طالب وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر المجتمع الدولي بالضغط الفعال على ميلشيا الحوثي وصالح الإنقلابية واتخاذ المواقف والإجراءات اللازمة والسريعة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216 ، وإنهاء الإنقلاب باعتباره أساس الأزمة اليمنية.
وأكد عسكر - في الندوة التي نظمها المركز العربي البريطاني للدراسات الإستراتيجية والتنمية اليوم الإثنين في نادي الصحفيين السويسري في جنيف - تدهور حالة حقوق الإنسان والوضع الإنساني بشكل غير مسبوق في اليمن ، مشيرا إلى أن الميلشيا قصفت المدن والأسواق الشعبية وارتكبت جرائم جماعية بحق المدنيين العزل وارتكبت الإنتهاكات الستة الجسيمة بحق الطفولة في اليمن.
وقال وزير حقوق الإنسان اليمني - في كلمته التي نقلتها وكالة الأنباء اليمنية - إن الميلشيا تسببت في سقوط 11746 قتيلا ، بينهم 695 امرأة و1239 طفلا ، وإصابة 28392 آخرين ، بينهم 3999 إمرأة و3601 طفل ، وقامت بتدمير هائل للبنية التحتية ، واستخدمت المنشآت العامة والخاصة بمختلف أنواعها كمراكز وثكنات عسكرية ووضعت آلياتها العسكرية في نطاقها حيث دمرت الآلاف منها واستخدمت بعضا منها كمراكز تدريب".
وأضاف أن الميلشيا استغلت واستخدمت وجندت أكثر من عشرين ألف طفل وجعلتهم وقودا لحربها وحولت المناطق السكنية والطرقات والمزارع إلى حقول ألغام ، حيث سجلت الوزارة مقتل وإصابة 850 شخصا ، بينهم 420 طفلا بسبب زراعة الميلشيا الألغام الفردية والألغام المضادة للمركبات في الطرقات وبجانب المدارس ومنازل الموطنين ، حيث زرعت أكثر من نصف مليون لغم في المحافظات التي اجتاحتها الميلشيا.
وأشار إلى أن الميلشيا انتهجت سياسة تكميم الأفواه بحق الإعلام والإعلاميين، حيث خضع عشرة إعلاميين للمحاكمة غير العادلة، وما زالت ترتكب جرائم الاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب حتى الموت للشباب والناشطين والإعلاميين والسياسيين المعارضين ، موضحا أن حالات الاعتقال التعسفي بلغت 14174، في حين وصلت حالات الإخفاء القسري إلى 2899 حالة إخفاء قسري بينها أطفال ، وبلغت حالات التعذيب 850 ، وأنشأت مليشيات الحوثي وصالح سجون ومعتقلات سرية ، حيث تم رصد أكثر من 480 موقع اعتقال ، ولا يزال 5000 معتقل ومخفي يقبعون في سجون ومعتقلات الحوثي وصالح، تحتفظ الوزارة بكشف بأسمائهم.
وأضاف أن المختطفين لا زالوا يعيشون أوضاعا صعبة في سجون الميلشيا، ومن تم إطلاق سراحه من المحتجزين يعانون حالة نفسية وصحية سيئة ، حيث كثيرا ما يتعرض المحتجزون والمخفيون قسرا للتعذيب، وعُذب عدد منهم حتى الموت ، إذ يتعرض كثير من المختطفين للجلد والضرب بآلات حادة على مؤخراتهم والصعق الكهربائي وللصقيع والكي بالنار ، متهما الميلشيا بنشر ثقافة الكراهية وخطابات التطرف والطائفية والتسبب في تمزيق المجتمع اليمني.
وتابع وزير حقوق الإنسان اليمني أن انتشار مرض الكوليرا منذ أواخر أبريل إلى الآن تسبب في مقتل أكثر من 1970 شخصا ومئات الآلاف من الحالات المشبوهة ، حيث بلغت نسبة الشفاء أكثر من 99% على الرغم من استمرار الاحتياج للدواء والعلاجات وفق إحصائيات الأمم المتحدة.
واستعرض عسكر جرائم الميلشيا بحق الأمن والسلم الدوليين، منها استهدافها في 29 يوليو من هذا العام ميناء المخا بواسطة قارب مفخخ، وقبلها استهداف سفن الإغاثة المتجهة لميناء الحديدة ومواصلة خرقها لكافة الأعراف والقرارات الدولية ، مؤكدا أن استهداف السفن والموانئ البحرية وتهديد الملاحة الدولية والأمن والسلم الإقليمي والدولي يعيق وصول الأعمال الإغاثية والمساعدات الإنسانية وتدمير متعمد للبنية التحتية.
