الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بلاغ مفتوح إلى جهاز المخابرات المصري..حول الصديقين حلمي ومرسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ليست هذه هي المرة الأولى التي يثار فيها اسم العالم المصري الدكتور المهندس عبد القادر حلمي وقضيته صحفيًّا وإعلاميًّا.. وليست هي المرة الأولى التي أكتب أنا شخصيًّا عنها، لكنني هذه المرة أثيرها من جديد بكل تفاصيلها؛ مطالبةً جهاز المخابرات المصري بفتح الملف والتحقيق فيه، والوصول، أولاً، إلى: من الذي قام بإبلاغ جهاز المخابرات الأمريكية عن العالم المصري؟.. وأين هو؟ وما هو مصيره؟
وأعتقد أن طلبي هذا هو حق لي، كمواطنة مصرية صاحبة ملف وطني نظيف، وصحيفة جنائية بيضاء تمامًا، كما أن طلبي يدخل تمامًا في صميم عمل ومهام جهاز المخابرات، الذي شببنا على فهمه وإدراكه، والذي يتناقض تمامًا مع التهمة التي وجهها رئيس الجمهورية، محمد مرسي، للجهاز عبر أحد أعضاء جوقته، المهندس أبو العلا ماضي.. وهي حشد جهاز المخابرات لقوة (ميلشيات) قدرها 300 ألف بلطجي؛ لإثارة الفوضى والقلاقل والقتل والسحل!! هذه التهمة التي تعد «داهية الدواهي»، وسط كل ما صدر عن محمد مرسي من أقوال وأفعال، يتوقف أمامها العقل دهشة واستنكارًا وخجلاً وعدم تصديق.. لكن أن يتهم رئيسُ دولةٍ جهازَ مخابرات الدولة بأنه مسئول عن حشد بلطجية يحركهم ويوجههم ويمولهم؛ فهذه حقًّا داهية الدواهي، وهي تعني أن رئيس الدولة لا يدرك ولا يعرف ولا يفهم ماذا يعني جهاز المخابرات!!
· بدايةً.. وحتى نشرك من لا يعرف تفاصيل قضية العالم المصري، الدكتور المهندس عبد القادر حلمي، دعونا نعرف من هو، وما هي تفاصيل ملحمة بطولته وبطولة المخابرات المصرية العريقة في بطولاتها، وفي دورها العظيم، منذ قرر لها الرئيس جمال عبد الناصر، بعد ثورة يوليو 1952، أن تكون من أعظم وأقوى أجهزة المخابرات في العالم.. وأيضًا نعرف بعلاقة الصداقة الوثيقة التي كانت تربط بين العالم المصري الدكتور عبد القادر حلمي والمهندس المصري محمد مرسي، الذي أصبح الآن رئيسًا لمصر! والذي كان قريبًا من العالم المصري حتى قبيل القبض عليه من قِبل المخابرات الأمريكية ( CIA ) ومكتب التحقيقات الفيدرالي ( FBI )، والذي هو (أي الرئيس مرسي) بالتأكيد لديه تفاصيل وأسرار كثيرة حول قضية الدكتور حلمي، وما فعله من أجل مصر، وكيف تم القبض عليه، ويعرف جيدًا من الذي قام بالإبلاغ عنه.
· من هو العالم المصري عبد القادر حلمي وما قصة بطولته؟
ولد عبد القادر حلمي في فبراير 1948 بمحافظة المنيا، تخرج من الكلية الفنية العسكرية عام 1970 الأول على دفعته من قسم الهندسة الكيميائية، وألحق بالأكاديمية العسكرية السوفييتية؛ ليحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في تطوير أنظمة الدفع الصاروخي ومكونات الصواريخ الباليستية.. في هذا الوقت كان اللواء عبد الحليم أبو غزالة يشغل منصب مدير عام المخابرات الحربية.. وبدأ تعامل المخابرات مع الدكتور حلمي.. وأعفي من الخدمة العسكرية، وألحق بمصنع قادر العسكري، ثم للعمل كخبير صواريخ بكندا في أواخر السبعينيات..
بعد ستة أشهر من سفره كندا سافر إلى الولايات المتحدة، وتدرج في المناصب، حتى أصبح مهندس صواريخ يحمل تصريحًا أمنيًّا رفيع المستوى من وزارة الدفاع الأمريكية، بدخول مواقع ومنشآت عسكرية كأحد العلماء القادرين على الاطلاع على البرامج الدفاعية الأمريكية العالية السرية دون قيود..
