فمنعت دخول أى قوافل إغاثية أو طبية، ولم تدخل أى مساعدات ومنذ ٦ شهور يحاول أن يسلم الأزهر مساعداته للاجئين والحكومة ترفضها.
■ هل لكم تمثيل سياسي؟
- لا طبعا.. فهم يرون أننا لا نستحق أى مشاركة سياسية، فالتضييق وصل إلى عمل البطاقات والهوية الشخصية، أى مواطن من الأقليات المسلمة لو ضربه البوذى فهى ليست قضية، فالمسلم لا يعامل كإنسان، وتحرم السلطات فى ميانمار أفراد الروهينجا من الحصول على الجنسية، وتعدهم مهاجرين غير قانونيين، بالرغم من قولهم إن جذورهم فى البلاد تمتد إلى أكثر من ألف عام.
■ ما الحل للخروج من الأزمة من وجهك نظرك؟
- الحكومة لا تريد مسلمين نهائيا، ومن يهرب من بيته يسيطرون على منزله، فالحل بين يدى المجتمع الدولي.
■ لماذا تخلت رئيسة وزراء ميانمار عن قضيتكم رغم أنها حاصلة على جائزة نوبل للسلام؟
- تولت «أون سان سو تشي» الحائزة على جائزة نوبل للسلام السلطة العام قبل الماضي، فى انتخابات تاريخية لأول مرة منذ ٢٥ عاما، وفازت فيها، وعندما وصلت للكرسى لم تقدم شيئًا، فهى كذابة ومتلونة، وقد تركها حزبها مؤخرا، ورشحت للجائزة من قبل بريطانيا وأمريكا وكانت مسجونة منذ ١٠ سنوات بدعوى الحريات، وكانت زعيمة لمعارضة الحكومة منذ ١٠ سنوات، وتتفق مع سلطة الجيش فى قتل المسلمين، فهى تعشق السلطة.
■ هل تتوقع سحب الجائزة منها؟
- ماليزيا وأندونيسيا وبعض دول الاتحاد الأوروبى طالبوا بسحب الجائزة منها، وعندما تتحدث مع أى مسئول، تتلون فى حديثها، فى حين يعانى مسلمو بورما من التهميش والفقر والأمية، ولا يوجد تمثيل لنا فى أى جهاز حكومي، تخرج أمام الرأى العام وتظهر عكس ذلك، فنحن نمثل أقلية هامشية والنظام السياسى لدولة ميانمار لا يريد لنا تمثيلًا فى أى شيء، فالمسلمون فى بورما لهم حد أقصى للتعليم، وممنوعون من الدراسة فى الجامعات والالتحاق بالكليات العسكرية، والسلك القضائى والخارجية، من أجل ألا يصبح لنا صوت ينادى بحقوقنا.
■ هل المسيحيون يتعرضون لنفس الاضطهاد؟
- المسيحيون مضطهدون أيضا، فهى قضية أقليات، وقتل مسيحيين كثيرين فى عام ٢٠٠٨، وهدمت كنائس كثيرة فى ميانمار، فالمجموعات الإرهابية تحارب أى أقلية، البوذيون يبيحون الزنى بالابنة والوالدة، والمحكمة لا تحكم بأى شيء، والرهبان البوذيون يحللون الزنى والخمر، وجرائم غريبة وكثيرة.
■ ما رأيك فى دعوات بابا الفاتيكان لزيارة ميانمار؟
- ستكون هناك احتجاجات ومظاهرات، وحكومة ميانمار قد تمنعه من دخول البلاد.
■ ما أكثر الدول التى تقف حاليا مدافعة عن حقوق المسلمين فى بورما؟
- أكثر الدول ماليزيا وأندونيسيا وتركيا ومصر.