الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"جون ميلاد" و"يسوع السجين" مبادرة لإنقاذ أبناء المساجين

مسرح عرائس أبناء
مسرح عرائس أبناء المساجين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لجأ إلى العلاج بالفن واللعب فى شوارع مصر لمواجهة آلام «المشردين»

أسرار وحكايات ومفاجآت وهدايا تقدمها الكنيسة لكل من يحتاج إليها دون أن تعلن عن تحركاتها لمساعدة كل صاحب حاجة أو المتاجرة بأنشطتها الخيرية التى قد لا يعرف بها الكثيرون، بعد أن خرج أبناؤها إلى الشارع لمد يد العون لكل محتاج، دون تمييز بين اللون والعرق والعقيدة، خرجوا لمساعدة المكسورين وأهالى المساجين فى التغلب على أوجاعهم، وأزماتهم النفسية والاجتماعية، ليتمكنوا من مواجهة أوجاع الزمن وأزماته.
«جون ميلاد» أحد أبناء الكنيسة الذين سخروا حياتهم لخدمة مجتمعاتهم، تم تكريمه من الرئيس الأمريكى السابق «باراك أوباما»، الذى أشاد بعمله فى العلاج بالفن، لكنه ترك التكريم فى أمريكا وعاد يجوب شوارع مصر، يداوى المساكين بواسطة فريق «يسوع السجين» الذى تقوده الكنيسة الكاثوليكية عاكفا معهم، على إعداد مناهج استشفاء عن طريق الفن للأطفال وذوى المساجين، لذا كان هذا الحوار مع «البوابة» ليكشف فيه عن أفكاره وأحلامه وأهدافه، والى نص الحوار: 
يقول «جون ميلاد»، إن العلاج باللعب، هو أسلوب علاجى لمساعدة الطفل، الذى يتعرض لصعوبات انفعالية أو صدمة، ويستخدم بفاعلية مع الأطفال الذين مروا بصعوبات عائلية مثل حالات الطلاق، والإساءة والعدوان. 
ويضيف أن العلاج يعتمد على مجموعة من التكنيكات التى يتمكن الطفل خلالها من الشعور بالحرية الكاملة فى التعبير عن ذاته بصورة كافية وأسلوبه الخاص كطفل، حتى يمكنه فى نهاية الأمر تحقيق الإحساس بالأمن والفاعلية والجدارة من خلال الاستبصار الانفعالي.
وأشار إلى إن الهدف من العلاج باللعب، هو إزالة الألم الانفعالى الناتج عن الإساءة من خلال الأدوات التعبيرية والخيالية المختلفة، إضافة إلى أنه يساعد الطفل على التعبير الذاتي، كما أنه يجعل الطفل يستحضر انفعالاته المخيفة ويواجهها.
وأكد أن العلاج باللعب ليس اختراعا، ولكن هناك من سبقونا فى هذا، فقد استخدم فرويد اللعب كطريقة فى العلاج النفسى لأول مرة مع ابن صديقه والذى كان يخاف من الخيول، إذا قام الطفل هانز بتمثيل دور الحصان فى ألعابه التلقائية لمرات متعددة وبعد ذلك تخلص من مخاوفه من الخيول التى أصبحت مألوفة له، كما استخدمت ميلانى كلين Melanie Klein اللعب التلقائى بديلا عن التداعى الحر الذى كان فرويد قد استخدمه فى علاج الكبار. 
وافترضت «ميلاني»، أن ما يقوم به الطفل فى اللعب الحر، يرمز إلى الرغبات والمخاوف والصراعات غير الشعورية، وهو ما يتطلب من الطبيب النفسى إقامة علاقة خاصة بالطفل فيمثل دور الشخص العادى، بينما يقوم الطفل بتوضيح عدد من الأدوار التى تعبر عن علاقاته الحقيقية مع الناس أو شعوره نحوهم.
وشدد على أنه فى العلاج الفردى الذى يتم اختياره عند التعامل مع الأطفال الصغار العدوانيين إنما يتمثل فى العلاج باللعب، وفى مثل هذه الحالة غالبا ما يكون العلاج باللعب هو العلاج المفضل، لأن الطفل الصغير غالبا ما يكون غير قادر على الاستفادة من نمط العلاج التقليدى وهو العلاج بالكلام، أو يكون غير راغب فى الاستفادة منه.
ويقول: «عادة ننظر إلى اللعب على أنه الطريق إلى اللا شعور للطفل، ومن جانب آخر، فان اللعب يعتبر فى الواقع هو الوسيلة التى يقوم الطفل من خلالها بالتعبير عن خيالاته، وهو الأمر الذى يكشف للمعالج حال حدوثه عن دوافع الطفل ورغباته وصراعاته اللاشعورية».
ويؤكد أن الهدف من العلاج باللعب يتمثل فى إطلاق سراح الأمور الجنسية، وأيضا تلك التى تتعلق بالكره والغيرة عن طريق اللعب، وخلال مضمار العلاج يحل سلوك اللعب المناسب محل العدوان الاندفاعى وغير المناسب، وهو ما يسمح بدوره بحدوث النمو العادي، وإعادة استبدال الحافزات العدوانية بالتفكير والخيال وإعادة التوجيه. 
ويؤكد ميلاد أن اللعب كوسيلة يتم بمقتضاها مثل هذا التغيير وهى الانتقال Transference، التى تعد بمثابة عملية سيكولوجية يحدد فيها الطفل فى البداية اللهو الخاص به وذلك مع المعالج، ثم يكتسب البصيرة مع مرور الوقت ويطور «الأنا» الأعلى من تلقاء نفسه.
وعن بيئة اللعب وكيفية تجهيزها قال: تصمم بيئة اللعب حسب اهتمامات الطفل وخبراته وقدرته على التعلم، وفق المجتمع الذى نشأ فيه وثقافته، ونوع الألم الذى يعانى منه الطفل، وقد يتحسن مستوى الانتباه وتقل المظاهر السلوكية غير المقبولة لدى الأطفال الذين يعانون من قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد، حينما نوفر لهؤلاء الأطفال ألعابا وأنشطة جديدة وغريبة وغير مألوفة 
وأضاف أن هذا يؤكد ما جاء به «بافلوف» فى العشرينيات من القرن الماضى عندما أكد أن الفرد يعير انتباهه واستجاباته إلى المثيرات الغريبة فى البيئة المحيطة به، وتلك الاستجابة الانعكاسية تجعل الفرد يركز انتباهه إلى التحديات، ويزيد من فاعلية القدرات العقلية ويتمكن من تكوين معرفة جديدة.
وعن كيفية علاج الأطفال خلال اللعب قال: من خلال اللعب ينغمس الأطفال فى نشاط معرفى نابع من ذواتهم، وحيث إن استخدام ألعاب مصممة أو منتقاة وبشيء من التوجيه من قبل الفريق، فمن الممكن أن تكون ذات أثر فعال فى خفض النشاط الزائد لدى الأطفال، كما أن الأنشطة والألعاب الحرة خارج الغرف الصفية كالمشى فى مناطق طبيعية والألعاب الكروية ذات فائدة كبيرة فى تنشيط الدماغ وزيادة قدرته على الانتباه والتركيز على المهمات والهدو.