عمل في شركة ( Teledyne Corporation ) المتخصصة في إنتاج أنظمة الدفع الصاروخي، وانتقل إلى ولاية كاليفورنيا.. ونجح في تعديل الخلل في منظومة الدفع الصاروخي باستخدام الوقود الصلب لمكوك الفضاء (ديسكفري)؛ حتى لا يتعرض للانفجار مثل مكوك الفضاء (تشالنجر) في عام 1982.. وشارك في تصنيع وتطوير قنابل الدفع الغازي المعتمدة على الوقود المعروفة باس م ( Fuel/air explosive bomb )، والتي تنتمي لعائلة القنابل الارتجاجية ( concussion bombs ). وقام حلمي بتسريب التصميمات الكاملة لها للجيش المصري..
على صعيد موازٍ، كان اللواء أبو غزالة قد بدأ مشروعًا طموحًا لإنتاج الصواريخ الباليستية في أوائل الثمانينيات، بالتحالف مع الأرجنتين والعراق، عرف باسم مشروع (الكوندور)، يقوم العراق بتمويل أبحاثه، والأرجنتين بتوفير الخبرة التكنولوجية والاتصالات، وتقوم مصر بالدور الاستخباراتي في مجال تطوير الأبحاث..
وفي مرحلة كانت مراحل التصنيع وصلت لذروتها، وتوقفت عند احتياج المشروع لبرمجيات عالية السرية وحساسة لتوجيه الصواريخ وضبط اتجاهاتها، عندها قام الدكتور عبد القادر حلمي بالتعاون مع العقيد حسام خيرت والعقيد عبد الرحيم الجوهري، بتجنيد عالم أمريكي (جيمس هوفمان)، سهل لهم دخول مركز قيادة متقدم في (هانتسفيل) في ألاباما، تابع للقيادة المتقدمة الإستراتيجية ومسئول عن تطوير برمجيات توجيه أنظمة «باتريوت»..
كان المركز يتعاون مع مؤسسة تقنية أخرى هي ( Coleman )، ويشرف عليها عالم برمجيات أمريكي (كيث سميث) تم تجنيده في إبريل 1986، وبواسطته تم الحصول على نسخة كاملة ونهائية من برامج منظومة توجيه الصواريخ الباليستية والأنظمة المضادة لها؛ وبذلك تم اختراق تصميمات شبكة الدفاع الصاروخي الأولى للولايات المتحدة بالكامل.. وبالتعاون بين الدكتور حلمي وقسم السطع الفني في المخابرات العامة ؛ اكتشفوا أن منظومة «باتريوت» تستطيع رؤية صاروخ «الكوندور» واصطياده في الجو.. وهنا اكتشف الدكتور حلمي وجود أبحاث في مركز آخر تابع لقيادة سلاح الجو الأمريكي لصناعة مادة اسمها (سود الكربون) تقوم بتعمية أنظمة الرادار وتخفي أي بصمة رادارية له، كما أنها تقلل احتكاك رأس الصاروخ بالهواء بنسبة عشرين بالمائة، وبالتالي ترفع مداه القتالي..
وبدأت عملية محمومة للحصول على هذه المادة وشحنها إلى معامل الأبحاث والتطوير.. واستطاع الدكتور حلمي، بالشراء وأساليب أخرى، الحصول على «ثمانية أطنان»، تم شحنها في صناديق دبلوماسية.. وفجأة -وكما كشفت تقارير السي آي إيه- تسربت معلومات للمخابرات الأمريكية حول ما يقوم به الدكتور حلمي، وفتحت المخابرات الأمريكية والـ FBI تحقيقًا وتحريات فيدرالية موسعة عنه في سكرامنتو - فبراير 1988..
في 19 مارس 1988 قام الدبلوماسي المصري محمد فؤاد بالطيران إلى واشنطن، والتقى الدكتور حلمي، وقاما بشحن صندوقين سعتهما «420 رطلاً» من الكربون الأسود الخام، عبر سيارة دبلوماسية تابعه للسفارة المصرية بواشنطن، بقيادة العقيد محمد عبد الله، وتحت إشراف اللواء عبد الرحيم الجوهري؛ لنقلها بطائرة عسكرية مصرية من طراز «سي- 130» من ولاية «ميريلاند»، في 23 مارس 1988..
