منذ وصول الفتيات لمرحلة البلوغ، تتحرك مشاعرهن الأنثوية بداخلهن، ليست فقط المشاعر، التى تندرج تحت تصفيف الشعر، ووضع مستحضرات التجميل، أو النظر للمرآة، ولكن تبدأ مشاعرهن المُطالبة بالحرية، بالانطلاق، بالخروج من عباءة الأهل، والمُعلمين حتى وإن كانت لبضعة أيام، وتحلم العديد من الفتيات بالسفر داخل أو خارج البلاد، تنزه، هجرة، أو حتى عمل. تعددت الأسباب والهدف واحد «السفر» الذى بات من ممنوعات أو محظورات العديد من العائلات، والأهالى بحجة الخوف والقلق، أو العادات والتقاليد، فكان رفضهم دائمًا ما يقف سدًا منيعًا أمام رغبات بناتهم.
فتقول «نور عودة» منذ تركى لمحافظتى وانتقالى القاهرة للدراسة، أصبحت الجامعة هى حجتي الوحيدة للسفر والتجول بين المحافظات، بحجة الأبحاث والمشاريع، فلم تقتنع عائلتى بفكرة الرحلات على الإطلاق، وعقب تخرجى لم أعد أستطيع السفر لمكان ما.
وأضافت «أميرة مصطفى» أن السفر يعد من المحظورات داخل بيتهم، وأنه رفاهية لا يجب أن يعشنها إلا مع أهلهن، وغير ذلك هو خروج عن الاحترام كما يظن أبوها.
ومؤخرًا قرر العديد من الفتيات تدشين «جروب» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» باسم «she-travels» يهدف لكسر حاجز الخوف لدى الفتيات، وتشجيعهن على السفر داخل أو خارج مصر، فضلا عن مساعدتهن فى تسهيل إجراءات السفر الرسمية، والقانونية.
«منة شاهين» طبيبة بأحد المراكز الطبية، مصرية وتقطن بدولة الإمارات، دُبى تحديدًا، تعد واحدة من أهم مؤسسات الجروب، وأنشطتهن، تعمل على متابعته أولًا بأول والإشراف على الرحلات، فضلًا عن محاولاتها تسهيل إجراءات السفر وتكوين المجموعات بقدر المستطاع، وعلى هذا الجانب قالت أشرقت حسين، فتاة عشرينية، إنه من الصعب السفر خارج مصر، بسبب رفض الأهالى لعامل الأمان، فضلًا عن التكاليف الباهظة، مشيرة، إلى أنه بعد محاولات عديدة استطاعت الحصول على إذن السفر ولكن من داخل مصر، وقالت إن الجروب، وتعليمات «منة شاهين» كانت دافعًا لها للسفر وزيارة العديد من محافظات مصر والاستمتاع بمناظرها الطبيعية.
وأضافت نورهان العبد، أحد أعضاء الجروب أنه كان له عامل كبير لسفرها فى عدة أماكن، مثل دهب، نويبع، وسانت كاترين، مشيدة بالأمان والتنظيم والتكلفة المتوسطة.
ربما يكون «she-travels» هو حجر الأساس لكسر خوف الفتيات، وتشجيع الأهالى لترك مساحة حرة لهن للسفر واكتشاف العالم، إلا أنه ربما لم يكن الأخير للوقوف بجانب رغبات الفتيات.