تكررت العملية في 25 يونيو من نفس العام، ورصدت المخابرات الأمريكية مكالمة هاتفية تتحدث عن مواد لا يمكن شحنها دون رقابه صادرة من الدكتور عبد القادر حلمي لحسام خيرت، ثم رصدت مكالمة أخرى صادرة من مكتب المشير أبو غزاله تطالب بشحن المواد دون إبطاء مهما كان الثمن، وتأمين الرجال؛ فقامت الأجهزة الأمنية الأمريكية بالتحرك، وألقت القبض على الجميع في المطار ..
قامت المخابرات المصرية بتهريب اللواء عبد الرحيم الجوهري، وتمسكت الخارجية المصرية بإخلاء سبيل الدبلوماسيْين محمد فؤاد والعقيد محمد عبد الله، ورُحّلا خارج الولايات المتحدة.. وواجهت السلطات الأمريكية السلطات المصرية بالتسجيلات، واتهمت السفارة المصرية بالقيام بأنشطة استخباراتية معادية على الأراضي الأمريكية، واستخدام سياراتها وموظفيها في أعمال إجرامية تخالف القانون، وتهريب مشتبه بهم خارج الحدود، وغسل الأموال.. وفي مهمة أخيرة للمشير أبو غزالة -وتمسكًا منه بحماية رجاله- سافر إلى العراق لإنهاء آخر مهمه له كوزير، وقام بتدمير أي مستند يشير إلى شحن أي مكونات تتعلق بمشروع الكوندور مع الحكومة العراقية، وعاد ليجد قرارًا من حسني مبارك بإقالته من منصبه كوزير للدفاع!!..
ملاحظة هامة: تحدثت تقارير للمخابرات المركزية الأمريكية –تم الكشف عنها أثناء التحقيقات مع العالم المصري- عن معلومات مسربة، جاء فيها أن العالم المصري ظل يقوم بإمداد دوري مستمر لآخر أبحاث هذا النوع من القنابل لصالح مصر، حتى السابع من مارس 1986، بمستندات وتصميمات عالية السرية.. وتضمنت المعلومات بأنه قام تحت إشراف المشير عبد الحليم أبو غزالة (وزير الدفاع) والعقيد حسام خيرت (من جهاز المخابرات)، تمثلت في شحن «420 رطلاً» من مادة «الكربون الأسود» إلى مصر، والحصول على خريطة تطوير قنابل الدفع الغازي للصواريخ الأمريكية.. وقُبض على العالم المصري الأصل، الدكتور عبد القادر حلمي، والأمريكييْن هوفمان وسميث.. ووجهت إلى الدكتور حلمي اثنتا عشرة تهمة.. وقبض على زوجته، وضُم أبناؤه إلى أسرة أمريكية للرعاية، وصودرت أوراقه وأبحاثه وممتلكاته وحساباته المصرفية.. وحُكم عليه بالسجن المشدد 25 عامًا، قضى منها حتى الآن 22 عامًا.. ولا يعرف عنه شيء منذ آخر ظهور له في جلسة استئناف الحكم ضدة في 1991..
هذه هي قصة العالم المصري الدكتور المهندس عبد القادر حلمي، البطل المصري المجهول.. ويضاف إليها: أن العالم المصري، الدكتور عبد القادر حلمي، كان في ذلك الوقت صديقًا مقربًا من المهندس المصري محمد مرسي، الذي كان يعمل في وكالة ناسا في ذلك الوقت.. ويعمل الآن رئيسًا لمصر!
· أعرف جيدًا أن هذه القضية ليست جديدة بالنسبة لجهاز المخابرات المصري، وأعرف أن ملفها لديهم فيه تفاصيل أكثر بكثير مما وضعته هنا.. لكنني أتمسك بحقي في المطالبة بفتح القضية من جديد.. وسؤال الرئيس محمد مرسي فيها، وهو من كان قريبًا جدًّا من العالم المصري الدكتور حلمي وعلى علاقة وثيقة به، وكان كلاهما يعرف الكثير عن بعضهما البعض؛ بحكم عمل الاثنين في مؤسسات أمريكية سرية هامة، وقد ذُكر هذا في ملف تحقيقات القضية، ومن المؤكد أن المهندس محمد مرسي (آنذاك) الرئيس مرسي (حاليًّا) كان يعرف بتفاصيل المهمة التي كلفت بها مصر الدكتور عبد القادر حلمي.. ويعرف أيضًا تفاصيل وملابسات القبض عليه، ومن الذي أرشد المخابرات المركزية الأمريكية عنه ووشى به!